كان الإعلام في عصره الذهبي يحدد خطوطا فاصلة بين الإعلام والترفيه والثقافة والتعليم ، وكان ملتزما ميثاق الشرف يضبط به أداءه ومنهجه وهو في كل حالاته يعلي قيمة الوطن ومصلحة المواطن في كل مايقدمه من فنون الإعلام المختلفة ، بل ويعمل علي تدعيم القيم الإيجابية في المجتمع ومكافحة كل ماهو سلبي منها وقد استمعنا واستمتعنا ببرامج إذاعية وتلفزيونية أدخلت البهجة علي الأسرة المصرية وضحكنا معها حتي الثمالة وأخري تعلمنا منها آدابا وفنونا وثقافة وكان المذيع أو المذيعة نموذجا يحتذي في الأناقة والثقافة والأدب لأنهم كانوا يحترمون المشاهد ويحسبون له ألف حساب في هذا العصر الذهبي كان هناك أساتذة ورواد يعلمون ويصنعون النجوم من المذيعين ثم يتعهدونهم بالتوجيه والرعاية فتقدم الإعلام في مصر وخطا الوطن معه خطوات واسعة نحو التقدم بل علت ثقافة المجتمع ووعيه فكان المصري فخورا بنفسه ووطنه وإعلامه المشرف الذي كانت دول العالم الثالث والشرق الوسط تنظر إليه نظرة إكبار واحترام وإعجاب ..فماذا حدث ؟ سؤال موجع للقلب يذبح الروح وربما يذهب العقل ..لقد نقلتنا الظروف الطارئة إلي زمن السفهاء حتي رأينا إعلاما منفلتا بلا ميثاق شرف ولاشرف ولا ترفيه ولا تعليم ولاثقافة ورأينا الأراجوز مسافة مذيعا والمعتوه مقدم برامج والبهلوان يدعي خفة الظل والقدرة علي المرح وهو سمج ثقيل الظل ومن عجب أن يقف حراس الإعلام الأكاديميون موقف المتفرج مع المتفرجين لاينتقدون ولا يتحركون لوقف هذه المهزلة التي يسمونها إعلاما وهي كارثة تضر الوطن والمواطن ضررا بالغا مؤكدا ، ألم تطعنهم شطحات وتجاوزات هذا الباسم السمج بألفاظه وإيحاءاته وإيماءاته التي تخدش حياء العذاري وتصدم الأسر المحترمة المحافظة في إعلام وطنها الذي باع الشرف بضحكات مبتذلة لاتقدم ترفيها ولا تحقق سعادة ، أنتظر قرارا يلزم أصحاب القنوات بميثاق الشرف الإعلامي وحكما قضائيا يقضي بمنع البرامج التافهة التي تفسد الذوق والأخلاق وتضر بسمعة الإعلام الوطني وتظهرشعبنا لايكترث بقيمه وآدابه ورموزه ، جريمة الإعلام المنفلت في حق مصرمكتملة الأركان وتستحق عقوبة مناسبة ولا اعتبار لكلام المتفيهقين بحرية الإعلام والحق في النقد والترفيه ،نريد إعلاما يبني ولا يهدم يرفه ولايقدم سماجة يحترم الرموز ولا يهدم كل المثاليات ..تري هل أنا في حلم ليلة صيف ؟؟