«التلوث حيقتلنا يا مرسى وأنت بدل ما تشوف حل، جاى تزور الميناء وماشى من غير حتى ما تعبرنا».. بهذه العبارة تحدث أهالى منطقة ميناء الدخيلة ل«الوطن» بالتزامن مع زيارة الرئيس محمد مرسى لهيئة ميناء الدخيلة، شاكين من غبار الحديد والفحم الذى يتطاير بصفة مستمرة عليهم ليصيبهم بحساسية الصدر والتحجر الرئوى والسرطانات. قال محمد السيد، أحد الأهالى، إن الشركة لا تبعد عن مساكن الأهالى سوى 150 متراً فقط، وأكثر من 500 حالة بالمنطقة مصابة بالسرطانات، من بينهم مئات الأطفال بسبب تطاير غبار خام الحديد والفحم على المنازل وفى الشوارع، مشيراً إلى أنهم طالبوا أكثر من مرة بتغطية الشركة وعمل «هناجر» حتى لا يتطاير هذا الغبار عليهم مرة أخرى، فوافقت شركة الحديد بشرط اشتراك شركة الفحم معها فى هذا المشروع، لكن شركة الفحم رفضت لعدم وجود سيولة لديها. وأضاف خالد محمد أحمد، 44 سنة، أحد الأهالى: ابنى الصغير 7 سنوات مصاب بحساسية مزمنة ولا يعيش سوى بالبخاخة، التى تتكلف شهرياً 240 جنيهاً وتقدمنا بعدة شكاوى إلى محافظى الإسكندرية لكن دون جدوى، وفى النهاية نفاجأ بالرئيس يأتى لزيارة الميناء وكأنه غير معنى بصحتنا وصحة أطفالنا. وأوضحت نعمة صالح، إحدى الأهالى: طول النهار الغبار داخل يردم البيت، حتى الغسيل مش عارفة أنشره وبطلت أنشره فى البالكونة وبقيت أحطه على كراسى البيت عشان ما يتبهدلش فى البالكونة، ده غير العيال اللى ما بقاش حد فيهم بيقدر يعيش من غير المضاد الحيوى. وكشف هشام أحمد جمال، محامى الأهالى، أن شركة حديد الدخيلة تأسست فى الثمانينات من قبل شركة يابانية مقابل حق انتفاع لمدة عشرين عاماً، وتأسس معها رصيف داخل الميناء لخدمة الشركة بداخله سير ينقل البضائع وخام الحديد من السفن إلى الشركة دون أى تلوث. وأضاف: عقب انتهاء عقد الشركة اليابانية استلمت الحكومة المصرية الشركة وعرضت جزءاً من أسهمها للبيع، فاشتراها أحمد عز، ثم تعاقدت معه هيئة الميناء ومنحته حق الانتفاع بالشركة وبساحة تشوين الحديد وفحم الكوك عام 2005 لتبدأ من بعدها مأساة الأهالى. وأضاف: قام أحمد عز بتأجير ساحات التشوين لكبرى الشركات مقابل 4 دولارات عن كل طن يومياً، فى حين أنه يدفع دولاراً واحداً فقط، وعلى الرغم من الأرباح التى يحققها فإنه لم يهتم بصيانة السير ولا بتغطية ساحات التشوين لتتم عمليات التشوين بطريقة مخالفة للقوانين، فانتشر غبار الحديد والفحم ليتطاير على الأهالى ويتسبب فى إصابة ما يقرب من نصف مليون نسمة من أهالى الدخيلة والعجمى بالحساسية والتحجر الرئوى والسرطانات المختلفة. وتابع: أقمنا دعوى قضائية حملت رقم 9411 لسنة 2005 مدنى كلى الإسكندرية اختصمنا فيها وزير البيئة ومحافظ الإسكندرية ورئيس حى العامرية، مشيراً إلى أنه كلما حاولت المحكمة انتداب خبراء فى عهد النظام السابق، تدخل أحمد عز بنفوذه وأوقف الدعوى حتى اندلعت الثورة فتحركت بعدها هيئة الخبراء، وأعدت التقرير فى مارس الماضى الذى أثبت أن تشوينات الحديد والفحم غير مطابقة لمواصفات التخزين لعدم وجودها فى أماكن مغلقة أو شبه مغلقة وينتج عنها أضرار للبيئة وللأشخاص. وواصل: حجزت بعدها الدعوى للحكم فى يناير المقبل ولكن هل يجب أن يصدر القضاء حكماً حتى تهتم الحكومة بصحة المواطنين وهل لا تكتفى بالتقرير الصادر من وزارتى البيئة والعدل معاً ويؤكد خطورة هذا الغبار على الصحة، مطالباً الحكومة بالتدخل لإنقاذ الأهالى وإجبار الشركة على بناء غطاء لمنع غبار الحديد والفحم من التطاير عليهم ومعاونتهم فى تنفيذ الحكم الذى سيصدره القضاء.