لا أعلم ما موقف مستشارى الرئيس الآن بعد تصريح المتحدث الرسمى للرئاسة الدكتور ياسر علِى، تعليقًا على تصريحات منسوبة إلى الدكتور سيف عبد الفتاح حول التدخل فى سوريا، بأن تصريحات أى عضو فى الهيئة الاستشارية للرئيس تعبر عن وجهة نظر صاحبها ولا تعبر عن وجهة نظر الرئاسة المصرية.. التى لا يعبر عنها سوى الرئيس محمد مرسى ونائبه المستشار محمود مكى والمتحدث الرسمى فقط. يعنى مستشارى الرئيس مالهومش لازمة من الآخر، وأن اختيارهم -كما ذُكر من قبل-جاء لاستكمال الشكل الذى كان قد وعد به الرئيس محمد مرسى فى الانتخابات.. خصوصًا انتخابات الإعادة، من أنه سيستعين فى فريقه الرئاسى بمستشارين ينتمون إلى قوى سياسية مختلفة. وبالفعل اختار الرئيس بعد فترة من توليه المنصب هيئته الاستشارية من على «كل لون».. ورغم أن فيهم أصدقاء أعزاء.. فإنهم لا أحد يعرف لم تم اختياره وعلى أى أساس.. وما دورهم.. ولم يسأل أحد نفسه لماذا تم اختياره مستشارًا، وما تكليفاته.. وما استشارته.. خصوصًا أن من بينهم الإخوانى وعضوًا سابقًا بأمانة سياسات جمال مبارك.. وطامحًا فى التقرب من أى سلطة، وبينهم أيضًا من ركب الأحزاب الدينية الجديدة، وانضم إليها باعتباره حاملًا للدكتوراه.. فقد يوفّق معهم ويمنحونه أى منصب.. فى نفس الوقت الذى لم يكن يعير طلابه فى إحدى الجامعات الإقليمية أى اهتمام. وفى نفس الوقت الذى لا يعرف فيه أى أحد ما ميزانية الهيئة الاستشارية.. وكم من المكافآت والمخصصات التى سيحصلون عليها.. ألم نطالب بشفافية خصوصا أنه اكتشفنا بعد الثورة أن المستشارين فى الوزارات كانوا يحصلون على ملايين الجنيهات، فما بالك بمستشارى الرئيس الذين يسيرون فى ركبه.. وكل أعضاء الرئاسة فى فترة الرئيس السابق مليارديرات ومليونيرات، وكوّنوا ثروتهم بالكسب غير المشروع واستغلال النفوذ.. وبعضهم أمام المحكمة الآن لمحاسبته.. والبعض منهم مختفٍ، وآخرون نهبوا وهرّبوا أموالهم إلى الخارج. .. فبعد ذلك؟ .. ماذا يفعل مستشارو الرئيس؟ .. وهل وصل إلى مسامعهم تصريح المتحدث الرسمى باسم الرئاسة الدكتور ياسر علِى، بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. .. قد يكون المتحدث الرسمى معه حق.. حيث نجد الكثير منهم الآن يتصدى لموضوعات كثيرة ربما ليس له علاقة بها على الإطلاق.. لكنه له علاقة بالرئيس.. حيث يحمل لقب مستشار. .. ومنهم مَن يخرج علينا فى برنامج يومى فضائى ويعبر عن رأيه فى أمور حياتية يومية. الخطأ أساسًا فى الرئاسة، فى اختيارها مستشارين بتلك الطريقة ودون أن تحدد أى مسؤوليات. .. لكن ربما ياسر علِى كان على حق عندما قال إنهم لا يعبرون إلا عن أنفسهم.. رغم أن بعضهم طبع كروتًا شخصية تحت صفة مستشار رئيس الجمهورية. فهل وصل إلى السادة المستشارين ما قاله المتحدث الرسمى باسم الرئاسة.. بأنهم ليست لهم لازمة. .. طب وقاعدين ليه، أيها المستشارون؟!