احسب أن الوقت قد حان الآن كي ندرك جميعا كأفراد وأسر ومجتمع، الحقيقة الواقعة والمؤكدة بطول وعرض الدنيا كلها، والتي أدركتها وآمنت بها جميع المجتمعات والشعوب، في كل دول العالم شرقه وغربه وشماله وجنوبه،...، هذه الحقيقة تقول ببساطة ووضوح، إنه لا شيء في الدنيا يتغير للأفضل أو يتقدم ويتطور دون حركة. ولكن الحركة وحدها لا تكفي ولا تصنع التقدم ولا تحدث التطور بالضرورة،...، بل لابد أن تكون حركة رشيدة واعية، بمعني أن تكون ناقلة للأمام، وأن تكون حركة إيجابية تأخذ بموجبات التطور وأسباب الحداثة، وتسير علي طريق التقدم الفعلي نحو الغد الأفضل. وعلينا أن نؤمن أن ذلك هو قانون الطبيعة وديدن الحياة وناموس الخليقة، الذي ينطبق علي كل المخلوقات، وعلي رأسها الانسان سواء كان فردا أو أسرة أو مجتمعا،...، أو شعبا. وفي هذا الاطار، فإن الدول التي تريد أن تتقدم وتسعي لتغيير واقعها السيئ والخروج من أزماتها الخانقة والمستفحلة علي المستوي الاقتصادي أو الاجتماعي، فعليها أن تلتزم بهذه الحقيقة، وأن تأخذ بهذا القانون وأن تطبقه بكل حذافيره وبنوده، حتي تحقق هدفها وتصل إلي غايتها. وأول هذه البنود وفي الصدارة منها، أن تملك الإرادة للتغيير للأفضل، والاصرار علي التحرك بقوة للأمام والسير بثبات نحو التقدم، وأن تأخذ بكل الأسباب والعوامل المؤدية للتطور والحداثة،...، وأن تدرك بكل الوعي أن الوسيلة الوحيدة لتحقيق ذلك هي العلم والعمل والمزيد من العمل الجاد والأمين والاهتمام الصادق بتحصيل العلم وامتلاك مفاتيحه. ذلك هو ما يجب أن ندركه ونؤمن به ونعمل به ونصر عليه حتي نصل إلي ما نريد، ونحقق ما نهدف إليه، ونصبح بالفعل دولة قوية حديثة ومتطورة.