اخر اخبار مصر اليوم : منصور حسن : نعيش وضعاً كارثياً.. والشعب سيصل للجوع بعد أن خرج ليضرب بعضه

وصف منصور حسن، رئيس المجلس الاستشارى السابق، الوضع الذى تعيشه البلاد الآن، ب«الكارثى»، وربما يؤدى لانهيارها، فى ظل صراع سياسى مرير «يودى بالبلاد والعباد، وظهرت بوادره فى ميدان التحرير بعد أن ضرب الشعب بعضه بالطوب».
وأشار فى حوار مع «الوطن»، إلى أن الرئيس محمد مرسى أخطأ عندما أقال النائب العام، ووضع نفسه فى مأزق، وقال إن وضع مصر الدولى والإقليمى ينهار، والمواطن المصرى يشعر بالخزى والعار عندما يرى أهله يضربون بعضهم».
■ كيف ترى أحداث جمعة الحساب، والصدام بين الإخوان والقوى الوطنية؟
- ما جرى يؤكد أننا نعيش وضعاً كارثياً بعد أن اختلط الحابل بالنابل، وكما رأينا المظاهرات فى ميدان التحرير لا أحد يعرف مَن مع مَن، وشعب يضرب بعضه بالطوب، ولا نعرف الغرض من ذلك، فالشعب تعوّد على الفوضى، وإذا كان القضاء أصدر حكماً فعلينا احترام هذا الحكم بغض النظر عن أى شىء، لكنّ هناك آخرين رفضوا الحكم، وطالبوا رئيس الجمهورية بإقالة النائب العام فى وقت يدرك فيه مستشارو الرئيس أن هذا الأمر ليس دستورياً ولا قانونياً، لأن قانون السلطة القضائية لا يسمح بذلك، وأقول، «أنت يا ريس، مع احترامى، دخّلت نفسك ودخّلتنا فى مطب ووضع حرج، وهتعمل إيه مع النائب العام وهو مصمم على ألا يستقيل، والشعب يريد أن يأخذ موقفاً»، وأتساءل: ما كل هذه الفوضى؟
■ هل ما يحدث مشكلة تعدٍّ على القانون سواء من الرئيس أو من بعض القوى السياسية؟
- لا نستطيع أن نحمّل الرئيس كل هذه المسئولية، ولكنه أخطأ عندما أقال النائب العام، ولكن هذا ليس مبرراً للشعب بأن يعتدى على القانون، لأن ما يحدث الآن هى حالة فوضى عامة لشعب تاهت عنه مفاهيم العمل السليم، ولا أعرف ماذا تكون النهاية.
■ وكيف ترى النهاية؟
- ليس للفوضى إلا نهاية كارثية، ويبدو أن الشعب تعوّد عليها مع الأسف، ومش ممكن الشعب الذى نزل الميدان بمجموعات كبيرة يضرب بعضه بالطوب من غير ما يكون عارف مين مع مين.
■ وما تأثير تلك الفوضى على مستقبل البلاد؟
- اقتصادياً لأكثر من عامين لم نقدم شيئاً فى المجال الاقتصادى، وهناك نزيف مستمر والاحتياطى النقدى فى خطر، والحديث عن 40% من الشعب تحت خط الفقر، وبعد عامين سترتفع النسبة ل80%، والشعب سيصل لمرحلة الجوع.
■ هل يعنى ذلك اقتراب انهيار الدولة؟
- لا أتمنى أن يحدث ذلك، لكن للأسف مصر تكاد تكون منهارة، ولا توجد سلطة تنزل للشارع تسيطر على الموقف.
■ وكيف يكون المخرج الآن؟
- نحن سعدنا بالحريات التى جاءت لنا بعد الثورة، والشعب على حق، لكن حالياً أرى أنه لا بد من عودة القبضة القوية للمجتمع؛ الأمنية والسياسية والمجتمعية، على أن يكون هناك إصرار على فرض النظام فى الشارع، لأن المجتمع يكاد يكون فى حالة انهيار، ولا يجب أن نترك المجتمع يتفكك تحت دافع الحرية، وبماذا ستنفع الحرية عندما يصل المجتمع إلى الهلاك لا قدّر الله، فلا بد من عودة الانضباط للشارع بأى طريقة.
■ هل تتعلق تلك الفوضى بحالة الإحباط لدى المجتمع بسبب عدم إنجاز أى شىء منذ الثورة؟
- للأسف حتى نكون منصفين لا نستطيع أن نحمّل الحكومة ولا الرئيس ذنب ما يحدث.
■ ما نحن فيه يمكن اعتباره بمثابة صراعات سياسية مكتومة تطفو الآن على السطح؟
- لا شك أن ما يحدث الآن ناتج عن صراعات سياسية بين القوى السياسية التى تتربص ببعضها البعض، ولأكثر من عامين بعد الثورة لا نفعل شيئاً سوى صراع سياسى، ولم نرَ أى اتفاق على هدف وطنى محدد، وبالتأكيد هناك حالة تربص.
■ فى ضوء هذه الأحداث الفوضوية المتكررة كيف هى صورة مصر بين المجتمعات الأخرى؟
- المصريون فى الخارج يشعرون بالخزى مما يجرى بالداخل، ففى الوقت الذى تبنى فيه وتعمر شعوب العالم كله، الشعب المصرى يضرب بعضه بالطوب، فهى مأساة بكل المقاييس.
■ فى ظل هذه الصدامات والانفلات الأمنى، لا يمكن أن نتحدث عن اقتصاد وسياحة واستثمارات؟
- إحنا مش فاضيين نتكلم عن استثمارات وسياحة، إحنا فاضيين للتفاهات وسفاسف الأمور وضرب بعضنا البعض، ونتيجة ذلك لا هناك سياحة ولا اقتصاد ولا استثمارات. فيه شعب بيموت من الجوع، وسمعت أحد المواطنين ينادى بوقف المظاهرات فى التحرير لأن الشعب مات من الجوع، وأعتقد أن هذه صرخة لأن الناس تعبت.
■ وبماذا تطالب مرسى الآن لوقف حالة الانهيار؟
- أتمنى من الرئيس الذى أثبت حتى الآن أنه رجل عاقل ومد يده لجميع فئات الشعب، أن يتبع هذا العمل ويكون على مستوى المسئولية.