السادة شرفاء الوطن بعد السلام و السؤال يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن بعدما آل المآل و فارق الروحَ البدن السادة شرفاء الوطن ها أنا ذا أنا القتيل فدا الوطن لا تَجْزَعوا لا تخشوا الثقوب و الندوب ولا تَفْزَعوا أنا الشهيدُ لم أخشى موت الشهيدِ فجِراح الشهيدِ لا توجِعُ يا مَعْشَر شرفاء الوطن لا يأخُذَنَّكم الشجن أنا الشهيدُ لا أستجدى جاهاً و لا عطفاً و لا شفقةً أنا الشهيدُ لا أركعُ أنا القتيل فدا الوطن السادة شرفاء الوطن لا تسألونى عن السبب لا تسألونى عن المكان لا تسألونى عن الزمن أنا الشهيد لا أُسْأَلُ و يُسْألُ إذ يُسْألُ عنى الوطن السادة شرفاء الوطن اليوم يجيبكم السؤال كل الشوارع و الأزقة كل الحوارى و المبانى و واجهات المحال ها هى ساحات القتال هنا فُقِئَت عيون و خُرِقَت صدور و قُهِرَت رجال هنا أرض الشجون و أرض الجنون و أرض المحال أرضُ الخيال هنا إختلط البارودُ و الدموعُ و الدمُ المسال هنا القتلُ الحلال لمن أفتى شيوخُكم قتلاً حلال هنا بَذَل الأحرار الثمن كل الثمن للسادة عبيد هذا الوطن هنا أرض الشجون و أرض الجنون و أرض المحال هنا فُقِئَت عيون و خُرِقَت صدور و قُهِرَت رجال لتلقى مَزابِلَكم كَفَن يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن اليوم يجيبكم السؤال كل القنابل و المدافع و السيوف و البغال هنا التشاؤم و التفاؤل و الأمانى و الآمال هنا المحال هنا الصلاة و هنا القتال ها هنا قُتِلَ الرجال هنا نُبِشَت قبور و كُشِفَت شعور و لم يُبال من سَنُّوا رماح الكُفرِ دهراً و إتخذوا النعال لأجل فكرةٍ أو مقال من أفتوا المؤمنَ كافراً يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن هنا إستَغْوَثْناكم مرارا هنا لا كفر و لا إلحاد و لا كفارا هنا السفور وهنا النقاب وهنا الخمارا هنا الأحرارا هنا الطُهْر و هنا الطهارة هنا عاش قومٌ ما خشوا الموت إنتظارا ما ملكوا حيرة ولا إستفهام ولا إستنكارا ما ملكوا يوماً خيارا هنا أُحِلَ الرصاصُ و حُرِمَت الحجارة هنا شاهدَ الكلُّ صامتاً يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن لا دولة هنا ولا حكم ولا إستقرارا هنا إحتلالٌ هنا إستعمارا هنا حَشُّ الرقاب و نَزْعُ الثياب و كَشْف العذارى ها هنا مهدُ القذارة هنا حُرِقَت رايات و سُحِقَت ضلوع و دُهِسَت جموع لتروى دماهم أشداق الوطن يحيا الوطن هنا نحيبُ الثكالى و عويل اليتامى و دموعُ الحيارى دموع المرارة هنا للنُبْل حكرٌ و للموتِ إحتكارا ها هنا عاش العارُ ملكاً و هنا مات الشرفُ إنتحارا هنا جمع الضباع أشلاء الوطن و غرسوا الرايات إنتصارا هنا زأر زعيمهم مستأسدا يحيا الوطن هنا السلفى وهنا الأمى وها هنا ذُبِحْ النصارى و وقف البعض شامتاً فتوارى الكُفْرُ خجلاً من كُفْرِ الوطن يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن لم يبق صوتٌ و لا لا فتات و لا هتافات و لا أنصارأ و لا أفكارا اليوم مات الكلُّ لتبقوا شرفاء الوطن يحيا الوطن السادة شرفاء الوطن غُضُّوا البَصَر صمُّوا الآذان وإنسوا دمائى فجأةً أنا الشهيدُ لا أستجدى جاهاً و لا عطفاً و لا شفقةً أنا الملعونُ فى السرائر و العَلَن أنا من يُقلق للضمائر غفلةً أنا المأجور و أنا المَوْتُورُ المُمْتَهَنْ أنا من خان وأنا من باع وأنا من فَتَنْ أنا الشرفُ المباع و قوتُ الجياع و سفح الوطن أنا نَغَصُ الحياةِ و أنا الغمُ و أنا الحَزَن أنا القتيلُ فدا الوطن السادة شرفاء الوطن غُضُّوا البَصَر صمُّوا الآذان إصْغوا لحكام الوطن لا قتلى هنا و لا أموات و لا أحياء ولا شهداء ولا أشلاء أنا لست الشهيد و هذه ليست دماء ما هنا سُحِلَ القتيلُ و لا هُتِكَت أعراض النساء السادة شرفاء الوطن كُفُّوا عن مِصر البلاء أنصتوا رب الوطن و إن وقف منكم آسفاً خُرُّوا جميعاً سُجَّداً يحيا الوطن [Share/Bookmark]