شعار غير مطروق، رفعته مدرسة «زمزم الإسلامية الخاصة» بدمنهور؛ إذ تنهى المَدرسة عمل المدرسات اللائى يتزوجن دون مبرر لهذا سوى أنها «وصية صاحب المدرسة الله يرحمه». أكثر من واقعة روتها مدرسات المدرسة تؤكد اتباع إدارتها هذه السياسة دون سبب جوهرى يستدعى هذا، ودون أن يتأثر عملهن بالزواج.. هاجر نبيل، مدرسة لغة إنجليزية بالمدرسة، قالت: «فوجئت أنا وزميلتى سمر نجيب، مدرسة رياضيات، يوم الخميس الماضى، بإدارة المدرسة تهددنا بالفصل من العمل وتبلغنا بأنه علينا ألا نحضر إلى المدرسة بدءا من الأحد 2 سبتمبر بسبب زواجنا». كل تقارير الأدء الخاصة بهاجر تفيد حصولها على تقدير امتياز، ورغم ذلك تم تهديدها بالفصل. وأكدت مدرسة اللغة الإنجليزية أن المعلمات قررن تنظيم وقفة احتجاجية أمام المدرسة، احتجاجاً على قرار مجلس الإدارة، والمطالبة بإلغائه، مناشدات المحافظ المهندس مختار الحملاوى التدخل العاجل لإنقاذهن من الظلم. وأشارت إلى أن تهديد إدارة المدرسة للمعلمات المتزوجات بالفصل وإنهاء التعاقد معهن ليس الأول من نوعه، لكنه حدث من قبل مع أخريات، منهن معلمة أمضت عشر سنوات بالمدرسة، وعندما تزوجت تم إنهاء التعاقد معها وفصلها من العمل، دون مراعاة لظروفها الاجتماعية والأسرية. وكشفت عن أن صاحب المدرسة الأصلى، الذى أنشأها وتبرع بها إلى جمعية زمزم الخيرية، كان قد ترك وصية قبل موته بعدم تشغيل المعلمات المتزوجات، وأن يتم الاستغناء عن المتزوجات منهن، وهذا النظام معمول به فى المدرسة منذ سنوات، لكن كانت المعلمات لا يتمكنَّ من مقاومة ذلك قبل الثورة، أما الآن فقد قررت المعلمات عدم الرضوخ لهذا القرار ومواجهته بشتى الوسائل. موقف المدرسات جذب عددا من المؤيدات لهن؛ حيث أعلنت هدير الشرقاوى، منسقة حركة «مصريات من أجل التغيير» بالبحيرة، تضامن الحركة الكامل مع المعلمات المتضررات، مشيرة إلى مشاركة عضوات الحركة مع المعلمات فى الوقفة الاحتجاجية أمام المدرسة، لرفع الظلم الواقع عليهن بسبب قرار مجلس إدارة المدرسة. وأكد عبدالحميد هنداوى، مدير إدارة المدرسة، ل«الوطن»، أن هذا النظام معمول به فى المدرسة منذ عام 1985، وقال: لدينا أكثر من 45 مدرساً ومدرسة وموظفاً وعاملاً وعاملة يحصلون على كامل حقوقهم، حتى مكافأة الامتحانات حصلوا عليها جميعاً، مشيراً إلى أن إدارة المدرسة لا تفصل أى معلم أو معلمة، إنما ما يتم وفق نظام المدرسة منذ نشأتها هو أن مَن تتزوج من المعلمات لا يتم تجديد التعاقد الخاص بها، وهذا الأمر لا ينطبق سوى على معلمتين فقط هذا العام، مؤكداً أن فلسفة المدرسة من وراء ذلك توسيع القاعدة أمام المنتفعات من المعلمات وإتاحة فرص العمل أمام أكبر عدد ممكن من الفتيات الراغبات فى تكوين أنفسهن.