أعتقد أننا في حاجة للعودة إلي التركيب المحصولي الإجباري في بعض المحاصيل الاستراتيچية خاصة القطن والقمح للوفاء باحتياجات الصناعة المحلية والاحتياجات الغذائية للمواطنين.. لا يمكن ترك هذه المحاصيل للتركيب المحصولي الاختياري، وفي نفس الوقت لابد من دعم الدولة لهذه المحاصيل الاستراتيچية. لا يمكن أن نزرع 130 ألف فدان قطناً، بينما منذ سنوات كنا نزرع مليوني فدان، وكان هناك نظام للتسويق التعاوني للقطن، والآن لا زراعة ولا تسويق، وبالتالي خسرنا محصولاً استراتيچياً يمد الصناعة المحلية بالخامات في صناعة الغزل والنسيج والزيوت والأعلاف، بدعوي انخفاض الأسعار العالمية للقطن، واتجهنا لاستيراد أقطان قصيرة التيلة بدلاً من استخدام القطن المصري في التصدير كغزول جيدة تنطلق إلي الأسواق العالمية ويتم استخدامها في الصناعة المحلية. أما القمح، ورغم رفع أسعار توريده إلي 450 جنيهاً للأردب، إلا أن البعض يدعو للتوسع في الاستيراد، والمبرر أن السعر المحلي أعلي من السعر العالمي، رغم تحرك السعر العالمي مؤخراً.. إننا يجب أن نغطي احتياجاتنا ذاتياً أو نصل لدرجة عالية من الاكتفاء الذاتي، ونهتم بالقيمة المضافة لمحاصيل كالقطن والكتان، والتوسع في محاصيل الحبوب كالفول والعدس، حتي نحد من الاستيراد واستخدام العملة الصعبة في فاتورة الواردات. يجب وضع استراتيچية واضحة للزراعة المصرية للارتقاء بإنتاجية المحاصيل الغذائية، وأيضا محاصيل المواد الخام للتوسع في التصنيع الزراعي وتوفير الاحتياجات.