"البنت حبيبة أبوها"، مثل شعبي معروف يدل على مدى ارتباط البنت في المجتمعات الشرقية بوالدها الذي تعتبره ملاذها الآمن وتسعى في رحلة بحثها عن فارس الأحلام لمن يشبه والدها في تصرفاته، لكن ماذا لو كان ذلك الأب مصدرا للاشمئزاز والمشاعر السلبية لدى ابنته بسبب تصرفاته غير المسئولة، وهو ما حدث مع إحدى الفتيات. فتقول س . ع 23 سنة، "مشكلتى غريبة شوية مع والدى، أنا بشوفه بيتفرج على حاجات مش كويسة أخلاقيا وأفلام جنسية وبشوف تعبيراته وقتها وببقا عارفة اللي بيعمله بس مش بقدر اتكلم أو أقول أى حاجة وده عمل جوايا فجوة كبيرة أوى منه، رغم إنى بحبه اوى ، بس بحس ساعات كتير أوى بالقرف منه وحاسة ان الموضوع ده عمل جوايا حاجزا كبيرا بينى وبين الجواز عموما، خصوصا إني مخطوبة، وحاسة انى قرفانة من كل حاجة". خطأ وليس انحراف وتوضح د. منى البصيلي أستاذ علم النفس، أن على صاحبة المشكلة أن تعلم أن العلاقة الزوجية هي بالأساس علاقة راقية وأنسانية ومختلفة عما شاهدت عليه والدها، موضحة أن والدها قام بفعل خطأ كبير وأصبحت تلك الممارسات عادة لديه على شىء من المفترض ان يتوقف عنه، ولكنها لا تعني أنه شخص منحرف بدليل حبها له. وأضافت "البصيلي" أنه لا يجب مطلقا أن تواجه الفتاة والدها بما تعرفه لأنها ربما تجرحه وتحدث شرخا بعلاقتها به، بالإضافة إلى رد فعل الوالد من الممكن أن يكون عنيفا، ولكن من الممكن أن تلجأ لوالدتها أو أخيها الأكبر أو شخص بالعائلة لو تحدث مع الوالد لن يجرحه، اما بالنسبة لعلاقة البنت بخطيبها وأستيائها من الزواج عامة فعليها أن تعلم جيدا أن العلاقة الزوجية هي بالأساس تعبير من الرجل لزوجته عن حبه لها، ولا يوجد أي تشابه بما رأته مع والدها، وعليها أن تهتم بنفسها وبنظافتها وملابسها حتى تجذب زوجها إليها بطريقة إيجابية وعاطفية، لأن الزوج الذي لا يحب زوجته لن يستطيع ممارسة العلاقة الحميمية معها ومن الممكن أن يلجأ حينها لنفس خطأ والدها. خبرة صادمة بينما يضيف د. شحاتة زيان أستاذ علم الاجتماع بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أن تلك الحادثة تصنف من الخبرات الصادمة من الأهل، مثل أن يرى الأبناء والديهم في أوضاع غير لائقة معا أو منفردين، ويشير إلى أن فعل الوالد لتلك التصرفات أدى إلى حدوث ما يسمى بعدم الاتفاق التربوي بين الأب وابنته فالأب بتلك التصرفات أهان نفسه لدى ابنته وجعلها مصابة ب"القلق الجنسي والأخلاقى"، خاصة أن المجتمعات الشرقية لا تهيئ أبنائها بالقدر الكافي في التربية الجنسية من خلال الخبرة المباشرة. وأضاف "زيان" أن البنت يجب أن تعلم أنها لن تربي والدها ولذلك لا يجب أن تواجهه بما رأته من أفعال سيئة قام بها لأن ذلك سيوجد حالة من الشرخ الاجتماعي بينهما على مدار الحياة، وأنه لا يوجد تشابه بين ما يفعله والدها وبين العلاقة الزوجية السليمة، ومن الأفضل لها أن تتزوج سريعا وتخرج من منزله.