ساعتان من الصفاء الروحي بين جمهور هادئ راقٍ يمكنك من أن تستمع وتشاهد معه مسرحية قواعد العشق مستلهمة بعضا من العلاقة الروحية بين جلال الدين الرومي (604 ه 672 ه) الشاعر المتصوِّف، صاحب الطريقة المولوية، برقصتهم الروحية الدائرية المميزة لمرشده الروحي (شمس التبريزي) (582 645 ه)، شاعر العشق الإلهي اللذين اعتكفا أربعين يوماً لكتابة قواعد العشق الأربعين التي استلهمتها الكاتبة اليف شافاك في روايتها (قواعد العشق الأربعين)، فنتابع مع إضاءة خافتة راقصي المولوية وهم يدورون حول مركز دائرة يقف فيها الشيخ، يندمجون في مشاعر روحية ترقي بهم إلي الصفاء مبتعدين عن العالم المادي علي أنغام الناي الذي يرون أن أنينه يشبه أنين الإنسان وحنينه للرجوع إلي أصله السماوي. تدور الأحداث عن شمس التبريزي الذي ينشر العشق لكل الكائنات والبشر بما فيهم من ضعف، فتغفر للمخطئين في الحانات وبيوت البغاء وغلظاء السلطة، فهناك نفوس أضعفتها الحياة وتسعي للفرار إلي الله، وبحث ابن الرومي وراءه لتنتهتي المسرحية برسالتها وسط إظلام المسرح إلا الضوء الباهر المركز عليه (ديننا العشق) لتضج القاعة بتصفيق لرسالة الإسلام وكل الأديان وفي وجدان المصريين من أول رسائله في تاريخهم الفرعوني وإلي يوم الدين مع انبهاري بالأداء البسيط الراقي لكل الممثلين إلا أن عينيّ لم تتركا المبدع (عزت زين) في دور جلال الرومي. وامتناني لمجموعة العمل التي اختارت هذا العمل الراقي بقيادة المخرج الشاب عادل حسان ( كل من في العرض يستحق التحية )