كان الله في عوننا جميعا في مواجهة موجة الحر الحادة وشديدة الوطأة التي نتعرض لها حاليا في هذا الصيف الملتهب بحرارته اللافحة وسخونته القاسية التي تشوي الوجوه وترهق الأجساد وتقض المضاجع، وتباعد ما بيننا وبين هدوء النفس وصفاء العقل، وتحد من القدرة علي ضبط الانفعال وسلامة التفكير. ولعلنا مازلنا نذكر ما تعرضنا له خلال العامين الماضيين أيضا من موجات حر شديدة مشابهة في قسوتها وحدتها للموجة التي تهاجمنا الآن، مع ملاحظة أن هذه الموجات الماضية نجم عنها بعض الاعراض الصحية السلبية بتأثير ضربات الشمس والجفاف والانهاك الجسدي العام،..، وهو ما نأمل ألا يتكرر هذا العام. واللافت للانتباه في هذا الشأن هو أن هذه الموجات من الحر الشديد أصبحت متكررة وأصبح من المألوف تعرضنا لها في كل صيف خلال السنوات الأخيرة، وهو ما يتطلب منا النظر في أمرها بالجدية الواجبة والبحث في أسبابها ونتائجها المحتملة، من وجهة النظر العلمية والبحثية المتوافرة لدي العلماء والباحثين،..، واضعين في اعتبارنا ما يقال ويتردد عن المتغيرات التي طرأت علي المناخ في مصر والمنطقة بل والعالم أيضا في الآونة الأخيرة. وفي هذا الشأن علينا أن نلفت النظر الي حقيقة باتت ملموسة الآن وهي أن الجو، أقصد المناخ في مصر، قد أصبح بالفعل والواقع أكثر تطرفا عما كان سائداً عنه من قبل سواء في الصيف أو الشتاء. وقد يكون من اللازم والمهم أيضا أن ننتبه أكثر لما يقوله العلماء والخبراء في الارصاد الجوية بخصوص تطورات الطقس ومتغيرات المناخ وما طرأ علي كوكب الارض بصفة عامة ومنطقتنا بصفة خاصة من احتقان بسبب الاحتباس الحراري، الذي زادت حدته كنتيجة مباشرة لزيادة نسبة الملوثات والانبعاثات الكربونية في الهواء،..، وكلها من أفاعيلنا نحن البشر للأسف.