تعجبت الصحيفة العبرية "إسرائيل اليوم" من أن صوت واشنطن لم يسمع في خلفية الأحداث المتصاعدة فى مصر، متوقعة أن يكون السبب هو عدم اهتمام الولاياتالمتحدة فعلياً بالديمقراطية إنما كل ما تريده هو إقامة نظام مستقر بمصر يضمن المصالح الأمريكية بالمنطقة. وأضافت أن المعركة الحالية حول الدستور والاستفتاء الشعبي ستكون حاسمة بالنسبة للرئيس محمد مرسي كما ستكون حاسمة بالنسبة للشعب المصري ومساره الجديد. وقال البروفيسور الإسرائيلي "آيال زيسر" إنه بعد مرور عامين تقريباً على الثورة التي أسقطت نظام حسني مبارك، عادت الجماهير إلى ميدان التحرير لكنها احتشدت هذه المرة احتجاجاً على "الفرعون الجديد" الرئيس "محمد مرسي" الذي يواصل برأي المتظاهرين طريق مبارك كحاكم فردي يريد فرض إرادته على الشعب المصري. وأضاف "زيسر": "نظراً لأن الرئيس مرسي أيضاَ لا ينقصه مؤيدين، والذين يبدو أنهم أيضاً أكثر من معارضيه، باتت مصر على شفا حرب أهلية، زاعماً أنه تلك الحرب في أوجها في وسائل الإعلام والساحة السياسية وستنتقل للشوارع التي شهدت للمرة الأولى منذ انتخاب الرئيس سقوط قتلى وعشرات المصابين. وتابع "زيسر" أن السبب المباشر للأزمة في مصر هو الإعلان الدستوري الذي نشره الرئيس مرسي، والذي في إطاره منح لنفسه مجموعة من الصلاحيات الواسعة ومنع مؤسسة القضاء المصرية من إمكانية الطعن على قراراته، فضلاً عن تحديده موعد الاستفتاء الشعبي على الدستور الذي سيعزز سيطرة الإخوان المسلمين(رجال مرسي) على الدولة. وأضاف "زيسر" أن السبب العميق للأزمة هو خوف الدوائر الليبرالية في مصر من تحول الدولة إلى إمارة إسلامية، مشيراً إلى أن تلك الدوائر لديها استعداد لقبول مرسي كرئيس منتخب للبلاد لكنها ليست مستعدة لقبول حكم الفرد بمصر وكذلك يرفضون استغلال الأغلبية التي يتمتع بها الرئيس الآن لتحديد هوية مصر كدولة شريعة إسلامية. وأردف الكاتب الإسرائيلي أن لب الموضوع هو أن الرئيس مرسي يزعم أنه يمتلك الأغلبية وأن الإخوان المسلمين يحظون بتأييد كبير بين الجمهور المصري وبناء عليه بمقدوره هو والجماعة باسم الديمقراطية أن يفرضوا آرائهم وأسلوبهم، بينما يرى معارضو الرئيس أن الديمقراطي معناها الامتناع عن استغلال النفوذ على حقوق الأقليات. ورأى "زيسر" أن هذا صراع بين وجهتي نظر متعارضتين فيما يتعلق بصورة ونهج مصر، مشيراً إلى أن الرئيس مرسي ظهر حتى الآن كسياسي محترف مستعد لتقديم حلول وسط لكن السلطة قد تغيره، لاسيما هو يمتلك جيوش من المتظاهرين في الشوارع. وأكد "زيسر" أن هذه هي اللحظة الحاسمة للرئيس مرسي، بل لحظة مصيرية بالنسبة لمصر كلها.