أكد اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك، أن الجهاز سيتقدم ببلاغ إلى النائب العام حول المخالفات التي ترتكبها القنوات التليفزيونية الفضائية والأرضية، التي تقدم القرآن الكريم خلال شهر رمضان المبارك، والتي خدشت حياء المواطن المصري بإعلانات الأدوية الجنسية ومستحضرات التجميل المزيفة التي تبيع الوهم للمواطنين دون حسيب أو رقيب. وأكد يعقوب أن الجهاز، بالتعاون مع جمعية حماية المشاهدين والمستمعين والقراء، أنشأ مرصدا إعلاميا لمتابعة الإعلانات التليفزيونية التجارية والخدمية المذاعة عبر الفضائيات المصرية الحكومية والخاصة، خلال المدة من الأول من رمضان وحتى نهايته. وأضاف أنه تم تقييم 20 قناة فضائية حكومية وخاصة وعامة ومتخصصة ودينية وثقافية ومنوعات، منها 6 قنوات حكومية، وكان التليفزيون المصري الأكثر التزاما بالكود الدولي ومواثيق الشرف، ولم تسجل مخالفات إعلانية إلا في قناتي نايل لايف وكايرو دراما بقطاع المتخصصة. وأضاف يعقوب: "تم رصد 6 قنوات دينية إعلانية تجمع بين القرآن الكريم بأصوات المشاهير من القراء وبين الإعلان المكتوب أو المصور على رول متحرك، وهي العراب وجنة وكنوز والطبية الدوائية وماجيك وجرين لايف، ارتكبت تجاوزات بإذاعة إعلانات لأدوية ومقويات جنسية غير مرخص بها من وزارة الصحة أو من أية جهة حكومية في المنطقة العربية"، موضحا أن الجهاز يُعِدُّ بلاغا بمخالفاتها وسيقدمه اليوم. وأشار الدكتور حسن علي محمد، رئيس جمعية حماية المشاهدين، إلى أن الباقات الإعلانية التي اتبعتها كثير من الشبكات والقنوات أدت إلى انخفاض حاد في أسعار الإعلانات، ترتب عليه تراجع كبير في عوائد الإعلانات بالتليفزيون الحكومي، الأمر الذي يزيد من الأزمة المالية لاتحاد الإذاعة والتليفزيون. وأوضح أن هذا النظام أدى إلى تكثيف الحملات الإعلانية خلال رمضان عبر الإلحاح المستفز والتكرار المبالغ فيه، واقتحام المسلسلات والبرامج والأفلام، والقطع على المسلسل دون مبرر، مما أفسد متعة المشاهدة، كما برزت ظاهرة لا تليق بمصر، وهي "إعلانات التبرع"، والتي انتهزت روحانية شهر رمضان واستعدادات الناس لفعل الخيرات، فهوجم الجمهور بعدد ضخم من الإعلانات. ورغم طيب المقصد وحسن النية إلا إن هذه الإعلانات حولت شعبا بأكمله إلى متسولين، وكأن مصر ليست دولة بها حكومة ترعى شعبها، كما تحول المفتي وبعض شيوخ الأزهر إلى نجوم إعلانات، وهو ما لا يليق بجلاله مناصبهم. وأكد علي على أن الإعلانات المذاعة خلال شهر رمضان خدشت مشاعر وحياء ملايين المشاهدين، وصارت منبرا لنشر الألفاظ النابية، الأمر الذي يعد مخالفة صريحة للقوانين والمواثيق الإعلامية، وكذا للشريعة الإسلامية، واعتداء على السكينة العامة التي يتعين أن يتمتع بها المواطن وأسرته لدى مشاهدة البث التليفزيوني.
