بعد عشرين عاما من وفاته، انتقل فرانسوا ميتران من خانة (الرئيس).. الي خانة (العاشق) وتحديدا (العاشق المجنون) كما وصفه الفرنسيون المحتفون (برسائل إلي آن) الصادر قبل أيام عن دار جاليمار بباريس... 1218 رسالة غرامية وقصائد كتبها فرانسوا ميتران إلي عشيقته (آن بينجو) أقرب محبوباته إلي قلبه، وأم (مازارين) ابنتهما غيرالشرعية.. الرسائل التي هزت فرنسا كلها، كأهم قصص الحب المعاصر في الأدب الفرنسي 1218 رسالة كتبها ميتران إلي آن بينجو، خلال الفترة من (1962- 1995) منذ بداية لقائه الأول بها، وكان ميتران 46 عاما عضوا بمجلس الشيوخ ووزيرا سابقا، بينما كانت آن 19 عاما تدرس تاريخ الفنون..(30 عاما من السعادة والتعاسة معا) كما وصفت آن سنواتها مع ميتران (كانت ولادة مازارين هي الهدية الحقيقية الوحيدة التي تلقيتها من ميتران، الرجل الذي لم أعرف غيره)... بينما قال ميتران في أخر رسائله إليها 1995 قبل أسابيع من وفاته (آن.. لقد كنت فرصة العمر بالنسبة لي)... كشفت الرسائل موهبة ميتران الأدبية، وكان قد أصدر العديد من الكتب (القش والحبوب) و(الانقلاب العسكري الدائم) وهي كتب سياسية وضعته لدي النقاد الفرنسيين في مصاف الكتاب المهمين، بينما كان لميتران موقف سلبي من الكتابة، أشار إليه صديقه الصحفي الفرنسي فرانز جيسبي، وصف فيه ميتران الكاتب بأنه شخص (لا يستطيع أن يكون مبتهجا، ولا مولعا بالمغامرات والآفاق الرحبة.. ليموت علي نار هادئة كفاكهة جافة علي طاولة عمله).. رغم الموهبة لم يعش ميتران ككاتب.. عاش كعاشق دائم، مغرم بالنساء، متعدد العلاقات الغرامية (حياته الخاصة مثل حياته العامة، لا يستطيع أن يقطع علاقاته ابدا).. إنه العاشق إلي الأبد.