لم يكن بحاجة لأن يسأل الرفاق، من سوف يحكي الحكاية »ومين عاش يا رفاق يحكي قصتنا.. عافرنا.. عافرنا.. ولسه سكتنا ضبابية».. لم يكن »الكابتن غزالي» بحاجة إلي السؤال، هو من عافر وكافح طوال 88 عاما، ليبقي تاريخا وأغنية وسيرة وفخرا للشوارع والغيطان و»لأولاد الأرض».. أمس ودعت السويس »الكابتن غزالي» شاعر المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الانجليزي »1951» وضد العدو الإسرائيلي أيام حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر73.. في البداية انضم غزالي للفدائيين.. وداخل »بدروم» احدي العمارات، اتخذه مركزا للمقاومة، أسس فرقة »أولاد الأرض» تغني وترقص علي نغمات السمسمية من أشعار الكابتن غزالي »وعضم ولادنا.. نلمه نلمه.. نسنه نسنه.. ونعمل منه.. مدافع وندافع.. ونجيب النصر.. هدية لمصر».. في البداية كانت فرقة »أولاد الأرض» تسمي فرقة »البطانية» لأنهم كانوا يفترشون البطاطين في شوارع السويس ويغنون للسلاح والأرض والحرية.. ولعل مشهد تصفيق وغناء الأطفال والأهالي في فيلم »لا وقت للحب» لتنبيه أحد رجال المقاومة الشعبية »رشدي أباظة» حتي يبتعد عن أعين الجنود الانجليز الذين اقتحموا الحي.. هو مشهد منقول تماما من قيام الكابتن غزالي وفرقة »أولاد الأرض» بالتصفيق والغناء علي أنغام السمسمية، لمنع الإسرائيليين من دخول السويس، عندما أفزعتهم قوة الصوت، فظنوا أن أعدادا كبيرة في انتظارهم، فتوقفوا وتمركزوا عند بور توفيق.. لم يكن مفهوم المقاومة لدي الكابتن غزالي، قاصرا علي مقاومة العدو فقط، ولكن كان أيضا مقاومة القبح ومقاومة الفساد، والمساهمة في بناء الوطن، فأنشأ فصول أولاد الأرض لمحو الأمية.. ورغم أن الكابتن غزالي من مواليد قرية »أبنود» بمحافظة قنا.. لكنه عاش حياته وكفاحه ابناً باراً »لمدينة لا تهزم.. السويس».