فرحتي لا توصف بأول مؤتمر وطني أقيم علي أرض مصر للعلماء المصريين في الخارج.. صحيح أن هناك فرقا بين مصري هناك يرفعون له القبعة احتراما لعلمه ونبوغه كعالم ومن هذه الشريحة الكثير نشرف بهم في أوروبا وأمريكا ومهما بلغوا قمة العلم ففي داخلهم الولاء والانتماء لوطنهم.. بخلاف مصريين يعيشون في قطر وتركيا لا هم علماء ولا هم فلاسفة.. مجموعة أقزام قبلوا أن يبيعوا أنفسهم بحفنة دولارات للتشهير والإساءة ببلدهم ارضاء لمن يطعمهم، ومع ذلك تجدهم مكسورين بعد أن تمردوا علي هويتهم المصرية.. فعلا بأبنائنا العلماء مصر تستطيع بهم أن تكون في قمة العظمة وفي مكانة أي دولة عظمي.. فقد كانت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة علي حق يوم أن اختارت للمؤتمر شعار »مصر تستطيع....» فقد استمدت هذا الشعار من الإرادة التي وجدتها في علمائنا.. وجدت أن كلاً من هؤلاء العلماء عليه دين لبلده في رقبته يريد أن يوفي به.. هذا هو الوفاء وهذا هو الانتماء.. من هنا ترك 27 عالما مواقعهم في الخارج ليجتمعوا في مصر.. مع أن مواقعهم في أمريكا وكندا ليست عادية بل مواقع مهمة معظمها مرتبطة بالطاقة والتكنولوجيا ومع ذلك لم يترددوا من المجيء إلي وطنهم تلبية لدعوة وزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم التي عرفنا عنها الحركة المكوكية كوزيرة تعتبر نفسها صديقة لكل مصري في الغربة.. وحتي أكون منصفا.. في أول لقاء لي مع السفيرة نبيلة مكرم بعد توليها حقيبة وزارة الهجرة، رأيت فيها الإرادة والإصرار علي أن تعمل شيئا من خلال موقعها وربما السنوات التي عاشتها في الغربة أحست بضرورة التواصل من هنا أصبح التواصل ورابطة الحب هما عملها الأساسي فقد ركزت علي إقامة جسر من المحبة والتواصل مع أبنائنا في الغربة.. وخططت لهذا المؤتمر ونجحت في أن يعقد في الغردقة لتنشيط السياحة من جهة ولكي تؤكد للعالم أن مصر بمواقعها السياحية آمنة.. ما أجملك ياعزيزتي الوزيرة.. لقد حققت جزءاً من طموحاتك في إقامة أول مؤتمر وطني لأبنائنا علماء المهجر استقبلناهم بالحب شعبا وحكومة ورئيسا.. فتحوا لنا قلوبهم وعقولهم.. صححوا مسارنا من خلال عدة توصيات قرروا تنفيذها لتحمل بصماتهم علي صدر هذا الوطن.. يكفي أن وعدونا باستخدام الطاقة الشمسية في تحلية مياه الزراعة وتوفير 40% من مياه الري.. إعلانهم الاهتمام بالمشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر بمنطقة القناة.. إقامة أول مركز لحماية البنية التحتية للقناة.. دعمهم لوكالة الفضاء المصرية وتعاونهم مع هيئة الطاقة.. إقامة أول مركز طبي عالمي يكون امتدادا لمستشفي د. مجدي يعقوب في أسوان لخدمة المرضي المصريين ويعمل هذا المركز بالطاقة الشمسية في توليد الكهرباء.. وكون أن يرحب الرئيس عبد الفتاح السيسي بعلمائنا وبتوصياتهم فقد كان طبيعيا جدا أن يحتفل بهم وهو فخور بعظمة أبناء مصر في الغربة.. - الشيء الذي أعجبني إعلان السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الهجرة علي تأسيس أول مؤسسة مصرية للعلماء المصريين بالخارج لتكون مركزا لتحركاتهم وأنشطتهم في مصر.. وسيكون من أغراض هذه المؤسسة إقامة قاعدة بيانات للعلماء المصريين في الخارج وللحق تعتبر أول قاعدة بيانات لم يسبق للذين كانوا مسئولين عن أبنائنا في الخارج أن فكروا في مثل هذه القاعدة.. هذا إلي جانب مسئولية هذه المؤسسة في متابعة التوصيات الصادرة عن المؤتمرات التي تعقد في مصر ويشارك فيها علماء المهجر.. أعجبني أن تخص وزيرة الهجرة الدكتور مجدي يعقوب برئاسة المجلس التنفيذي لهذه المؤسسة وكونه أن يشترط تشكيل أعضائه من مجموعة شباب العلماء المصريين بالداخل فهو يريد أن يأخذ بيد النوابغ من شبابنا.. أنا شخصيا بدأت أحسد شبابنا علي اهتمام العلماء بهم بعد أن كانوا مهمشين في الرعاية أو تبني الموهوبين منهم.. الذي ساعد علي هذا هو حبنا لهذا البلد.. عالم كبير كالسير مجدي يعقوب كونه أن يعطي اهتمامه ببلده فهو يعطي رسالة للجبناء الذين يشنون حملات ضد مصر بأموال قطرية..