أولا: يجب أن نترحم الله شهداء الوطن، أن نصلي عليهم وأن نطلب من الله عز وجل أن يرحم أبناءنا وأن يدخلهم جنات عرضها السماوات والأرض. ندخل بعد هذا إلي القضايا التي تثيرها جمعيات الرافضين.. الذين عاشوا أعمارنا، وشهدوا القاهرة الجميلة التي كانت عليها وإلي منطقة وسط البلد علي وجه الخصوص وشهدوا مابين شارع قصر العيني وما بين حي الحلمية الجديدة الذي كان يقود إلي حي القلعة حاضرة مصر فيما كان قبل ذلك. أين يقع مبني مجلس الأمة أو البرلمان حتي يومنا هذا كم عرض الشارع الذي يطل عليه بضم الياء.. الشارع لا يزيد علي بضعة أمتار لاتصل إلي العشرة. علي الناحية الأخري من الشارع مبني مجلس الوزراء ويمتد الشارع إلي ميدان لاظوغلي في هذه المنطقة المحدودة تمتد عشرات الوزارات وكلها من الوزارات الهامة كثيرة الوظائف ابتداء من وزارة الداخلية إلي وزارة العدل ووزارة الأشغال العمومية وصولا إلي وزارات الإسكان والمعارف أوالتربية والتعليم والتعليم العالي والحقانية وغيرها من أهم الإدارات علي الأرض والتي فكرت الدولة في توفير بعض الأماكن فيها فأنشأت مجمع التحرير الذي اتسع في ذلك منذ سبعين سنة لآلاف الوظائف ذلك عندما كانت مصر كلها سبعة عشر مليونا من البشر. والآن وبعد أن تعدت مصر المائة مليون.. كيف ازدحمت مصر كيف تراجعت العاصمة عن خدمة أبنائها وسكانها وسكان الكنانة كلها. كيف تريد مصر أن تكون؟ كيف تريد أن تتسع لقد توسعت مرات ومرات حتي ضاق الحال بها وبأبنائها حتي المرور علي أرضها وشوارعها لم يعد يستطيع أن يتسع، لا لم يستطع أن يفعل شيئا علي الإطلاق.. وانظر إلي كل الأحياء حول منتصف البلد حي بولاق حي وسط البلد حتي الحلمية الجديدة حي شارع محمد علي حي العتبة الخضراء، أي مكان لم يعد فيه مكان علي الإطلاق.. لا حل ولابديل حتي عندما أراد السادات أن يخرج إلي مدينة السادات الجديدة لم يجد أحدا يسمع أو يريد أن يسمع، وراحت المحاولات في الهواء والنسيان! الآن.. ولدينا نزعة كبيرة.. ورئيس يريد أن يصنع شيئا ويفتح لنا بابا من أجل أن يدخل إلي حياتنا هواء جديد. رئة شابة رئة قوية رئة تعبر عن حضارة وعن عالمها الجديد رئة تقول للعالم كله: ها قد ولدت من جديد.