اذا نظرت الى السماء ترى الكون هادئاً . مسالم بمظهره جميل و باهي . لكن في الحقيقة الكون في حالة اصطدام دائم . من أصغر الأشياء في الكون الى أكبرها . من الكويكبات مروراً بالنجوم حتى نصل الى المجرات . في كل لحظة تحدث انفجارات كارثية و تصادمات عنيفة كالتي حدثت على الأرض و أودت بحياة اقوى المخلوقات على الأرض (الديناصورات) . لكن مضوعنا اليوم ليس عن الماضي و لا الحاضر بل المستقبل .. هل تعلم أننا مقبلون على اقوى التصادمات و اعنفها في الكون .. ليس مجرد سقوط كويكب او انفجار شمسي لكن مجرة درب التبانة مجرتنا و أمنا التي تحوي مجموعتنا الشمسية تتجه نحو مجرة اندروميدا بسرعة مليون و نصف المليون"1500000" كيلومتر في الساعة . لكن السؤال ما الذي يحدث عندما تتصادم مجرتان ؟؟ المجرات هي مجموعات من مئات المليارات من النجوم . منبسطة و مرتبة في شكل مميز على مسافة عشرات و مئات السنوات الضوئية . فلك ان تتخيل ان كل مجرة تحوي كتلة تعادل كتلة الشمس مائة مليار مرة فكيف سيكون التصادم ؟؟ سيكون مذهل حقاً . لكن على الرغم من كل هذا العدد من النجوم و هذه الكتلة الهائلة فالمجرات مليئة بالفضاء الخاوي .. فمتوسط المسافة بين اي نجمين في مجرة درب اللتبانة هو نحو 50 ترليون كيلومتر . لذا فنادراً عندما تتصادم النجوم ببعضها حين تتصادم مجرتان . لكن في هذه الاصطدامات العملاقة الجاذبية هي ما تسبب الدمار . فالكتلة المجتمعة للنجوم في كل مجرة تولد قوة جاذبة هائلة تؤدي على تناثر النجوم على بعد ألاف السنوات الضوئية في كل اتجاه . فحين تتحد يتغير شكل المجرتين تماماً . حيث يؤديان رقصة موت جميلة ملقية ببعض النجوم بعيداً عن المجرات في شكل خيوط جميلة . يشبه هذا التصادم حينما تقذف حفنتين من نوعين مختلفين من الحبوب كالأرز و العدس فيصطدما ببعضهما ثم يخطلتا في تجانس لكن السؤال المهم ما هو نصيب الأرض من هذا الاصطدام ؟؟ أحد الإحتمالات هو اننا نلقى بعيداً في الفضاء على بعد مئات الألاف من السنوات الضوئية . سنبتعد عن مجرتنا درب التبانة و ستستمر الشمس بالدوران في هذه المجرة . و ستشق الأرض رحلتها عبر الفضاء و ربما تكون مظلمة و شديدة البرودة لكن لا تقلقوا بشأن هذا الإصطدام لأن امامنا حوالي اربعة ملايين عام حتى نصطدم بمجرة اندروميدا و مئات الملايين من السنوات حتى يتم هذا الاصطدام و تندمج المجرتان نقلا عن مراسلون بلا حدود