بعض المصريين يشاهدون المسلسلات التركية وأنا منهم وربما كذلك بعض المسئولين في الدولة خاصة في مؤسسات السياحة والآثار أشاهدها لأستمتع بالمناظر الطبيعية الجبال والغابات ونظافة الشوارع وكوبري البوسفور العملاق والآثاث التركي الفاخر ولم أشاهد حتي الآن مناطق عشوائية أو فقيرة. والعيب الكبير في هذه المسلسلات هو الإنفلات الأخلاقي الفاضح والعلاقات العاطفية السيئة التي تخالف تقاليد الإسلام والتقاليد المصرية فهم يستبيحون ما لا نقبله في مصر ويخالفون السنة التي تسمح بتعدد الزوجات وليس الجمع بين زوجة وعشيقة في السر أو العلن ويحملون جميعا المسدس التركي المرخص في الدولة ويسمحون بالمعاشرة بين المخطوبين قبل الزواج وهو ما ينكره الشرع. ومن المناظر المؤثرة العناية بالمقابر بزراعتها بالزهور والورود ونظافتها وعدم العدوان عليها وأتحسر علي المقابر المصرية المهملة والجرداء من كل عناية بحرمة الأموات والوفاء لهم وكذلك العناية بالسجون والمستشفيات وكل مرافق الدولة. وبحجة الواقعية ونقل صورة حقيقية عن مشاكلنا الإنسانية والعمرانية والفقر المزمن في مصر يجري تصوير ونشر أفلام تظهر البؤس المنتشر بين المصريين وتدني الأخلاق الجديد علينا وتظهر أنواعا وأنواعا من الإجرام والبلطجة والتباهي بتجارة وتعاطي المخدرات في كل مكان. وأفلامنا ومسلسلاتنا خاصة في رمضان المعظم يراها الأخوة العرب بل والأتراك والفرس واليهود ويفرحون في خيبتنا وإهدارنا لتاريخ وحضارة مصر العظيمة ويتابعون العري والفجور في هذه المسلسلات التي تدعم التطرف والإرهاب والتوتر الشعبي ويلاحظون اختفاء المسلسلات الدينية والتاريخية في غفلة من الناس. في رمضان المعظم شهر الصيام والقيام والتكافل تعرض مسلسلات البلطجة وتعاطي المخدرات والمحرمات من القول والفعل بحجة تسلية الصائمين ولا يوجد مسلسل ديني واحد أو حديث ديني لتوعية الناس خاصة الشباب الضائع بين فتنة التكنولوجيا وفتنة الفراغ وافتقاد القدوة الحسنة والسكوت علي الفساد. ومن مظاهر الخيبة والإعلان عن الإهمال والتسيب مشاهد عربات الصرف الصحي والقمامة وهي تلقي حمولتها في النيل والمواسير التي تحمل السموم لهذا النهر الذي نشرب منه والعرب والمسلمون يعرفون أن نهر النيل من أنهار الجنة وعندما يأتون لمصر ينبهرون رغم كل شيء بحجم هذا النهر العظيم وجمال شواطئه. عزاؤنا في أفلام الزمن الجميل زمن العمالقة الذين تركوا لمصر آثاراً فنية لن تندثر مثل أفلام إسماعيل يس وكل الممثلين الكبار ومسلسلات عادل أمام وكل الممثلين الصاعدين المحترمين وعزاؤنا في المسئولين المخلصين والمنتجين الوطنين كان كل فيلم مصري يحكي قصة أو رواية فيها عبرة ودرس لكل من يعتبر. هل وضعنا صورة قناة السويس الجديدة تمر منها السفن العملاقة في أي فيلم أو مسلسل وهل ظهر مترو أنفاق القاهرة في أي فيلم وهل ظهر كوبري السلام علي القناة في أي فيلم أو ظهرت أي جامعة حديثة مثل جامعة زويل أو مركز مجدي يعقوب للقلب ضمن معالم أسوان السياحية وعنوانه للأسف شارع (كسر الجحر) وهل هناك غفلة أكثر من هذا مركز عالمي للقلب في شارع كسر الجحر وهل وضعنا المقاصد السياحية المهمة في أفلامنا مثل شرم الشيخ والغردقة والأقصر. هل وضعنا صورة الجامع الأزهر ومساجد مصر العظيمة مثل مسجد عمرو بن العاص والسلطان حسن والقلعة في أي فيلم أو مسلسل وكذلك الكنائس التاريخية والأديرة وسانت كاترين وحولها جبل موسي وجبال أخري مقدسة. سوف تربح القوات المسلحة كثيرا وكذلك مصر إذا أنتجت أفلاماً وطنية وتاريخية متنوعة إذا أصر المنتجون علي أفلام العري والمخدرات والإجرام لدغدغة مشاعر المراهقين والباحثين عن اللهو والتسلية التي لا طائل من ورائها.