ولأن السيارة أوتوماتيك، فإن المعتصمين لم يفلحوا فى دفعها، أمضى السائق وقتا محاولا إصلاح السيارة، بينما تطوع أحد المعتصمين للخروج خارج الاعتصام، بحثا عن ميكانيكى. بدأت الأخبار تتوافد بوصول بعض حافلات الإخوان إلى رابعة العدوية، ينزل منها عناصر الإخوان هاتفين: واحد اتنين، رئيسنا الشرعى فين.. بينما وصلت إلينا أخبار بانقلاب عدد من حافلات الإخوان فى الطريق. فين حين أن الاعتصام ارتجت أرجاؤه بهتاف: أو أو أو أوووو.. خطفنا محمد مرسى بتاعكو.. كل ذلك والسائق يحاول إصلاح السيارة، ولا يكف هاتفى المحمول عن الدق، فإذا به أحمد شفيق.. يووووووه.. مش وقتك خالص. أغلقت هاتفى وأنا أصرخ: ما تخلصونا بقى يا جدعان العملية حتبوظ. التفت إلينا البرادعى قائلا: أنا عندى فكرة، حد من الاعتصام يوصلنا بعربيته. قمنا باستخراج الجوال الذى فيه محمد مرسى من السيارة، فإذا به أفاق، وعاد للفلفصة مرة أخرى، هرع حمدين إلى أحد عساكر الأمن المركزى الواقفين على بوابة القصر قائلا: معلش العصايا اللى فى إيدك يا دفعة دقيقة، ابتسم العسكرى فى سعادة: حضرتك الأستاذ حمدين اللى بتطلع فى التليفزيون مع الأستاذ خالد يوسف؟ ممكن رقم الأستاذ خالد يوسف؟ أنا عايز أمثل.. فوعده حمدين بأنه سيطلب من خالد أن يعطيه دور البطولة فى فيلمه القادم إذا ما أقرضه عصاه، فأعطاه العسكرى العصا، أسرع حمدين نحونا وضرب مرسى على رأسه، حتى يكف عن الفلفصة. أحضر أحد المعتصمين مشكورا سيارته ليقلَّنا إلى وجهتنا، ولأن حقيبة سيارته صغيرة، فاضطر حمدين والبرادعى إلى حمل الجوال الذى به الرئيس طوال الطريق، بينما جلست أنا فى المقعد الأمامى. انطلق الرجل بسيارته، وما إن وصلنا إلى منتصف الطريق حتى فوجئنا بدخان يرتفع من كبوت السيارة، نزل الرجل لفحص سيارته، وما إن فتح الكبوت حتى انفجر فى وجهه، وسقط الرجل، إما مغشيا عليه، أو ميتا.. نزلت مسرعة لتفحص الرجل وقلت للبرادعى وحمدين: الراجل باينه مات.. حنعمل إيه دلوقت؟ قال حمدين إنه لا مفر من إيقاف سيارة أجرة، وأكد حمدين أنه تمكن من الاحتفاظ بعصا عسكرى الأمن المركزى، ويمكنه السيطرة على الرئيس إذا ما أفاق. أوقفنا سيارة أجرة، نظر السائق إلى الجوال الذى يحمله كل من حمدين والبرادعى، ثم تفرس فى وجهيهما وقال: أنت البرادعى؟ فرد البرادعى بالإيجاب، فتساءل السائق: وإيه اللى فى إيدك ده؟ قنبلة ذرية؟ ارتبك البرادعى بينما سارعت للرد: ده شوال بطاطس يا أسطى، عاد مرسى للاستفاقة والفلفصة مع انبعاث صوت أنين خفيض، فضربه حمدين على رأسه، نظر السائق فى قلق: إيه ده؟ فابتسم حمدين: أصل البطاطس فيها فيران.. أخرج السائق هاتفه المحمول وهو يهم بالاتصال ويقول: إنتو شكلكوا عاملين مصيبة.. أخذت قلما ذهبيا من جيب البرادعى ووجهته نحو سائق التاكسى وقلت له: ده شكله قلم بس ده مسدس سم.. أى حركة حنخلص عليك.. إحنا خاطفين الرئيس والعربية عطلت بينا وحتوصلنا وإلا مش حترجع لولادك.. ضحك السائق ملء شدقيه وقال: خاطفين الرئيس؟ مش تقولوا؟ طب اركبوا اركبوا.. وشيلى القلم ده يا شاطرة.. قال مسدس سم قال.. على فين إن شاء الله؟ تبادلت أنا والبرادعى وحمدين النظرات الحائرة، فنحن لم نقرر وجهتنا بعد.. قال حمدين: ودينا عند مقر حملتى.. فرد البرادعى: يا سلااااام.. وليه مش عند مقر حملتى أنا؟ فرد حمدين: عشان أنا أقرب.. البرادعى: أنت أقرب إزاى؟ أنت فى المهندسين وأنا فى جاردن سيتى.. يبقى أنا أقرب.. فقلت: طب ما تيجوا عندى البيت أنا قريبة قوى من الاتحادية.. نهرنا التاكسى وهو يشير إلى الشارع: اخلصوا مظاهرات الإخوان أهى جاية فى وشنا، ومن ورانا مظاهرات المعارضة وشكلهم حيمسكوا فى بعض.. أقولكوا.. تعالوا الجراج اللى أنا باركن فيه فى مدينة نصر، لا قريب قوى، ولا بعيد قوى.. انطلق بنا سائق التاكسى ونحن نشاهد المؤيدين والمعارضين، وهم يركضون نحو بعضهم البعض، بينما يقع بعض المؤيدين على الأرض ويدوس زملاؤه عليه.. ويرجعوا يقولوا كل اللى مات إخوان! وتتعالى الهتافات المواجهة: واحد اتنين رئيسنا الشرعى فين.. أو أو أو أو أوووو.. خطفنا محمد مرسى بتاعكوا. بدأت السيارة تخرج صوتا غريبا، فطلب منا سائق التاكسى أن ندفع السيارة، وبالفعل.. قمنا بدفع السيارة حتى وصلنا إلى مدينة نصر وأنا والبرادعى وحمدين ندفع السيارة المتعطلة تماما، بينما يمسك السائق التاكسى بعصا الأمن المركزى، كلما أفاق الرئيس ضربه بها على رأسه، وهو يقول: العربية لسه معمولِّها عَمرة يا فقرى. انتظروا بقية القصة.