اخبار مصر قال علاء عبدالفتاح، الناشط السياسى والمدوّن، إن جماهير الثورة قالت كلمتها بشكل نهائى فى شعار «الشعب يريد إسقاط النظام»، فى الوقت الذى ما زالت تعانى فيه النخبة السياسية من «الانفصام»، فهى ما زالت بعيدة عن رغبة الشارع فى إسقاط حكم الإخوان، ما يؤخر من سقوط حكم الجماعة، متوقعاً سقوط مزيد من الشهداء الفترة المقبلة بسبب إصرار نظام الدكتور محمد مرسى على التمادى فى أخطائه. وعن أسباب عدم إدلائه بأقواله فى تحقيقات إهانة السلطة القضائية، قال إن القضاء «يكيل بمكيالين»، فهو يتجاهل بلاغات تعذيب النشطاء ويهتم فقط بما يريد. * لماذا امتنعت عن الإدلاء بأقوالك خلال التحقيقات فيما يتعلق بالاتهامات الموجهة إليك بشأن إهانة السلطة القضائية؟ - الامتناع جاء قانونياً وفقاً لحق الماثل أمام المحكمة فى استخدام حق الصمت، والسبب أن سلطة القضاء الحالية فى مصر «تكيل بمكيالين»، فهى تتجاهل مئات البلاغات المقدمة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان وتعذيب المواطنين فى أقسام الشرطة، وتحديداً واقعة تعرض المتهمين بالاعتداء على المستشار أحمد الزند، الذين تعرضوا للتعذيب خلال التحقيقات على يد أعضاء منتمين للسلطة القضائية، وعليه فمن المنطقى أن تسعى السلطة القضائية للتحقيق فيما يتعلق بصورتها أمام الرأى العام أو على الأقل الاهتمام بقضايا مصيرية كقتل المتظاهرين وغيرها، بدلاً من أن تشغل نفسها باستدعاء نشطاء وإعلاميين لتواجههم بأقوال مكتوبة على «الفيس بوك وتويتر» وغيرهما. * هل تتوقع أن يتطور الأمر إلى إحالة عدد من النشطاء والإعلاميين لمحكمة الجنايات على ذمة القضية، وهل ترى ارتباطاً بين استدعاء نشطاء من الحركات الثورية للتحقيق فى القضية وبين التظاهرات الغاضبة ضد نظام الدكتور مرسى؟ - الموقف الحالى للتحقيقات يوحى بأنها فى طريقها للجنايات، لكن المتهمين فى القضية أعدادهم تصل لمئات الشخصيات، ومن الصعب تحديد شخصيات يمكن أن تمثل للمحاكمة، وشخصياً لا أرى ارتباطاً بين مثول نشطاء القوى الثورية للتحقيق وبين اشتعال التظاهرات، فالأمر كله يتعلق بترتيبات النيابة العامة من حيث أولوية استدعاء المتهمين. * كيف ترى الدعوة لمليونية جديدة غداً تحت شعار «جمعة الخلاص»؟ - أظن الرسالة واضحة، الشعب فى الميادين يوجه رسالة لنظامه الحاكم «شرعيتك انتهت»، بعد عشرات الشهداء الذين سقطوا خلال أحداث الأيام الماضية فى أغلب محافظات الجمهورية، الشارع الآن يرفض بقاء محمد مرسى ونظامه، وشعار «الشعب يريد إسقاط النظام» يعبّر عن إرادة شعبية تريد إسقاط حكم الإخوان ومشروعهم التمكينى، فضلاً عن إرث سابق ورثته الجماعة من المجلس العسكرى. * بمعنى أدق، هل نحن نعيش ثورة جديدة؟ - بالأساس ثورة يناير لم تحقق أهدافها حتى يثور الشعب مجدداً، التظاهرات الحالية هى استكمال للثورة ومطالبها، فالداخلية ما زالت لم تعِ درس الثورة وعادت لأساليب القمع والتنكيل والاعتداء على التظاهرات السلمية، ومؤسسات الدولة تمادت فى سياستها الرأسمالية، وأسس نظام مرسى لقواعد الفساد والمحسوبية بشكل أعمق. * هل انتهت الحلول السياسية للخروج من الأزمة، أم أصبحت المبادرات التى تطلقها جبهة الإنقاذ الوطنى ومؤسسة الرئاسة بلا فائدة؟ - دعنا نفرق بين أمرين، الشارع الثورى أو تحديداً «المواطن المطحون» قال كلمته ومطالبه فى «إسقاط النظام»، لكن المبادرات السياسية مثل التى طرحتها جبهة الإنقاذ، تضمنت مطالب أقل بكثير من سقف طموحات الشارع، فمطالب قيادات الجبهة تتلخص فى التخلص من حكم مرسى، ولكن تلك ليست الأزمة فقط، فتعطل مطالب الثورة على مدار عامين أزمتها أن نظام مبارك ما زال يحكم سواء فى شخص «طنطاوى وعنان» أو فى شخص «محمد مرسى والمرشد». * أنت تتحدث عن فجوة بين مطالب الشارع الثائر، وما تتحدث عنه النخبة السياسية كحلول للأزمة، فما الوضع الآن؟ - لا أخفى عليك أن الأمر «معقد» بعض الشىء، وكأننا نعيش سيناريو حكم المجلس العسكرى، فالشارع رفض حكم العسكر منذ واقعة إطلاق النار على المتظاهرين فى جمعة 8 أبريل 2012، إلا أن النخبة لم تعِ ذلك وظلت تتفاوض مع قيادات المجلس العسكرى بشأن مطالب أقل من سقف وطموحات الثورة، وكانت النتيجة أننا عشنا لمدة عام ونصف العام نردد هتافات «يسقط حكم العسكر»، وربما يحتاج إسقاط حكم الإخوان بعض الوقت حتى نصل لمرحلة التوافق بين الجماهير الثائرة التى تريد إسقاط حكم الإخوان الآن ومطالب بعض النخب. * هل تتوقع تجدد أحداث العنف مستقبلاً بين المعارضة والنظام الحاكم؟ - بالتأكيد ستتجدد أحداث العنف، وأتخوف من سقوط شهداء جدد، وكلما احتدمت حدة المعركة، زادت السلطة من عنفها، وما يدهشنى أن نظام الإخوان يتحدث فى كل مناسبة عن نعيه وحزنه لسقوط ضحايا وهو القاتل الحقيقى لهم.