بعد دقائق من فشل الانقلاب العسكري فى تركيا عاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لينتقم.. فقد الرجل عقله من هول ما رأى بعد أن تزلزلت الأرض من تحت أقدامه فى لحظة وبدأ مع رجاله الانتقام من خصومه على طريقة الميليشيات الإخوانية.. قام رجال الشرطة وميليشيات الإخوان بالتنكيل بضباط وجنود الجيش الذين قادوا عملية الانقلاب ضده حتى بعد أن سلموا أنفسهم وألقوا سلاحهم.. رأينا عبر شاشات التليفزيون التعدي على الجنود بالضرب المبرح وإجبارهم على خلع ملابسهم العسكرية والزحف على بطونهم، والوقوف عرايا أمام شاشات التليفزيون وكأنها رسالة إلى باقي جنود الجيش بأن من يفكر في الانقلاب مرة أخرى سيلقى نفس المصير.. رأينا جندياً يتم ذبحه كما تذبح الشاة.. رأينا القادة والجنرالات العسكريين مكبلين بالقيود الحديدية ويتم الاعتداء عليهم بالضرب بطريقة وحشية.. والسؤال هل رأى رجال الجيش التركي ما يتم فعله في زملائهم؟ ألا يعتقد رجال الجيش التركي أن ما يحدث في زملائهم حتى لو اختلفوا معهم في الرأي يعد بمثابة »مرمغة شرف« العسكرية التركية في التراب؟ ألا يجب أن يتم محاكمتهم بطريقة آدمية بدلاً من التنكيل بهم؟ إلا يعد ذلك انتهاكاً لشرف العسكرية؟ هل هذه هى حقوق الإنسان التي كان يتغنى بها أردوغان وهاجم مصر دائما من أجلها؟.. هل أدرك الرئيس التركي الآن أن ما حدث في مصر في 30 يونيه ثورة شعبية ساندها الجيش فنجحت وأن ما قام به رجال الجيش التركي يعد انقلابا بكل ما تعني الكلمة التي ألصقها هو بمصر؟..أين منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني في أمريكا وأوروبا التي تنتفض عندما تحدث هفوات في مصر ولم يتحركوا وهم يشاهدون بأم أعينهم أن أردوغان يعتقل 6 آلاف من قوات الجيش بينهم عشرات الجنرالات ويعتقل 2000 من رجال القضاء بعد ساعات من الانقلاب؟ ألم تدرك هذه المنظمات أن الأمر مجرد تمثيلية لأردوغان حتى يطهر الجيش في حماية دولية وإقليمية وأن قوائم الاعتقالات كانت موجودة قبل الانقلاب. في الحقيقة الأمر زاد عن الحد لدرجة أن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك نطق قائلاً: إن محاولة الانقلاب في تركيا لا تعني إعطاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان «شيكا على بياض»، لتنفيذ عمليات تطهير للجيش داعيا أنقرة إلى احترام دولة القانون. وقال يوهانس هان، المفوض المسئول عن توسعة الاتحاد الأوروبي، أمس إن عمليات الاعتقال السريعة التي تمت في صفوف القضاة وغيرهم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا تشير إلى أن الحكومة أعدت قائمة الاعتقالات سلفاً حيث اعتقلت السلطات التركية ما يقرب من 3000 ممن يشتبه في أنهم من مدبري الانقلاب داخل الجيش ابتداء من الجنود العاديين وصولا لقادة في مستويات عليا أحدهم قائد الجيش الثانى وعدد مشابه من القضاة وممثلي الادعاء..عار على الجيش التركي أن يترك شرف العسكرية التركي «يتمرمط» في الوحل وعار على منظمات حقوق الإنسان أن يقفوا موقف المتفرجين رافعين شعار «ودن من طين ورجل من عجين».