قال الأنبا بولا، عضو المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية: "إن الجمعية التأسيسية لوضع الدستور ساعدت على زيادة التوافق بين المسلمين والمسيحيين من خلال ظهور القيادات الإسلامية والمسيحية جنبًا إلى جنب، مثل صورتي مع الشيخ ياسر برهامي بعد جلسة للتأسيسية". وأشار بولا، في حديثه لبرنامج "نظرة" على قناة "صدى البلد" مع الإعلامي حمدي رزق، إلى أن الشيخ ياسر برهامي كان من أول الأشخاص الذين نددوا بحرق الإنجيل عند السفارة الأمريكية، لافتًا إلى أن الكنيسة لن تدخل ضد أي مصري أيًا كانت ديانته في نزاع أمام القضاء أيًا كان ما فعله. وأكد أن "نسبة هجرة الأقباط خارج مصر أصبحت عالية جدًا والمعدلات في زيادة مستمرة ولكن لا أستطيع أن أجزم بالأرقام الحقيقية، ومصلحة الجوازات هى المختصة في هذا المجال". وأوضح الأنبا بولا للإعلامي حمدي رزق أنه قلق من هروب رأس المال الخاص من مصر بسبب عدم الاستقرار وانعدام الأمن، فهناك مشكلة في السيولة بصفة عامة والمال الأجنبي بصفة خاصة. وتعجب بولا من المطالبات بإخضاع أموال الكنيسة لرقابة الدولة، ما أصاب الكنائس بالذعر وأدى ذلك إلى سحبها أموالها من البنوك، مؤكدًا أن الكنيسة ليست جهة تخضع لسلطة الدولة أو أحد أجهزتها وأن الأموال التي تأتي إليها تعتبر أموالا خاصة خارج رقابة الدولة. وأضاف عضو المجمع المقدس بالكنيسة الأرثوذكسية أن الفيلم المسيء لرسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) لن يكون آخر فيلم، وأن الرسوم المسيئة للإسلام لن تكون آخر الرسومات، كما أنها سبقها العديد من الأعمال المسيئة للديانة المسيحية. وأشار بولا إلى أن هذه الأعمال تعبر عن رسالة شيطانية من الغرب ضد الأديان السماوية لزرع الفرقة والفتنة بين أبناء الشعب المصري. وأكد أن هذه الأعمال لم تهدف إلى الإثارة ولكن أصحاب هذه الأعمال المشينة يهدفون إلى استثمار رد الفعل من جانب بعض المتشددين في الإسلام أو المسيحية لتسليط الرأي العام عليه. وأضاف الأنبا بولا أن الكنيسة رفضت هذا الفيلم وهذه الرسوم المسيئة للإسلام ورموزه في بيان شديد اللهجة للقائم مقام الأنبا باخوميوس، والذي طالب بمحاسبة أي قبطي شارك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في هذا العمل المقزز تصل من المنع إلى القطع عن طريق المحكمة الكنسية، كما طالب الأقباط بالنزول إلى الميادين مع إخوتهم المسلمين لرفض هذا الفيلم. وأوضح بولا للإعلامي رزق أن المظاهرات لن تفيد في شيء إن لم تكن في طابعها السلمي، ولكن يجب أن تضغط الشعوب العربية والإسلامية على قيادات البلاد الغربية وتكوين لوبي ضغط قوي في المؤسسات الدولية لاستصدار قوانين تحرم ازدراء الأديان. كما طالب الجمعية التأسيسية بوضع تشريعات تجرم ازدراء الأديان داخل مصر في الدستور الجديد، وبالتالي نستطيع أن نطالب العالم بعمل قوانين لازدراء الأديان. ونوه الأنبا بولا إلى أن هناك بعض القنوات على القمر الصناعي "النايل سات" تزدري الدين المسيحي وهناك قنوات مسيحية مصدرة من الخارج تزدري الإسلام، مضيفًا: "لم أحتمل ازدراء الإسلام أكثر من 5 دقائق على هذه القنوات". ودافع الأنبا بولا عن الأنبا سرابيون، أسقف كنيسة لوس أنجلوس، بأنه من الشخصيات الملتزمة وهو أول من بادر بالدفاع عن رسول الإسلام (صلى الله عليه وسلم) بإقامة مؤتمر كبير لإدانة الفيلم والقائمين عليه.