استبعد الدكتور أيال زيسر، خبير الشئون السورية الإسرائيلي، في دراسة له سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مع سيطرته وبيد من حديد على كل كبيرة وصغيرة في سوريا، الأمر الذي بات واضحا خلال الأزمة الأخيرة التي اندلعت في مدينة درعا، التي راح ضحيتها عدد كبير من السوريين. ورأى زيسر في دراسة له نشرها موقع المركز الاسرائيلي للدراسات الأمنية أن الثورة ستتواصل في سوريا بلا نهاية ، خاصة وأن غالبية الشباب السوريين يؤمنون بعدم وجود مستقبل لهم في ظل معاناتهم من أزمات اقتصادية وصفوها بالقاسية. وزعم زيسر في هذه الدراسة التي حملت عنوان "سوريا والغد" أن النظام في سوريا يحظى بتأييد كبير من الجيش والأجهزة الأمنية السورية التي لم تتردد في تفريق المتظاهرين بصورة عنيفة واطلاق النار عليهم، وهو ما لم يتم سواء في القاهرة أو تونس التي رفضت الجيشان في كلتا الدولتين المساس بالمتظاهرين بهما. وأكد زيسر أن ضباط الجيش السوري معظمهم من أبناء عائلة الأسد ومكروهين من الشعب خاصة قائد الجيش وكبار قادة الأجهزة الأمنية، زاعما أنه وفي حالة سقوط الأسد ستسقط معه جميع هذه القيادات وهو ما لم يحدث في مصر أو سوريا التي أحب فيها كلا الشعبين وزير الدفاع وقائد الجيش الذي تعهد بحماية المتظاهرين والقضاء على الفساد. وقال زيسر بأن ما أسماه بمسار الحركة الثورية في سوريا مازال محدودا حاصة وأن سكان المدن الكبرى مثل العاصمة دمشق أو حلب يراقبون ما يجري دون اي مشاركة، الأمر الذي دفع بزيسر إلى التأكيد على أن الوقت الان في صالح الأسد، إلا أن المستقبل ليس لصالحه على الاطلاق خاصة وأن كافة الشواهد تؤكد بأن الكثير من طوائف المجتمع السوري ستشارك قريبا في هذه المظاهرات. واختتم زيسر حديثه بالتأكيد على أن تل أبيب عموما تستبعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد الآن، إلا أن ما جرى في درعا وبعض من المدن السورية الأخرى سيكون له تأثيرا سلبي بالطبع على مجرى الأحداث السياسية وتطوراتها في دمشق التي طالما وصفتها التقارير الصحيفة والأمنية العربية بالعاصمة الأهدأ والأكثر استقرارا في الشرق الأوسط.