هناك قضية مهمة تستوجب منا الالتفات إليها ووضعها موضع الاعتبار، والمعالجة، وهي ضرورة المواجهة الجادة والحاسمة، لكل الظواهر السلبية التي طرأت علي الشخصية المصرية خلال السنوات الماضية وأصبحت تشكل خطرا وتهديدا مباشرا لما نسعي إليه ونطمح فيه من تقدم وتحديث وتنمية شاملة. والسلبيات التي اقصدها هي تلك الظواهر التي التصقت بنا وجلعتنا أقل جودة واجتهادا في العمل والانتاج وأكثر ميلا إلي الاهمال والتسيب وعدم الانضباط،..، وهو ما أوقعنا فيما نحن فيه الآن من أزمة اقتصادية خانقة. وفي ذلك علينا أن ندرك بكل الوعي حاجتنا الماسة، إلي بذل أقصي الجهد للتخلص من تلك الآفة الرديئة، وان نؤمن باليقين أن العمل والمزيد من العمل الجاد، هو الوسيلة الوحيدة للخروج من الأزمة التي نعاني منها الآن، والانطلاق علي طريق التنمية والعبور إلي المستقبل الأفضل بإذن الله. وتلك قضية مصيرية لابد أن تكون واضحة في أذهاننا بأكبر قدر من الوضوح في ظل الظروف بالغة الدقة والحساسية التي تمر بها البلاد الآن،...، إذا كنا حقا وصدقا نريد لمصر أن تخرج من أزمتها، وأن تعبر للمستقبل وتحتل المكانة اللائقة بها إقليميا ودوليا. وفي ذلك علينا أن ندرك جميعا ان التحديات التي نواجهها علي المستويات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وكذلك الأمنية هي كل متكامل ووحدة متصلة تدور كلها في فلك واحد، وأن هذه التحديات تستهدف تعويق مسيرتنا، واحباط سعينا لبناء مصر الحديثة والقوية، في إطار الدولة الديمقراطية القائمة علي العدالة الاجتماعية والمساواة وسيادة القانون. وعلينا أن نعي أن السبيل الوحيد للتغلب علي هذه التحديات وتحقيق ما نسعي إليه، هو العمل والمزيد من العمل الجاد والمخلص والأمين، دون إهمال ودون أي تسيب أو فساد.