شهدت دراما رمضان هذا العام، ظهور ملحوظ لشخصية "الملتحى السلفي" في أكثر من عمل، كان كل منها ملامح مختلفة في الشكل وطريقة التفكير، وإن كان مسلسل "الخواجة عبد القادر" قد خرج من أزمة المعالجة التقليدية التي ظهرت في باقي الأعمال الدرامية في ظهور شخصية الملتحي. المسلسل بدأت أحداثه من الحلقة الأولى تظهر مشهد خروج مجموعة من السلفيين في الفجر، من أجل هدم ضريح الخواجة عبد القادر إلا أن مجموعة من أهل البلد تخرج وتحاول منعهم، لتبدأ الأحداث بسرد "الأستاذ كمال" الذي يجسد دوره الفنان محمود الجندى قصة الخواجة عبد القادر، لنعرف كيف تحول "عبد القادر" من شخص "سكير" لا تفارق زجاجات الخمر يديه طوال الوقت وعندما يقرر الذهاب إلى السودان للعمل هناك يبدأ في الدخول في رحلة التصوف تدريجياً، ويدخل في الاسلام ويبدأ في حفظ القرآن على يد الطفل كمال حتى يصبح إماماً يصلى بالناس. تلك هي الأحداث التي يدور في فلكها مسلسل "الخواجة عبد القادر" والتي تحمل معها رسائل التسامح التي أوصت بها تعاليم الإسلام، في دراما ترصد الماضي بما كان يحمل معه من تفهم وتعقل واحتواء لمن هو ليس على دين الاسلام، وبين الحاضر في ظهور بعض من المتشددين تحت دعوى الإسلام، وإن كان المسلسل نجح في أن يخرج ابن "الأستاذ كمال" الذي يذهب في بداية الأحداث لهدم الضريح من بؤرة التشدد والوقوع تحت أيدي جماعات تحاول ترويده، فحين يبدأ في السماع لقصة "الخواجة" من والده يبدأ في اللين والتعاطف معه تدريجياً. أما الأعمال الأخرى التي تناولت شخصية الملتحي السلفي، ظهروا فيها بشكلهم التقليدي دون معالجة تظهر مدى تسامح الاسلام كالشكل الذى ظهر جلياً في مسلسل "الخواجة عبد القادر". ففي مسسل "فيرتيجو" يظهر شخصية "محمود" الشاب الملتحي الذي يحاول الارتباط بشقيقة "فريدة" التي تجسد دورها هند صبري، حيث إنه يظهر معترضاً على طريقة تعامل "فريدة" مع صديقها ورفيق كفاحها "عمر" والذي ساهم أيضاً في تربية شقيقتها "فوزية". كما تظهر شخصية "أشرف" في مسلسل "باب الخلق"، وهو جار "محفوظ زلطة" الذي يجسد دوره الفنان محمود عبد العزيز، حيث يحاول الجلوس معه هو وأقرانه من الجماعات السلفية والتأثير على أفكاره باعتبارهم يعتقدون أنه شيخ نظراً لأنه ظهر في بداية الأحداث بلحية كبيرة عقب عودته إلى مصر من أحد المعتقلات في الخارج.