عشرات المرات يعلن خبر وفاته االشاعر العراقي مظفر النواب.. وعشرات المرات يتم نفي الخبر... بين الحياة والموت تتراوح سيرة مظفر النواب، تماما كحياته الصاخبة والمشحونة بالغضب والرحيل من منفي إلي منفي، ومن مدينة إلي أخري، حتي صار وطنه حقيبة (هذه الحقيبة عادت وحدها وطني).. عندما كان في العشرينات من عمره (1963) حاول الهرب إلي موسكو عن طريق إيران، لكن المخابرات الإيرانية قبضت عليه، وقامت بتسليمه إلي الأمن العراقي، وحكم عليه بالإعدام، لكن بضغط وتدخل من عائلته الإرستقراطية الكبيرة، تم تخفيف الحكم إلي المؤبد، ثم الإفراج عنه وغادر بغداد إلي بيروت ومنها إلي دمشق، إلي المنافي التي عاش فيها أكثر من40 عاما.. سافر إلي ليبيا وقبرص وتونس والآن يقيم في بيروت.. يعاني السرطان و83 عاما.. مظفر النواب (شاعر بحجم الفضيحة) كما يسمونه، فقصائده هجائية طويلة حادة، تمتلئ بالشتائم الفجة واللعنات للأنظمة العربية.. لغة شعبية مفرطة في سوقيتها وجمالها أيضا.. فهو رائد مدرسة الشعر الشعبي العراقي.. يختلط فيه الشاعر بالسياسي بالرسام.. هو المعارض والمناضل والمناصر لكل قضايا الحرية والثورة في العالم.. ناصر القضية الفلسطينية، ووقف مع إريتريا والصومال وعدن.. أكثر من 50 عاما علي خروج مظفر النواب من بغداد.. وأكثر من 50 عاما يقسم برجوعه إليها، لكنه أبدا لا يعود.. حتي بعد أن أقاموا له تمثالا في شوارع بغداد، رفض العودة.. لكنه ظل يحلم بالرجوع!!