*سيدتي: تتلخص مشكلتي برغبتي الشديدة في الانتقام من طليقتي وزوجها الجديد الذي خانتني معه وطلقتها بعد أن عرفت بقصتها وفضيحتها معه وجعلتها تتنازل عن كل حقوقها الزوجية.. ورغم أنها تمكنت من الضحك عليّ عندما أخبرتني انها كانت تحبني في صمت منذ بدأت في العمل معي فكانت تلقي لي بحفنة جنيهات أردها لها بمكسب يكاد يصل لأكثر من خمسين بالمائة لأرضيها.. وأحياناً مائة بالمائة وبعد فترة تزوجت منها عرفياً بعد أن بكت طويلاً لما قدمته لي من تنازلات وقالت انها أم وسمعتها ستضيع خاصة عندما تسلطت عليها سيدة أعمال منافسة لها.. صدقتها وبعد الورقة العرفي بشهرين وبعد أن أذاقتني سحرها ومكرها طلبت الزواج الرسمي ومؤخراً ومهراً وشبكة وكأنها ابنة أربعة عشر عاماً وليست في الخامسة والأربعين.. وفعلاً فعلت ما أمرتني به فقد أحببتها.. وبعد فترة بدأت عمليات الابتزاز المالي باسم العاطفة.. كنت أستجيب حتي مللت هذه التصرفات فتوقفت وبدأت أعاملها كأي شريك ممن يعطونني مالهم للتجارة.. وبدأ النكد وقلة الحياء واللسان الطويل يظهران علي حقيقتيهما مما جعلني أترك لها البيت وأذهب لبيتي القديم لدي أم أولادي.. وبعد ذلك جاءت واعتذرت وعدت لها مرة أخري ولكنها بدأت تنشغل بأشياء تافهة تركتها حتي لا تظل تفري في رأسي.. ولكن بدأ الكلام يصلني بأنها علي علاقة برجل آخر وانها تخرج وتسافر معه وكانت تكذب وتقول بأنها لدي أخوالها وخالتها بمحافظة أخري كنت أصدقها خاصة انني لا علاقة لي بأهلها ولا أعرفهم.. فلم تكن هناك رغبة منها في أن أتعرف علي العائلة وكانت تقول عندما أثق فيك وانك لن تتركني وننجح مع بعضنا سأعرفك عليهم لانهم يحبون طليقي أبو أولادي ولن يقبلوك بسهولة.. وهكذا صدقتها وكانت كثيرة السفر لابنها الذي يدرس في محافظة أخري.. كل هذا كان كذباً.. بل عرفت انها ذهبت لتجار من أصدقائي وشاركتهم دون علمي وطلبت منهم ألا يخبروني حتي لا أغضب منها.. بعد كل ما عرفته شككت فيها وراقبتها وعرفت انها علي علاقة مع سافل مثلها بل أتي لبيتي الذي اشتريته لها بمالي وبات فيه ليلة كنت فيها مسافراً.. أجبرتها علي التنازل عن كل مستحقاتها وأخذت ثمن الشقة وجعلتها تبريني من كل شيء وطلقتها.. وبعد العدة بيوم واحد تزوجت هذا الرجل وعرفت انها تستغله لتحقيق أغراضها وهو الآخر يستغلها بالانفاق عليه.. ومر أكثر من عامين ولكنها ملت منه.. وذات صباح جاءتني منها رسالة تقسم انها خدعت فيه وانها مازالت تفكر فيّ وأنها ترغب في الطلاق من هذا الرجل الذي يعيش عويلاً عليها وترغب في العودة مرة أخري لكنها تخاف لو طلقت منه ألا أعود اليها وتصبح مطلقة ووحيدة للمرة الثالثة.. وطلبت مقابلتي وبمجرد ما التقينا ألقت بنفسها في حضني وظلت تبكي انها فرطت فيّ وانها نادمة وأقسمت انها لم ترتكب معه فاحشة وهي علي ذمتي لكنها غضبت من اتهامي لها بالزنا وقررت الانتقام مني بالزواج منه. سيدتي هذه حكايتي أما السؤال: هل أعود إليها فأنا مازلت أحبها وأحياناً تنتابني رغبة في الانتقام منها بتطليقها من هذا الوغد ثم أتركها تتعذب مثلي.. وأحياناً أرغب في أن أرد للسافل الطعنة وأذهب اليها في غيابه ولن تمانع هي.. أرجوك ردي وبدون سخرية أو تعنيف فنحن بشر. ** عزيزي: ولأننا بشر علينا إن تأكدنا من خطأ ما أن نعود عنه ونتوب ونبتهل لله عز وجل أن يغفر لنا.. ولأننا بشر علينا أن نحاول الافادة من الأخطاء التي نمر بها. أنت لا تحب تلك المرأة ولكنك تبرر لنفسك ما يجعلك تعود لتنتقم لشرفك منها ومن زوجها.. فطبيعة الرجل الحقيقي تأبي أن يأكل من طبق ولجته الكلاب وبوصفك لتلك المرأة التي تستخدم الزواج أقدس ما حلل الله وسيلة لابتزاز الرجال وعندما تفرغ منهم تنتقل لغيرهم وهكذا.. أمثل تلك تجعلك تضحي بكرامة أم أولادك التي صبرت عما تفعله بها؟!.. وقد فهمت هذا ضمنياً فأنت لا تضعها علي خريطة حياتك.. لو رغبت بنصيحتي تجاهل فكرة الانتقام منهما فليس هناك أشد انتقاماً مما هما فيه أن تلتقي عاشقة المال بمفلس وتظل تنفق عليه وأن يتزوج هو بمن تبيع وتشتري الرجال كفردة حذاء.. هل تظن انك ستفعل بهما أكثر مما يفعله الله؟ عد لرشدك وتجاهل تلك المرحلة من حياتك واعتبرها ورقة شجر نخرها الدود وسقطت وآبت للمحرقة ولا تبك علي الرخيص مهما هفت نفسك اليه.. الخطيئة موجودة والتوبة موجودة والحياة أمامك فكن عفيف النفس وأعرض عن الجاهلين وعد لبيتك وعوضهم عما سببته لهم بزواجك من تلك المرأة التي لا ترقي لأم أولادك واتق الله فيهم جميعاً.