اخبار مصر حصلت «الوطن» على تفاصيل الاجتماع المشترك بين جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، و6 من قيادات الأحزاب والقوى السياسية مساء أمس الأول بفندق «ماريوت» بالزمالك وسط غياب الرباعى «محمد البرادعى وحمدين صباحى والسيد البدوى وأسامة الغزالى حرب»، فى جلسة استمرت قرابة ال60 دقيقة. وخلال اللقاء أكد «كيرى» أنه لن يجبر المعارضة على المشاركة فى الانتخابات البرلمانية المقبلة ولكنه يرى أن أمريكا تستطيع تقديم ضمانات كافية تجعلها «مطمئنة» لخوض الانتخابات دون مخاوف من التزوير، فى الوقت الذى كشفت فيه مصادر أن كيرى هاتف الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور قبل انطلاق الاجتماع وتعرف على أسباب عدم حضوره، فضلاً عن تأكيده له على أن اعتراضاته على أداء الحزب الحاكم ستُعرض بشكل صريح فى لقائه مع الرئيس محمد مرسى الذى عُقد أمس. وقال محمد كامل العرابى، وزير الخارجية الأسبق ونائب رئيس حزب المؤتمر ل«الوطن»: إن «كيرى» أوضح صراحة خلال الاجتماع أن الولاياتالمتحدة مؤيدة للعملية الديمقراطية فى مصر وليست مؤيدة للنظام الحاكم، موضحاً أنه استمع لشكاوى ممثلى القوى السياسية بشأن التخوفات من عدم نزاهة انتخابات مجلس النواب المقبلة، خصوصاً أنه كانت هناك أصوات مؤيدة للمشاركة فيها بشرط وجود ضمانات واضحة، وجزء آخر يتمسك بالمقاطعة، فضلاً عن تأكيده أنه سيظل متمسكاً بحصول الشعب على حقوقه فى حرية الرأى والتعبير وعدم العودة للأوضاع الأمنية القمعية. وقالت مصادر إن وزير الخارجية الأمريكى قال صراحة: «أنا هنا لأستمع وأدّون مطالبكم حول ملابسات الوضع السياسى ولن أضغط عليكم.. وسأعرض مطالبكم بوضوح على الرئيس مرسى فى اجتماعنا المشترك»، قبل أن يعرض الثنائى أنور السادات رئيس حزب الإصلاح والتنمية، وأيمن نور رئيس حزب غد الثور،ة وجهة نظرهما حول إمكانية مشاركة القوى المعارضة فى الانتخابات بشرط «رقابة دولية وإشراف قضائى كامل وتكافؤ الفرص بين جميع المرشحين»، وسط تعهدات من كيرى بالحصول على موافقة صريحة من مرسى بهذه المطالب، قبل أن يعلن الثلاثى «سامح مكرم عبيد ومحمد أبوحامد وجميلة إسماعيل» إصرارهم على المقاطعة. ودخل «كيرى»، فى نقاش مع محمد أبوحامد رئيس حزب حياة المصريين لمدة 10 دقائق، بعدما أوضح وزير الخارجية أن مقاطعة المعارضة للانتخابات البرلمانية ستؤثر سلبياً على الوضع الاقتصادى ليرد عليه «أبوحامد» بأن المعارضة تخطط لبرنامج شامل فى أعقاب قرار المقاطعة يتضمن «الدخول فى عصيان مدنى شامل ومن ثم التمهيد لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة» ليرد كيرى: «وكيف ستستطيع المعارضة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة»، ليؤكد له أبوحامد بأن الشعب المصرى غالبيته موافق على هذا الاقتراح، ليلتزم بعدها وزير الخارجية الصمت. وقال «أبو حامد»: إن «كيرى» أكد أنه لم يأتِ ليُملى على المعارضة موقفاً معيناً، بل جاء ليسمع لهم باعتبار أن بلاده صديق استراتيجى لمصر، وأضاف ل«الوطن» أن وزير الخارجية الأمريكى لم يمارس ضغطاً على قيادات المعارضة لكنه بدا مقتنعاً بضرورة المشاركة فى الانتخابات المقبلة، وأكد أنه أبلغ «كيرى» أن الغطاء القانونى والدستورى سقط عن نظام الرئيس مرسى، ومن ثم فإن الانتخابات باطلة، وما بُنى على باطل فهو باطل. وأكد أن «كيرى» طالب بأن تكون هناك تنازلات من طرفى المعارضة والسلطة، وهو ما رد عليه «أبوحامد» قائلاً: «الموضوع انتقل من ممارسة سياسية إلى ضرورة محاسبة ومحاكمة النظام الحالى»، وأوضح أبوحامد أن كيرى تحدث خلال الاجتماع عن قوة تنظيم الإخوان فى الشارع، بينما تعانى باقى التيارات المدنية من ضعف التنظيم، وأن أمريكا تتعامل مع الواقع وليس الافتراضات. من جانبها، أكدت جميلة إسماعيل، القيادية بحزب الدستور، ل«كيرى» أن ما حدث فى مصر ثورة وليس انتفاضة، وستُعلم العالم كما قال «أوباما» رئيسكم، وطالبته بضرورة الكف عن التدخل فى الشأن المصرى ومساندة الأنظمة المستبدة، قائلة: «نريد ديمقراطية حقيقية وليست مزيفة»، واستدركت بقولها: «أمريكا دعمت نظام مبارك شبه العسكرى لارتباط المصالح بينهما، والأوْلى الآن ألا يفعلوا هذا مع مستبد وديكتاتور باسم الدين». وأشارت القيادية بحزب الدستور إلى أن غياب البرادعى عن الحضور يرجع لشعوره بالإهانة فى طريقة ترتيب اللقاء، وهو ما رد عليه وزير الخارجية الأمريكية قائلاً: «تحدثت مع البرادعى فى مكالمة تليفونية مطولة، واستمعت جيداً لوجهة نظره». وتابعت موجهة حديثها ل«كيرى»: «كنتم تصفون مبارك ونظامه بأنه ديمقراطى وشرعى ومنتخب وما زلتم تصفون النظام الحالى بأنه كذلك، رغم أنه يقتل المتظاهرين السلميين ويخطف ويعذب شباب النشطاء، وهذا وحده يضع شرعية النظام على المحك، إن لم يكن أضاعها». وأضافت: «أنتم تساهمون الآن فى بناء النسخة المصرية من دوله الفقيه الإيرانى، وربما لا يهمكم أن نكون إيران أخرى». وشنت عضو لجنة التسيير بحزب الدستور هجوماً عنيفاً على الولاياتالمتحدة خلال لقائها ب«كيرى» قائلة: «يبدو أنكم فى إدارتكم تريدون أن تفصّلوا لنا ديمقراطية على مقاس صغير ولا تدركون أن أحلامنا أكبر من المقاس الذى يجعلكم تنظرون إلينا كأننا لا نستحق سوى هذه الديمقراطية». كان «كيرى» التقى عمرو موسى، رئيس حزب المؤتمر وعضو جبهة الإنقاذ الوطنى، وتباحثا حول الأوضاع المصرية والعربية والإقليمية، وأكد له أهمية الاستقرار ووحدة الشعب المصرى وتهيئة الأجواء لتنمية اقتصادية تمكّن الاستثمارات المصرية والعربية والدولية من تحريك عجلة التنمية.