مواكب الحزن جابت محافظات مصر من أقصاها إلى أقصاها، ومن شمالها إلى جنوبها.. بدأت هناك فى «سيناء الوجع» ومنها إلى أغلب مراكز الجمهورية، بعد أن سجلت صفحة جديدة من ملحمة الشهداء على أرضها، بمقتل 21 من مجندى الأمن المركزى، وإصابة 47 راحوا ضحية الإهمال والاستهانة بأرواح زهرة شباب مصر الذين يتساقطون هناك على أيدى الأعداء تارة وعلى أيدى الإرهابيين تارة أخرى، لتدمى القلوب على إيقاع حزين، وتتدفق مشاعر الحزن والألم، وتجرى أنهار الدموع بعد أن جرى الدم الذى يأبى أن يتوقف. جنائز عسكرية غلب الصراخ والعويل موسيقاها، واغتال النحيب مهابتها.. «الوطن» كانت حاضرة تسجل تلك الملحمة، وترصد دموع الأمهات الثكالى، والآباء المكلومين، الذين فقدوا أبناءهم، ولا يعرفون سبباً لموتهم، على أرض الفيروز التى باتت مصدراً لألم لا يزول، رصدنا أعراس الشهداء الذين كانوا يؤدون خدمتهم العسكرية، وكيف قضوا نحبهم، حتى ساروا يودعون الأرض بكل ما فيها إلى أعراس الجنة والرضوان؛ تاركين الأب والأم والعروس وغصة تعتصر الحلق من شدة الألم لكنها لا تبرأ.