انطلقت مسيرات احتجاجية عقب تأدية صلاة الجمعة، أمس، احتجاجاً على الفيلم المسىء للرسول (ص)، واشتعلت المعركة بين الأمن والمتظاهرين بمحيط السفارة الأمريكية، بعد أن ألقى متظاهرون الحجارة على قوات الأمن التى تمركزت أسفل الجدار الخرسانى العازل عند المدخل الرئيسى للسفارة الأمريكية، مما دعا الشرطة للرد ب«خراطيم المياه» والقنابل المسيلة، وشهد المستشفى الميدانى عدداً كبيراً من الإصابات ونُقل عدد كبير من المصابين إلى مستشفى قصر العينى. وحاول الشيخ مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم، قيادة مسيرة للتهدئة لإقناع المتظاهرين بالعودة عن محيط السفارة الأمريكية، الأمر الذى رفضه المتظاهرون، وقاموا بالاعتداء على شاهين، والذى سارع بالخروج من محيط السفارة بصحبة العشرات، وقال شاهين ل«الوطن»: «إن هناك مجموعة من العناصر لا تريد نصرة الرسول بل تريد أن تجعل الفتنة تدمر مصر». من جانبه، نظم ائتلاف «الضباط الملتحون» مسيرة انطلقت من مسجد عمر مكرم انضم إليها المئات من متظاهرى التحرير إلى قصر عابدين، مرددين: «الشعب بيقول إلا الرسول»، وطالبوا الرئيس مرسى بإنهاء أزمتهم، مطالبين بالعودة للعمل بوزارة الداخلية، وقال المقدم هانى شكرى المتحدث باسم الائتلاف ل«الوطن»: «إنه يجب أن يتخذ الرئيس موقفاً مشدداً من إهانة الرسول، مطالباً فى الوقت نفسه بالعودة للعمل مع زملائه». وتظاهر المئات فى الجامع الأزهر عقب أداء صلاة الجمعة، احتجاجاً على الفيلم المسىء للرسول، واتجهوا صوب ميدان التحرير مرددين: «الشعب بيقول إلا الرسول»، «يا أوباما يا كذاب.. أمريكا أصل الإرهاب»، «أول مطلب للجماهير.. غلق سفارة وطرد سفير»، «بالروح بالدم نفديك يا رسول»، «يا موريس عدو الله.. إلا رسول الله»، وتسببت المسيرة التى أمنتها قوات الشرطة فى توقف حركة المرور، ورفع المتظاهرون لافتات مكتوباً عليها: «لك أبى وأمى يا رسول الله». ونظم المئات من المصلين بمسجد مصطفى محمود، وقفة احتجاجية أمام المسجد، ورددوا هتافات: «الإسلام مش رجعية.. محمد سيد البشرية»، «خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد هنا موجود»، «مرسى قالها واحنا معاه.. إلا إلا رسول الله»، «يا أمريكا لو هتزلونا.. مش عايزين منكم معونة». وقال الشيخ أحمد ترك إمام وخطيب مسجد مصطفى محمود: «إننا ندافع عن الرسول ولكن بأخلاق الرسول، فلا نفسد فى الأرض ولا نحطم منشآت عامة وخاصة ولا نقتحم سفارات، ولكن فى نفس الوقت نحارب أمريكا وسياسات أمريكا وتحالفها مع إسرائيل». وأكد أنه لا ينبغى أن نتهم المسيحيين «الأبرياء» معتبراً هذا فخ للمسلمين، لتتحرك الدول الأوروبية لتقسيم مصر حسب المخطط الصهيونى، مضيفاً: «عار على أمة الإسلام أن تكون بهذا العدد وتكون فيها هذه الثروات والتمكين على هذه البقاع فى العالم، ورسول الله يهان من أرذل عباد الله فى الأرض». وانضمت مسيرة قادمة من كنيسة العذراء بالدقى بقيادة القس سلوانس الذكرى، إلى المصلين خارج المسجد، منددين بالتطاول على الإسلام والرسول الكريم ورددوا هتافات: «مسلم ومسيحى إيد واحدة»، ورفعوا لافتات مكتوباً عليها «الأقباط المصريون يستنكرون الفيلم المسىء للرسول والإسلام». وقال القس سلوانس: «إن هذا الفعل غير أخلاقى وإن من قام به لا يمثل المسيحيين، وإنه لم يقرأ الإنجيل من الأساس»، مؤكدا أن المسلمين والمسيحيين فى مصر نسيج واحد ولا يمكن التفرقة بينهم. على جهة أخرى، تظاهر نحو 3000 متظاهر أمام مسجد الفتح، ورددوا هتافات: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، «خيبر خيبر يا يهود.. جيش محمد هنا موجود»، «الأمة بتقول.. إلا رسول الله». ورفع المتظاهرون الأعلام السوداء، وعليها: «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، ولافتات حملت عبارة: «نحن فداك يا رسول الله»، وقام متظاهرون ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين بتأجير سماعات أمام المسجد وإلقاء الأناشيد الدينية، ورفض الإخوان تنظيم مسيرات إلى ميدان التحرير، لعدم المواجهة مع قوات الأمن مرددين «سلمية سلمية». وأمام مسجد الاستقامة بميدان الجيزة، تظاهر المئات مرددين هتافات: «لا إله إلا الله مفتاح الجنة رسول الله»، «قالوا إبداع قالوا سيما.. الإبداع مش شتيمة»، وطالب المتظاهرون بمعاقبة موريس صادق، الداعى لهذا الفيلم، وجميع المشاركين فيه، بتهمة ازدراء الأديان، وحذروا من أن الفيلم يشيع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، بحسب ما وصفوا، كما طالب خطيب وإمام مسجد الاستقامة الدكتور محمد مرسى رئيس الجمهورية، وجميع رؤساء الدول العربية، بأخذ موقف حسم وحزم ضد الولاياتالمتحدةالأمريكية، رداً على هذه الإساءة لجميع المسلمين، ودعا إلى طرد السفراء الأمريكيين من القاهرة، ومن جميع الدول العربية.