50 يومًا تفصلنا عن الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، والتى أطاحت بنظام استمر قرابة 30 عامًا، وهو نظام الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك. الجميع يترقب ما ستشهده تلك الذكرى من أحداث وفعاليات وسط تساؤلات عما إذا كانت بعض القوى الثورية ستتظاهر احتجاجًا على الأوضاع أم ستكون تلك الذكرى مجرد احتفال بذكرى الثورة فى ظل أوضاع هادئة خاصة مع تغير وسائل الدعوى إلى الثورة ذلك العام والاعتماد على مواقع التواصل الاجتماعى بشكل كبير.
مواقع التواصل الاجتماعى.. وسيلة الثوريين للحشد عدد من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى تم تدشينها لحشد الشعب للنزول إلى الميادين فى ذكرى ثورة 25 يناير وذلك قبل موعدها بشهرين. من أبرز الصفحات التى تم تدشينها صفحة "هنسقط الاستبداد 25 يناير 2016"، والتى أعلن 27 ألف شخص من خلالها مشاركتهم فى تظاهرات 25 يناير المقبل، بالإضافة إلى 25 ألف مهتم ويترقب الموقف من بعيد. وفى تلك الصفحة أيد الكثير من الشباب الدعوة للتظاهر، فى حين رفض البعض الآخر، حيث قال أحد الرافضين للتظاهر: "بص يا أستاذى، عايز تعمل ثورة اعمل بس أقولك ع اللى حيحصل: "شباب كتير حتموت ومش حيتحسب شهيد، حيبقى جو مناسب للبلطجية تطلع تانى والشوارع تخرب تانى عارف مهما كان اللى إحنا فيه أحسن بكتير من فكرتك اللى حترجعنا ورا 3 سنين وإحنا عايزين نطلع قدام". كما دشن البعض هاشتاج "#25_يناير_2016" طالبوا من خلاله بالتظاهر والحشد، مدعين أن الغضب قادم والدليل حسب زعمهم عزوف المواطنين عن المشاركة فى الانتخابات، والفساد الذى حدث فى مصر فى الفترة الأخيرة، ومنها قضية وزير الزراعة، والمتهم فيها شخصيات من كبار رجال الدولة. ومن جانب آخر، دشن عدد من الشباب صفحة أخرى على فيس بوك حملت عنوان "راجعين الميدان"، وهى فى الأصل عبارة عن هاشتاج تفاعل معه الشباب على موقع تويتر، حيث دعا أدمن الصفحة للتظاهر يوم 25 يناير القادم. وقال أدمن الصفحة إن أسباب الدعوة تتمثل فى عدم وجود حرية رأى وتعبير وتظاهر، وعدم وجود إعلام حر، وعودة الشرطة إلى أساليب القمع، كما أن شباب 25 يناير داخل السجون، وأصبح التطبيل والنفاق هما اللغة السائدة، كما أن الغلاء يطحن الفقراء. وأطلق شباب آخرون حركة أطلقوا عليها "ثورة غضب"، مؤكدين أنهم لا ينتمون لأى فصيل سياسى أو دينى، ودعت هذه الحركة المجهولة للتظاهر. فيما قامت صفحة "تمرد – شرق القاهرة" عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" بتغيير اسم الصفحة إلى "راجعين للميدان"، وذلك فى إطار الدعوات لذكرى الثورة. ومن جانبها، أطلقت حركة شباب 6 إبريل "هاشتاج" حمل اسم (#ما_بعد_السيسي) على حسابها الرسمى على موقع التواصل الاجتماعى "تويتر". وتعليقًا على تلك الصفحات، قال تامر فؤاد القاضي، منسق اتحاد شباب الثورة، وعضو تكتل القوى الثورية، إن الدعوات المتناثرة على مواقع التواصل الاجتماعى عبارة عن دعوات عفوية من شباب عاديين، حيث إن القوى الثورية والحركات التقليدية المعروفة لم تعلن عن أى دعوة للتظاهر بشكل صريح.
دعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة أطلق الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، الدعوة إلى انتخابات رئاسية مبكرة، وقبلها وجهت 9 شخصيات مصرية معارضة بالخارج، بينهم 3 وزراء سابقين، ومرشح رئاسى سابق، نداء، إلى المصريين، لما سموه "إنقاذ الوطن".
ذكرى يناير تشعل الصراع بين الإخوان والثوار ذكرى يناير أشعلت الصراع بين جماعة الإخوان وبعض الثوار، حيث أعلنت حركة 25 يناير عن رفضها نزول الإخوان في ذكرى 25 يناير متوعدين إياهم بمعاملتهم معاملة الداخلية. وأكد المستشار مصطفى فقير فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن القوى الثورية ترفض وجود الإخوان فى الميدان، واصفا إياهم بالإخوان المتأسلمين، قائلا: "إذا أرادوها حربا فنحن لها". ومن جانبه، كتب عاصم عبد الماجد أحد قادة الجماعة الإسلامية على صفحته الرسمية على فيس بوك: "على الشباب أن يتحرك ولو بربع الهمة التى كانوا عليها منذ عامين وسط حالة الغضب الموجودة، بسبب الأزمات التى تمر بها البلاد".
الحركات الثورية: يناير المقبل محطة فى محطات إسقاط النظام مع اقتراب ذكرى ثورة 25 يناير لم يبدو موقف واحد للقوى الثورية حتى الآن حول إذا ما كان هناك نية لنزول الميادين أم لا، وما الفعاليات التى من الممكن قيامهم بها. وأعلن عدد من القوى السياسية مشاركتها فى تظاهرات ليس من أجل إحياء الذكرى فقط، بل من أجل القيام بموجة ثورية جديدة. فيما أكدت قوى ثورية أخرى عدم جدوى تلك الفعاليات، حيث أكد محمد نبيل عضو المكتب السياسى لحركة 6 إبريل، مشاركة الحركة بالتظاهرات، متوقعا تخطى أعداد المشاركين أعداد 2014، 2015 نتيجة سوء الأحوال الاقتصادية التى يعانى منها المواطن المصرى البسيط، بجانب الظلم الواقع على الكثيرين ممن ليس لهم أى علاقة بالمعارضة السياسية. وأضاف فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن النظام يعانى من ضعف ويعيش حالة من التخبط الملحوظ نتيجة عدم قدرته على مواجهة المشكلات والتحديات التى تمر بها البلاد. ومن جانبه، أكد محمود عزت القيادى بالاشتراكيين الثوريين، أن أسباب مشاركة الشعب المصرى فى يناير 2011 موجودة الآن، ولهذا فإن قطاعات كبيرة من الشعب ستنزل للاعتراض على الأوضاع، وإن كان منهم المؤيد للنظام من قبل. وأضاف عزت فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن النظام عن وجهه القبيح مؤخرًا، وذلك من خلال الوعود والمشاريع الوهمية والمتاجرة بأحلام وهموم الشعب واتباع سياسية الاعتقال العشوائى. وتابع عزت أن الإضرابات التى شهدتها الفترة الأخيرة ومقاطعة الانتخابات بوادر للتظاهر، مشيرا إلى أن 25 يناير المقبل أيضًا سيكون محطة فى محطات إسقاط النظام وليس نهايته.
شباب الثورة: القبضة الأمنية تمنعنا من التظاهر فى ذكرى يناير أكدت القوى الثورية أن القبضة الأمنية أول أسباب استبعاد نزولهم إلى الميادين فى إحياء ذكرى يناير، حيث قال شريف الروبى القيادى فى حركة 6 إبريل، إن مسألة الحشد فى ذكرى الثورة، أمر متوقع فى ظل الأوضاع التى تمر بها مصر، مشيرا إلى أن البعض أصبح يسعى إلى إسقاط النظام الحالى، وهو أمر ليس دقيقًا لأن أى ثورة لا يتم الترتيب أو الإعداد لها. وأضاف الروبى فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، أن الشعب يشعر بمرارة من النظام الحالى، متوقعا أن ينزل الشباب إلى الميادين، مشيرا إلى عمل الحركات الثورية لتجهيز فعاليات من دون تحديد شكل واضح للمشاركة حتى الآن. وأشار الروبى إلى أن الثورة المقبلة التى بدأت تتجلى بعد سياسات النظام الحالي، لن تعترف بالقيادات القديمة، بل ستفرز نخبًا وقوى جديدة مثلما حدث فى 25 يناير. وتابع أن الحركات الثورية لم تعد فعالة فى الحشد بسبب القبضة الأمنية المفروضة من خلال حملات الاعتقال للنشطاء وملاحقة عدد كبير منهم، وهو أمر نجح فيه النظام الحالي، مؤكدا أن تحركات القوى الثورية صعبة للغاية فى ظل رغبة النظام في عدم توحيدهم. فيما قال محمد الشافعى القيادى بالاشتراكيين الثوريين، إنه سيكون هناك ترتيب من قبل الحركات الشبابية، مشيرا إلى أن النظام الحالى لا يترك مجالاً للشباب للتعبير عن رأيهم، بالإضافة إلى الاعتقالات وتلفيق التهم لقيادات الحركات الثورية. وأضاف أن النظام الحالى يتخوف من الشباب، لأنه يدرك أنهم سر التغيير، وهو ما حدث فى 25 يناير، مشيرا إلى أنه برغم من مطالبات البعض بفتح باب للحوار مع الشباب واستيعابهم لم يلتفت السيسى إليها وظل فى نهجه فى الاعتقالات والتنكيل بكل المعارضين، ما سيؤدى إلى فرز قيادات جديدة، على حسب قوله.
"التخلى عن مرسي".. شرط توحد 6 إبريل والإخوان فى ذكرى الثورة بيان أصدرته حركة 6 إبريل كان بداية تشكك البعض فى رغبة الحركة فى إعادة الإخوان إلى الحياة السياسية للاستقواء بها فى العودة إلى الحياة السياسية بقوة. وقالت الحركة فى بيان بعنوان "قبل الطوفان": "لم نر يومًا سبيلاً لأحلامنا سوى باتفاق أبناء الوطن، ولا نجد اتفاقًا أقرب من ثورة 25 يناير"، محذرة من الفوضى قائلة: "الاستمرار فى تجريف الحياة السياسية، واستمرار حبس رموز الثورة، وشبابها مع تصاعد الغضب الشعبي، لن يقودنا إلا إلى الفوضى". قابل تلك الدعوة هجومًا من قبل الإخوان، حيث وصف عصام عبد الشافي، القيادى بجماعة الإخوان، المبادرة بالخنوع، قبل ذكرى الثورة، بالرغم من مساندة الأخيرة للجماعة الفترة الماضية. وكتب القيادى بالجماعة على صفحته بموقع "فيس بوك": "عن بيانات حركة شباب 6 إبريل، عندما يتم تبرير الخنوع بالحفاظ على الوطن، لا تتحدثوا مجددًا عن عزة وكرامة". فيما اشترط محمد نبيل عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل فى تصريحات خاصة ل"المصريون"، تخلى الإخوان عن عودة محمد مرسي، الرئيس المعزول إلى الرئاسة، حتى يتم التوافق بين الإخوان والحركة فى إحياء ذكرى الثورة. من جانبه، قال مروان يونس، الخبير السياسي، إن دعوة 6 إبريل رسالة منها إلى الإخوان للمشاركة فى تظاهرات ذكرى ثورة يناير. فيما أكد سامح عيد، الباحث فى الشؤون الإسلامية، أن حركة 6 إبريل تدعو الإخوان للحوار كى تستقوى بهم فى ذكرى ثورة يناير، مؤكدًا أن هجوم الإخوان على الحركة يعد تمثيلية. كما أكد هشام النجار، الباحث فى الشؤون الإسلامية، أن تعارض مصالح وأهداف 6 إبريل والإخوان سيعوق توحدهم، لذلك هاجت الجماعة دعوة إبريل، فضلاً عن أن الأولى ترغب فى تصدر المشهد ورفع مطالبها بعودة مرسي. التهديدات فى مواجهة الثوار تهديدات لكل من ينوى المشاركة فى ذكرى يناير وسط تأكيدات بأنها لا فائدة لها خاصة مع إحكام القبضة الأمنية على الشباب، الدكتور يسرى العزباوي، الخبير السياسي، أن دعوات إحياء ذكرى يناير لن تنجح وأن الشباب ليس لديه الرغبة فى المشاركة إما بسبب الإحباط أو بسبب الملاحقة الأمنية، واصفا تلك الدعوات بغير المثمرة. وحذر العزباوى فى تصريحات خاصة ل"المصريون" من استغلال الإخوان لتلك الدعوات وتصدر المشهد وحصره على مطالب الجماعة. فيما قال حسب الله الكفراوى وزير الإسكان السابق، إن الهدف من دعوات النزول إلى ميدان التحرير يوم 25 يناير المقبل هو تخريب البلاد. وأكد الكفراوى ضرورة تعامل الأجهزة الأمنية بقسوة مع كل من يلبى دعوة التظاهر يوم 25 يناير المقبل، قائلا: "اللى هينزل لازم يضرب بالرصاص فى عينه، مفيش هزار مش هنسيب شوية سفلة يضيعوا البلد".