"الأربعاء الأبيض" ليس مجرد يوم لخلع النساء الإيرانيات غطاء الرأس ،وارتداء قطعة من الملابس البيضاء (عكس الشادور الأسود) والسيرفي أحد شوارع طهران، أو في أي مكان عام لوقت قليل، وتصوير أنفسهن، وتبادل الصور وإرسالها علي مواقع التواصل الاجتماعي...لكنه معركة من معارك الحرية،حملة احتجاج واسعة،تدخل أسبوعها الخامس بقوة،احتجاجا علي الحجاب الإجباري، وقيام الشرطة الأخلاقية( الباسيج) وهي فرع تم استحداثه في الشرطة الإيرانية، بمعاقبة كل من لا ترتدي الحجاب،وفقا للقانون الملزم،بالغرامة(260 دولارًا)وأحيانا بالاعتقال!! الحجاب في إيران مسألة قديمة،ربما تتجاوز500 عام والشادور(الملاءة السوداء التي تلف الجسد والرأس) من الملابس النسائية التقليدية،يرتدينه دون إجبار..الاحتجاجات المتصاعدة حاليا، سببها الإلزام والإجبارعلي ارتداء الحجاب، ومنع وضع مساحيق التجميل(المكياج)ومنع ارتداء الكعب العالي والأحذية المفتوحة،وفرض ذلك بقوة القانون، منذ ثورة الملالي 1979.. لكن ما تفعله الشرطة الأخلاقية(الباسيج) لمنع خلع الحجاب،هو نفس ما فعله شاة إيران(رضا بهلوي) 1936 بمنع ارتداء الحجاب،وفرض الزي الغربي علي الرجال أيضا بقوة القانون،ومعاقبة من ترتدي الحجاب والشادور!!...نفس الأسلوب القامع للحرية،واعتبار حرية الملبس هي حق للدولة،وليست حقا للناس.. كتبت إحدي الإيرانيات (أن شعري مثل الرهينة لدي الحكومة)!! "الأربعاء الأبيض" إحدي المعارك المهمة لدي الإيرانيين، احتجاجا علي القمع وخنق الحرية، حيث لا خيار آخر!!... كتبت إيرانية أخري (لقد خلعت الحجاب..أريد أن أشعر بضوء الشمس والهواء يداعب شعري..فهل هذه خطيئة كبري؟)..لحظات حرية مسروقة، تمارس فيها الإيرانيات احتجاجها العلني لأول مرة علي صفحات التواصل الاجتماعي (لا مجال لنقل المعركة إلي الشارع) رافضين وصفهن بقطعة الشيكولاتة، حيث المرأة لابد أن تكون مغلفة!!