«ثروت الخرباوى»، محامٍ، ظل لسنوات معروفاً بأنه قيادى بارز بجماعة الإخوان المسلمين، وكان دائم الدفاع عن أفرادها فى القضايا التى كانوا يعتقلون على أثرها، أثناء انتمائه للجماعة، لكن جرت فى النهر مياه كثيرة. دخل الخرباوى «المعبد»، كما يقول، وتجول فى جنباته، وعلم ما يدور ويُحاك بداخله، واكتشف بنفسه أسراراً لم يكن ليعلمها لولا توغله فى قلب التنظيم الضخم، المثير للجدل، المسمى «جماعة الإخوان المسلمين»، وعندما توصل إلى أن الخط المعتدل الذى دفعه فى شبابه للانضمام إلى الجماعة، ليس مطابقاً لما رآها عليه، وانحرافها عن مبادئها، خرج منها، غير آسف ولا نادم، بعد سلسلة مضايقات عديدة، تعرض لها، وهو داخل الجماعة. وبعد أن تحرر من القيود التنظيمية التى تربطه بها تماما، تحول إلى أحد أبرز المعارضين لها، ومن القلائل الكاشفين لخباياها.«الإخوان» يستحلون الكذب على أنه «فضيلة».. ويستمرئون السب والقتل بحجة «الضرورات تبيح المحظورات» فى كتابه «سر المعبد» يكشف «الأسرار الخفية لجماعة الإخوان المسلمين»، ويؤكد أنها جماعة «ماسونية» يحتفظ أعضاؤها البارزون بالأسرار، حاولنا من خلال هذا الحوار كشف بعضها، بينما لا يزال يحتفظ بأسرار أخرى سيكشفها فى كتابه الثالث الذى يحضر له حالياً. * هل تلقيت تهديدات مباشرة منذ بدأت تكتب عن الجماعة بعد انشقاقك؟ - شخصية رفيعة المستوى من الإخوان قال لى فى آخر اتصال جرى بيننا: «خفف الوطء لأنى خائف عليك»، كأنها رسالة مبطنة، وهو حريص على إخفاء اتصالى به، لكن هناك حملات شديدة للتشويه وتعقب مقالاتى واتهامات غير صحيحة يقولونها دون حياء فى حقى، كأنهم يجاهدون فى سبيل الله بها، والإخوانى عندما يكذب فإنه ينتصر لله تعالى! * وصفت الإخوان فى كتبك بأنهم «كاذبون».. هل كان ذلك انطباعاً عنهم بحكم وجودك لسنوات بين صفوف الجماعة أم بعد تركك لها؟ - منذ التحاقى بالإخوان، وأنا أتابع تصريحات قياداتها، بداية لم أكن أصدق أنهم يكذبون، لكن فى السنوات الأخيرة لى معهم بدأت أوقن أن لديهم قاعدة تقول: «انتصر لله بمخالفة شرع الله»، وهم يستحلُّون الكذب ويستمرؤونه، وكل قيادات الإخوان ترتكب ما يسمونه ب«فضيلة الكذب»، وهم يقولون إن تمكينهم فى حكم مصر سيجرى عبر أدوات عديدة، منها الكذب وتضليل الناس. * هل أدوات التمكين قائمة على ما يسمونه «فضيلة الكذب» فقط؟ - بشكل عام هم يستخدمون قواعد فقهية استثنائية فى غير موضعها، مثل «الضرورات تبيح المحظورات»، وبالتالى أحلّوا الكذب والسب والشتم وحتى القتل وإراقة الدماء، على الرغم من كونها محظورات يعلمونها، لكنهم يستخدمون هذه الأمور بحجة إقامة ما يسمونه ب«دولة الإسلام»، التى يعتقدون أنها لا تقوم إلا بهم هم فقط.أحداث الاتحادية «فاشية» نفذتها «ميليشيات الجماعة».. ومن سقط منهم مات ب«نيران صديقة».. ومرسى المسئول الأول عنها * هل يمكن وفق هذا الفهم تفسير أحداث «قصر الاتحادية»؟ - المشهد كان جشعاً وفاشياً لأقصى درجة، كنا نصنف جماعة الإخوان قديماً بأنها جماعة سياسية تركت الدعوة وبدأت تزاحم فى عالم السياسة، إلا أن ذلك تغير وظهرت الخفايا، ميليشيات الجماعة «حقيقية»، واعترف بها علناً عدد من القيادات فى تصريحات إعلامية، وإطلاق الرصاص وفقا لتقارير الطب الشرعى فى أحداث الاتحادية جرى من مسافة قريبة جدا، فليس هناك سوى تفسيرين؛ إما الإصابة بالخطأ نتيجة للتزاحم، أو بالفعل دخل مندسون بين الإخوان والثوار، وشباب الإخوان أول مرة ينزلون فى معركة ميدانية، وكانت تدريباتهم طوال السنوات الماضية فى أجواء مرتبة ومنظمة، وأعتقد أن من قُتل من الإخوان قُتل ب«نيران صديقة».