فرح وحزن في أربعة أيام يول أخطأ في التشكيل والتغيير امام أسيك مابين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال الي حال .. هذا هو ما جري بالفعل لدي نسبة كبيرة من جماهير الأهلي خلال الأيام القليلة الماضية .. فبعد حفلات صاخبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فرحا باعلان حسم الفريق الأول لكرة القدم بطولة الدوري الممتاز لكرة القدم بالفوز علي الاسماعيلي 2-1 وتعادل الزمالك مع المصري في نفس الليلة 2-2 ووصول فارق النقاط الي 7 نقاط كاملة بين الأهلي المتصدر والزمالك في المركز الثاني قبل مباراتين فقط من نهاية البطولة عاشت جماهير الأهلي حالة من الفرح الاستثنائي بعدما فتحت ابواب ستاد التتش منتصف ليلة اعلان عودة الدرع لتحتفل فيها جماهير الأهلي وتتغني بأسماء لاعبيها واحدا واحدا .. بعدها بأربعة ايام فقط جاءت مباراة الأهلي وآسيك ميموزا بطل كوت ديفوار التي خسرها الأهلي علي ملعبه 1-2 لتصبح هي الخسارة الثانية في دوري الثمانية لبطولة رابطة الأبطال الافريقية لكرة القدم وفقدان الأهلي لست نقاط من مباراتين وتذيله لقائمة المجموعة الأولي في البطولة وعلي النقيض تماما اقيمت مراسم العزاء وارتدت كلمات جماهير الأهلي وتعليقاتهم اللون الأسود وبدأت حملات جلد الذات بكل عنف وتخلي الأهلوية عن المنطق والعقل وبدأوا يطالبون بتعليق المشانق للاعبيهم الذين صدرت ضدهم الاتهامات التي تراوحت مابين الاستهانة بالخصم والدلع وحتي التواطؤ وانهيار المستوي .. ولم أستطع أن أصدق أن اصحاب التعليقات الفيسبوكية والتويترية الذين صعدوا بلاعبيهم وجهازه الفني الي عنان السماء واعتبروهم هدية السماء للجماهير بوصفهم »فريق كبير فريق عظيم اديله عمري وبرضه قليل » وأنه أي الفريق الأهلوي هوالسبب الوحيد في الفرحة والسعادة هم أنفسهم الذين تحولوا من النقيض الي النقيض .. اختفي صوت العقل والمنطق وسادت لغة العواطف والدعوة الي استبعاد هذه المجموعة من اللاعبين واجبار مجموعة أخري علي الاعتزال وطرد الجهاز الفني ومساعديه المصريين .. أنا نفسي كنت حزينابالطبع علي تلك الخسارة القاسية من آسيك ميموزا .. وعلقت علي ماجري بعد دقائق قائلا : » بدأ لاعبو الأهلي الليلة أمام اسيك ميموزا الايفواري وكأنهم ينتظرون أحدا غيرهم يحقق لهم الفوز الذي نزلوا استاد برج العرب وكأنهم يحملونه في جيوبهم .. الكرة لا تعطي الا من يعطيها وليس الأهلي هو الفريق الذي ينهار لغياب عدد من لاعبيه فالأهلي بمن حضر ..لكن الأهلي لم يحضر ولم يكن في برج العرب اليوم .. المدير الفني الهولندي مارتن يول وأخطا في البداية والوسط والنهاية .. أخطأ في التشكيل والتبديل . إنها مباراة للنسيان والأمل في البطولة أصبح ضعيفا .. أما خطيئة شريف اكرامي فغير قابلة للغفران مثلها مثل أخطاء حسام غالي .. لكن ماذا نقول : خيرها في غيرها !.» لكنني كان لابد أن استخدم العقل وأؤكد أنها أخطاء طبيعية عادية في دنيا كرة القدم .. والا لما كان لهذه اللعبة الدراماتيكية هذه الجماهيرية الطاغية .. من كان يظن أن تخسر البرازيل الرهيبة بسبعة أهداف في دور الثمانية لبطولة كاس العالم لكرة القدم من ألمانيا في نهائيات كأس العالم التي اقيمت في البرازيل .. ومن كان يتخيل مجرد تخيل أن يخرج منتخب السامبا من الدور الأول لبطولة كوبا أميركا بشكل مهين .. ومن كان يظن أن يكون البرغوت الذهبي ليونيل ميسي أعظم من لمس كرة القدم علي ظهر الكرة الأرضية سببا في خسارة الأرجنتين لبطولة كوبا أميركا باضاعته ضربة جزاء في المباراة النهائية .. ومن كان يتصور أن يخرج المنتخب الانجليزي من دور الثمانية لبطولة يورو 2016 وتواصل منتخبات مثل ويلز والبرتغال وايرلندا .. هذه هي كرة القدم وهذه حلاوتها .. ................ تابعت مباراة الوداد المغربي وزيسكو الزامبي التي اقميت في المغرب وانتهت بفوز الوداد بهدفين .. المباراة بين بطل المغرب علي أرضه وبطل زامبيا زيسكو ..فيما حديث المعلق والمحللين والاستديو كله منصب علي الأهلي المصري علي رغم أنه يتذيل المجموعة بلا رصيد من النقاط .. هنا أدركت حجم الأهلي وحجم الخطأ الذي ارتكبه لاعبوه بالخسارتين أمام زيسكو وآسيك ..