ومرت الذكري السادسة لثورة 25 يناير يوم الأربعاء الماضى وسط حالة من الهدوء التام الذى ساد شوارع القاهرة وميدان التحرير والميادين الكبرى بالمحافظات المصرية اللهم الا من أعداد قليلة من المواطنين من شرفاء الثورة والمؤيدين لثورة ال30 من يونيو التى صححت مسارها الذين حرصوا على التواجد في ميدان التحرير رافعين الأعلام المصرية وسط هتافات مؤيدة للدولة وللرئيس السيسى فيما غاب عن المشهد مدعى الثورة من نشطاء السبوبة بعد أن كشفتهم الأيام وتم فضحهم على الملأ ولم يعد لهم مكان وسط شرفاء الوطن ففقدوا مصداقيتهم وأنزوا بعيدا عن الأنظار . ومن الغريب أن هذا العام لم تشهد مصر دعوات لافتة حاشدة للتظاهر والاحتجاج أو الاحتفاء داخل البلاد لإحياء ذكرى يناير غير أن ما أطلق عليه "التحالف الوطني لدعم الشرعية" المؤيد للرئيس المعزول أراد أن يذكر الناس بأنه مازال على قيد الحياة فدعا في بيان له قبل حلول الذكرى أذنابه ممن يدفع لهم إلى تظاهرات في هذا اليوم كما دعا بعض أبواق الجماعة الارهابية من خلال الفضائيات التى تنطلق من تركيا الى الاحتشاد وتحفيزهم ونبذ الخلافات بين تيارات المعارضين والغاضبين والرافضين لنظام الحكم مستغلين الأوضاع الاقتصادية الصعبة تمر بها مصر حاليا وطالبوهم باشعال نيران ما يتوهمون أنها ثورة جديدة تعيدهم الى حكم البلاد لكن الشعب صم آذانه عن هذه النداءات ولم يستجب لدعواتهم ورغم ذلك ادعت هذه الفضائيات الكاذبة أن المسيرات قد خرجت بالآلاف فى مختلف المحافظات . وعلى الرغم من آلام المصريين ومعاناتهم من الأزمة الاقتصادية الطاحنة التى تمر بها البلاد علاوة على مواجهة تكاليف مواجهة الارهاب والتحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها الدولة المصرية وما يتحمله الشعب الأصيل من صعوبات الحياة بداية من الغلاء الفاحش فى أسعار الغذاء والدواء والخدمات الا أنه ليس أمامنا الا الصبر والعمل والتضحية من اجل عبور الأزمة التى تمر بها البلاد والوقوف فى ظهر الرئيس السيسى الذى نعلم جميعا مدى صدقه وصراحته مع الشعب كما أنه يشعر بمعاناة المواطن البسيط ويتألم لآلامه ويسابق الزمن للعبور بنا من النفق المظلم للخروج من هذه الأزمة وأنه يبذل قصارى جهده من اجل اصلاح أخطاء تراكمت منذ عقود واجراء اصلاحات هيكلية وعلاج الفساد المستشرى فى المؤسسات الحكومية والعمل على خلق مناخ صحى جيد للاستثماربعد أن ظل الاقتصاد المصري لعقود طوية يعتمد على السياحة وقناة السويس وتحويلات العاملين بالخارج دون التحول إلى الاستثمار فى انشاء المصانع والشركات التى تساهم فى الإنتاج الحقيقي في الزراعة والصناعة وغيرها من المجالات . وأعتقد أن السيسى لديه آمال عريضة يسعى لتحقيقها من أجل حاضر ومستقبل المصريين وعندما طالب المواطنين بالصبر ستة أشهر والتحمل حتى تنفرج الأزمة كان يعنى مايقول فهو يعلم أن الأمور ستتحسن بعد الانتهاء من القوانين الميسرة للإستثمار الأجنبي والمحلي وخروجها الى النور والتأثير الكبير لذلك على تدفق الاستثمارات الأجنبية والمحلية فى شرايين الاقتصاد المصرى علاوة على انجاز العديد من المشروعات التنموية الكبرى فى مختلف المجالات ومنها الطرق والطاقة والبترول والغاز وتأثير ذلك على استقرار سعر العملة واستقرار الأسعار والمطلوب منا أن نتسلح بالأمل وأن يكون لدينا عزم ويقين فى أن القادم باذن الله سيكون خيرا لوطننا ولشعبنا .