وزير التعليم العالي يترأس اجتماع مجلس الجامعات الأهلية    صحة غزة: مرضى السرطان يواجهون حكما بالإعدام البطيء    تعرف على تشكيل الأهلي المتوقع أمام المقاولون العرب    راموس يقترب من نيس ليشكل ثنائياً دفاعياً مع محمد عبد المنعم    طاقم تحكيم مصري يدير مباراة السودان وبوركينا فاسو في كأس الأمم الإفريقية    طقس ليلة رأس السنة.. الأرصاد تحذر المواطنين من الأجواء شديدة البرودة مساء    إبطاء حركة قطارات الخط الأول للمترو لمدة أسبوع    مدبولي: نزور مستشفيات ومراكز صحية أو جامعات ومدارس لنعطي رسالة عن مدى اهتمام الدولة بهذين الملفين    كل ما نعرفه عن محاولة الهجوم على مقر إقامة بوتين    شعبة الذهب عن أسعار المعدن الأصفر في 2026: قد يصل ل 5000 دولار    إحالة سائق إلى محكمة الجنايات في واقعة دهس شاب بالنزهة    حمدي السطوحي: «المواهب الذهبية» ليست مسابقة تقليدية بل منصة للتكامل والتعاون    معبد الكرنك يشهد أولى الجولات الميدانية لملتقى ثقافة وفنون الفتاة والمرأة    محمد يوسف: حسام حسن يثق في إمام عاشور.. وكنت أنتظر مشاركته ضد أنجولا    الصحة: تقديم 3.4 مليون خدمة بالمنشآت الطبية بمطروح خلال 2025    تشيلسي يسعى للعودة إلى الانتصارات في مواجهة بورنموث    الأهلى ينعى حمدى جمعة لاعب الفريق الأسبق بعد صراع مع المرض    نقل مقر مأموريتين للتوثيق والشهر العقاري بمحافظتي القاهرة والوادى الجديد    وزاراتا الدفاع والداخلية تعقدان لقاء لبحث التعاون الأمني تزامنا مع احتفالات العام الميلادي الجديد    فيتو فى عددها الجديد ترصد بالأرقام سفريات وزراء حكومة ابن بطوطة خلال 2025    ضبط بؤر إجرامية لجالبي ومتجري المواد المخدرة بعدة محافظات    محافظة الجيزة تعزز منظومة التعامل مع مياه الأمطار بإنشاء 302 بالوعة    وزيرا التموين والتنمية المحلية يفتتحان معرض مستلزمات الأسرة بالسبتية    جهاز القاهرة الجديدة يوضح حقيقة كسر خط صرف صحي بالتسعين الجنوبي    "تبسيط التاريخ المصري القديم للناشئة" بالعدد الجديد من مجلة مصر المحروسة    فيديو.. متحدث الأوقاف يوضح أهداف برنامج «صحح قراءتك»    تراجع معظم مؤشرات البورصة بمستهل تعاملات الثلاثاء    حازم الجندى: إصلاح الهيئات الاقتصادية يعيد توظيف أصول الدولة    الرعاية الصحية: 25.5 مليار جنيه التكلفة الاستثمارية لمحافظات إقليم الصعيد    الصحة تنفذ المرحلة الأولى من خطة تدريب مسؤولي الإعلام    بنك مصر يخفض أسعار الفائدة على عدد من شهاداته الادخارية    وزير الري يتابع موقف مشروع تأهيل المنشآت المائية    الهلال الأحمر المصري يطلق قافلة زاد العزة ال105 مُحملة بسلال غذائية ومواد طبية وشتوية لدعم غزة    حسام عاشور يكشف سرًا لأول مرة عن مصطفى شوبير والأهلي    رئيس جامعة الجيزة الجديدة: تكلفة مستشفى الجامعة تقدر بنحو 414 مليون دولار    فطيرة موز لذيذة مع كريمة الفانيليا    مساعد وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق: تهديد ترامب لحماس رسالة سياسية أكثر منها عسكرية    اسعار الفاكهه اليوم الثلاثاء 30ديسمبر 2025 فى اسواق المنيا    كامل الوزير: تكثيف جهود التصدى للتهرب الجمركى والممارسات الضارة بالصناعة    وزير الصحة يعلن خطة التأمين الطبي لاحتفالات رأس السنة الميلادية وأعياد الميلاد المجيد 2026    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    «التضامن» تقر توفيق أوضاع جمعيتين في محافظة القاهرة    لهذا السبب| الناشط علاء عبد الفتاح يقدم اعتذار ل بريطانيا "إيه الحكاية!"    تعاني من مرض نفسي.. كشف ملابسات فيديو محاولة انتحار سيدة بالدقهلية    موعد بدء إجازة نصف العام الدراسى لجميع الصفوف    إليسا وتامر وعاشور في أضخم حفلات رأس السنة بالعاصمة الجديدة    القبض على المتهمين بقتل شاب فى المقطم    هدى رمزي: مبقتش أعرف فنانات دلوقتي بسبب عمليات التجميل والبوتوكوس والفيلر    إصابة منصور هندى عضو نقابة المهن الموسيقية فى حادث تصادم    إعلام فلسطيني: طائرات الاحتلال تشن غارات شرقي مخيم المغازي وسط قطاع غزة    بيان ناري من جون إدوارد: وعود الإدارة لا تنفذ.. والزمالك سينهار في أيام قليلة إذا لم نجد الحلول    محافظة القدس: الاحتلال يثبت إخلاء 13 شقة لصالح المستوطنين    الناقدة مها متبولي: الفن شهد تأثيرًا حقيقيًا خلال 2025    في ختام مؤتمر أدباء مصر بالعريش.. وزير الثقافة يعلن إطلاق "بيت السرد" والمنصة الرقمية لأندية الأدب    ترامب يحذّر حماس من «ثمن باهظ» ويؤكد التزام إسرائيل بخطة الهدنة في غزة    ما أهم موانع الشقاء في حياة الإنسان؟.. الشيخ خالد الجندي يجيب    هل تجوز الصلاة خلف موقد النار أو المدفأة الكهربائية؟.. الأزهر للفتوى يجيب    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 29-12-2025 في محافظة الأقصر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخر اخبار مصر اليوم : المهندس حسب الله الكفراوى يعترف : نعم كنت ممثلا للإخوان فى مجلس الوزراء أيام محمد حسنى مبارك.. زياراتى لمكتب الإرشاد كانت علنية بناء على طلب قيادات الجماعة لتقديم المشورة ونصحتهم باستبعاد المتشددين
نشر في أخبار النهاردة يوم 28 - 07 - 2012

كشف المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان والتعمير الأسبق أنه كان ممثل جماعة الإخوان المسلمين فى الحكومة فى ظل نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وقال إنه نصح قيادات الجماعة باستبعاد المتشددين حتى يكون المنهج الخاص بالجماعة والخط العام لعملها واضحا، وأكد الكفراوى خلال حواره ل«اليوم السابع» أنه أعطى صوته للواء أحمد شفيق لأن إسقاطه أسهل من مرسى، مشيراً إلى أن مصر إذا وصلت إلى مرحلة التحرك لإسقاط الرئيس مرسى يمكن أن تتحول إلى نموذج ليبيا أو سوريا أو أفغانستان.
وقال الكفراوى إن الأزمة ليست فى انتماء الرئيس لجماعة الإخوان ولكن الأزمة فى وجود المجموعة المتشددة داخل الجماعة والخارجة عن السيطرة، مشيراً إلى أنه تقدم بمجموعة من النصائح للرئيس كى يبدأ مشاريع قومية كبرى ينطلق منها قطار التنمية فى الجمهورية الثانية، والتى أكد الكفراوى أن سيناء محطتها الأولى، وإلى تفاصيل الحوار..
◄◄فى البداية سألنا الكفراوى ما هو موقفك من محمد مرسى فى إطار تأييدك المعروف لجماعة الإخوان المسلمين؟
- الإخوان محسوبون علىّ وأنا محسوب عليهم من أواخر الأربعينيات منذ أن كنت طالبا وحتى عندما أصبحت وزيرا كنت محامى الإخوان فى مجلس الوزراء فعلاقتى بالجماعة قديمة ومعروفة للجميع، لدرجة أن وزير الداخلية السابق زكى بدر كتب عنى تقريرا أمنيا وأنا وزير وأرسله للرئيس، الذى بدوره سألنى عن المعلومات الواردة فى التقرير، والذى أكدت له كل كلمة وردت فيه ولكن مع إعلان استقالتى، وهذه حادثة شهيرة كشفت مدى الترصد الذى كان أيام مبارك حتى بالنسبة للوزراء واتهامهم بعلاقتهم بالكيانات التى كانت محظورة فى هذا التوقيت.
وقد كنت صديقا لكل قيادات الإخوان وعلى رأسهم عمر التلمسانى وصلاح شادى ومصطفى مشهور ومهدى عاكف.
◄◄ هل هذه الصداقات القديمة هى سبب زيارتك لمكتب الإرشاد؟
- زيارتى لمكتب الإرشاد كانت زيارة علنية الهدف منها تقديم النصح والمشورة لهم بناء على طلب قيادات الجماعة، وبالفعل قابلت المرشد العام محمد بديع وطالبت الجماعة برفض كل من يتطرف، حتى يكون المنهج الخاص بالجماعة والخط العام لعملها واضحا، لأن التطرف يسىء للإسلام نفسه قبل إساءته لجماعة سياسية، فضلا على أن تكون دينية فى المقام الأول.
◄◄ رغم كلامك عن متانة علاقتك بالإخوان إلا أن صوتك كان للفريق أحمد شفيق فى جولة الإعادة.. لماذا؟
- أحمد شفيق ومحمد مرسى كلاهما مر ولكن يوجد مرارة يمكن تداركها، فالفريق أحمد شفيق إسقاطه كان يمكن أن يأخذ ليلة واحدة «شفيق ميخدش غلوة فى إيد الشارع» ولكنى أخاف على مصير مصر فى حالة الوصول إلى مرحلة إسقاط مرسى، ففى هذه الحالة مصر ممكن أن تتحول إلى سوريا أو أفغانستان أو ليبيا جديدة.
◄◄ إذن ما الفرق بين مرسى وشفيق من وجهة نظر حضرتك؟
- عندما نقارن مرسى بشفيق مرسى يكسب فهو أستاذ جامعى ومتعلم فى أمريكا مطلع على العلوم الحديثة والتجربة الديمقراطية فى قبول الآخر، أما شفيق فقد عاش مع نظام فاسد مما يجعل المقارنة بينهما ظالمة، إلا أن مرسى من خلال شخصيته وتعليمه وحياته هو الأفضل، ولكن الخوف ليس من محمد مرسى إنما من الجماعة والمغالين فى التطرف الدينى داخلها وخارجها ممن هم محسوبين على التيار الإسلامى والذين إن أساءوا استخدام السلطة سيسيئون لمصر وللإسلام كله.
◄◄ الأزمة إذن فى محمد مرسى أم فى جماعة الإخوان المسلمين؟
- أعتقد أن الأزمة ليست فى الدكتور محمد مرسى أو كونه ينتمى لجماعة الإخوان المسلمين، المشكلة الحقيقية فى المجموعة المتشددة والمحسوبة على الجماعة فى مصر والتى ما زالت حتى الآن خارج إطار السيطرة لذلك يجب التخلص منها عن طريق الرفض الواضح لوجودها فى التنظيم.
◄◄ بهذا الطرح هل بعد بضعة سنوات سنكون أمام مشكلة تشبه أزمة مبارك فى أن مبارك كان «حد كويس» والأزمة فيمن كانوا حوله؟
- لا أعتقد، فالجماعة ليست بهذا الغباء نحن أمام جماعة سياسية فى المقام الأول أعتقد أنها ستلعب سياسة مع مرسى نفسه ولن تحرقه فى الشارع على الأقل فى بداية فترة حكمه، أما فيما يتعلق بمبارك «فقد كان فعلا كويس والمشكلة كانت فيمن حوله ولم يجد من يقومه».
وعشمى فى الله أن يحمى محمد مرسى من أصدقائه أكثر من خصومه.
◄◄ لماذا اعتذرت للمشير يوم أداء محمد مرسى اليمين الدستورية فى جامعة القاهرة؟
- عندما هتف الشباب يسقط يسقط حكم العسكر «قلبى وجعنى» فما حدث يوم أداء اليمين الدستورية بجامعة القاهرة إساءة شديدة فى يوم وفى فيه المجلس العسكرى بتسليم السلطة، وقد حدث يوم 30 يونيو بالفعل، فلماذا يهتف شباب الثورة الموجودون فى قاعة الجامعة يسقط يسقط حكم العسكر، فكان يجب علىّ تقديم اعتذار ولو رمزيا للمشير حسين طنطاوى، لهذا قبلت رأسه وهو صديقى وأيضاً الفريق سامى عنان الذى تبادلت العناق معه فى يوم تاريخى فى حياة مصر يوم تسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب، بعد أن كنا تشككنا جميعا فى نية المجلس العسكرى لتسليمها.
◄◄ من أهم الشباب الذين هتفوا ضد العسكر كان «وائل غنيم» وأعتقد أنك من المعجبين به؟
- أنا رشحت وائل غنيم وزيرا للاتصالات لعصام شرف وقت تشكيله للحكومة ولكنه خيب أملى فيه بهذا الهتاف.
◄◄ ولكنك فضلت الجلوس بالقرب من قيادات الجماعة؟
- ضاحكا.. إنها الصدفة ولكنى تبادلت العناق مع أصدقائى مهدى عاكف ومحمد بديع والعديد من الرموز والقوى الوطنية الأخرى اليمنية واليسارية وليس الإخوان فقط.
◄◄ ما هو تقييمك لخطابات مرسى؟
- جميع الخطابات فى التحرير والمحكمة الدستورية وجامعة القاهرة خطابات راقية جداً تنظر إلى المستقبل، وتبعث برسائل طمأنة لتطمئن الجميع، وعندما نسى مرسى بعض الفئات فى الخطاب الأول فى التحرير تدارك الخطأ بل وتأسف، وهذه سمات جديدة لم يعرفها كرسى الحاكم فى مصر أن يقول الرئيس «سامحونى» مما يدل على خلق رفيع ويجب علينا أن نبعد عنه ساقط القول والفعل.
ولكن من المآخذ الأساسية أنه لم يوضح كيفية عودة مجلس الشعب والشورى، بالإضافة إلى غموض موقفه من الإعلان الدستورى وأنه نسى الدول الأفريقية والتى يجب أن يبدأ منها إعادة العمق المصرى الأفريقى بما يضمن سلامة مياه النيل لقرون من بعده، خاصة بعد أن دمرها مبارك عن عمد لا نعرف أسبابه حتى الآن.
◄◄ ما هى خطوة البداية من وجهة نظرك لعودة مصر إلى أفريقيا مرة أخرى؟
- زيارة مرسى للإثيوبيا بداية حقيقية على أرض الواقع بالإضافة إلى مشروع ممر التنمية والذى يجب أن ينفذه محمد مرسى فهو مشروع طموح يمتد من حلفا شمالا حتى جنوب أفريقيا، فيجب عليه استعادة هذا المشروع ومد جسوره مرة أخرى، بالإضافة إلى العمل على تدعيم قطاعات بعينها فى أفريقيا من خلال التنمية الخدمية والاجتماعية والتى ستعمل على توثيق العلاقات المصرية الأفريقية من جديد وعلى رأسها دور الأزهر الشريف والخدمات الصحية والفنون الشعبية.
◄◄ هل أعطى مرسى المجلس العسكرى حقه من التقدير؟
- الدكتور محمد مرسى كان لازم يضرب تعظيم سلام للمجلس العسكرى وكلامه عن المجلس كان لابد أن يقال خاصة فى يوم وفاء المجلس العسكرى بتسليم السلطة لرئيس مدنى منتخب عكس توقعات الكثير بنيته فى الاستحواذ على السلطة، ولكن الرئيس يحتاج إلى مبادرة حقيقية من خلال مد يده لكل فئات المجتمع، ليكون فعليا رئيسا لكل المصريين من خلال وفاق وطنى يتماشى مع خطط التنمية.
◄◄ ما هى خريطة الطريقة التنموية من وجهة نظرك التى يمكن أن يبدأ منها الرئيس محمد مرسى فى رسم ملامح بداية الطريق الصحيح؟
- علينا فى هذه الفترة الحرجة خاصة فى ال100 يوم الأولى تقديم النصحية الكاملة للرئيس، خاصة أن أمامه تحديا كبيرا فى المشروعات الكبيرة والتى أعتقد سهولة تنفيذها وفق القانون والحد الأقصى من الشفافية، والذى من الممكن أن يحدث نجاحا فى وقت واحد بدون أى أعباء مالية على البلد وأقصد هنا 4 مشروعات أساسية يجب أن يبدأ منهم الرئيس.
◄◄ ما هى هذه المشروعات؟
- هو مشروع تنمية قناة السويس من الزعفرانة جنوبا وحتى بورسعيد شمالا على الضفتين، يجب إنشاء منطقة صناعة تجارية سياحية خدمية حرة فى المقام الأول، وهذا مشروع عملاق سيفتح باب العمل أمام عشرات الآلاف من الشباب عبر تنمية حقيقية وليست استهلاكية كما يحدث حاليا.
أما المشروع الثانى فهو زراعة 400 ألف فدان فى سيناء تحديدا فى القطاع الأوسط من الإسماعلية جنوبا وحتى سهل الطين شمالا، على أن تكون ترعة الإسماعيلية هى المغذى الأساسى وليست ترعة السلام، والتى تعتبر من أهم النكبات الحديثة على مصر مع ضرورة استثمار المواد الطبيعية التى تتمتع بها هذه المنطقة من فحم ورخام ورمال بيضاء والتى من الممكن أن تقوم عليها صناعات رهيبة، كما يمكن استغلال التربة بأنوعها واستثمار المياه الجوفية فى عملية الزراعة فى سيناء والتى من الممكن أن تخلق بعدا جديدا للتنمية.
◄◄ وما هو المشروع الثالث؟
- هو استثمار المناطق السياحية فى الساحل الشمالى السيناوى فسيناء هى البداية الحقيقية لأى مشروع تنموى فى مصر يمكن استغلال جميع مواردها من خلال خطة متكاملة لتنمية سيناء، والتى يجب أن يبدأ منها، فغلطة النظام السابق أنه نفذ مخططات إسرائيل فى إهمال سيناء ويجب أن يبدأ انطلاق قطار التنمية منها مع أول رئيس منتخب بعد ثورة 25 يناير.
◄◄ كيف؟
- فى الساحل السيناوى قرابة 3 ملايين فدان صالحة للزراعة منهم مليون فدان يمكن زارعتها من الغد، ولكن المشكلة فى الفساد الذى زرعه النظام فى هذه القطعة الغالية من جسد مصر، فقد تم توزيع الأراضى ببلاش على الحيتان من رجال الأعمال والتى يجب أن تسترد ويسود القانون، ويتم توزيعها بشكل عادل وبمنتهى الشفافية بما يضمن ضخ استثمارات حقيقية فى سيناء، فالبنية الأساسية موجودة، ولكن تم الاستحواذ عليها بالحرام، فالفساد هو السبب الأساسى فى ضياع سيناء ولكن عندما يسود القانون والشفافية أتوقع بداية جيدة لمشروع تنموى حقيقى فى عهد محمد مرسى، وهناك مشروع رابع مهم جدا هو تنمية بحيرة السد العالى، والتى يمكن أن تفتح شريانا تنمويا حقيقيا فى الصعيد وتعيد الربط التاريخى بين مصر والسودان مرة أخرى.
◄◄ ولكن نحن بهذا الطرح أمام مشاريع تنموية ضخمة تحتاج إلى دراسات كبرى لتنفيذها وأعتقد أن الوقت محدود؟
- جميع الدراسات التى تحتاجها مثل هذه المشروعات متاحة وموجودة فى أدراج الحكومات السابقة فهى تحتاج إلى من يقوم بعملية الإحياء فقط، فنحن دولة مؤسسات وأمام مشروعات ستمول نفسها بنفسها وستحقق الأمن القومى والعدالة الاجتماعية فى نفس الوقت.
فلدينا مخطط على سبيل المثال لجميع محافظات مصر يوضح الأراضى الزراعية التى يمكن استغلالها فى كل محافظة بما فى ذلك الظهير الصحراوى فى كل منها، فالدراسات والخطط موجودة الأهم منها هو التنفيذ، والذى يحتاج إلى شخص يؤمن بالفكرة ويقوم بنقطة انطلاق جيدة.
◄◄ هذا بالنسبة للمشروعات التنموية والتى تستغرق وقتا طويلا حتى تتم، فما هو أول ملف جماهيرى تنصح مرسى بفتحه فى ال100 يوم الأولى؟
- من أهم الملفات الجماهيرية والتى سيكون لها صدى واسع فى أول 100 يوم فتح ملفات إسكان محدودى ومتوسطى الدخل من خلال المشاريع القومية للإسكان، والتى تعتمد على بنية تحتية موجودة بالفعل وعلى الرئيس إعادة استخدامها فقط وتطهيرها من القيادات الفاسدة وإعادة تدويرها مرة أخرى لدفع ملف الإسكان القومى إلى الأمام، فالحكومة ليست مهمتها بناء «منتجعات سكانية فاخرة» كما كان يحدث فى عصر مبارك ولكن عليها الاهتمام بإسكان الشعب وأبنائه تحت شعار «إسكان الغلابة أولاً» وأيضاً تهتم بالعلاقة بين المالك والمستأجر لحل أزمة الإيجار القديم والذى يبدأ من وجهة نظرى من تطهير قوانين الإيجارات والتى تعيد صياغة العلاقة بين المالك والمستأجر على أسس اجتماعية ومالية عادلة.
◄◄ من أهم المبادرات التى أطلقها الرئيس خلال ال100 يوم حل أزمة المرور، كيف يمكن القضاء على هذه الأزمة خاصة فى ظل تفاقمها فى القاهرة الكبرى؟
- أزمة المرور أزمة تاريخية فى مصر أساسها التخطيط الخاطئ ولكن يجب على محمد مرسى حلها، والذى يبدأ بالتعاون مع أجهزة الدولة التنفيذية ولكن أقول له أهتم بالنقل الداخلى بوصفه أهم ما يتصل بحياة الناس وتحركاتهم اليومية، خاصة أنه يوجد خطة كاملة للتطوير منظومة النقل الداخلى كلها، يمكن أن يستفيد الرئيس بها تشمل السكة الحديد والأوتوبيس العام والترام والمترو وعليه أن يبدأ بالسكة الحديد والتى يوجد لها ملف تطوير كامل منذ أن كنت وزيرا.
◄◄ ما هى المقومات الأساسية للانطلاق بهذه المشروعات التنموية الكبرى؟
- الأمن كلمة السر التى مازالت فى يد وزارة الداخلية والتى يجب أن يعرفها الرئيس محمد مرسى سريعا، فعندما يستقر الأمن فى البلد سيبدأ المناخ فى التحسن لبدء جميع المشاريع الكبرى، والتى ستدفع مصر إلى الأمام ولكن على الرئيس معرفة جميع مفاتيح التعاون مع الأجهزة الأمنية ليستعين بالعناصر الجيدة منها فى عودة الطمأنينة والتى تعتبر بداية دفع عجلة التنمية، هذا بالإضافة إلى البحث عن موارد حقيقية تقوم عليها هذه المشروعات التنموية الكبرى بشرط أن تكون مصادر التمويل علنية وبمنتهى الشفافية.
◄◄تحدثت عن مصادر التمويل والفلوس تحديدا.. ألا ترى أن الدكتور محمد مرسى ورث تركة ثقيلة فيما يتعلق بالفساد المالى؟
- أظن أن الدكتور محمد مرسى لن يقلب فى الدفاتر القديمة خاصة ملفات مثل ملف ديون مصر وتجارة السلاح، فهى ملفات مستهلكة والكل يعرف من المتورط فيها، فعليه أن ينظر إلى الأمام بشرط تعقب جذور الفساد وعلى رأسها وأهمها ملف الخصخصة، فما حدث فى آخر 15 سنة فى مصر إجرام ممنهج لذلك عليه فتح ملفات الخصخصة والأراضى والاحتكار والتى يجب أن يكون فيها محاسبة واضحة وشفافة.
◄◄ ما أهم ملف من وجهة نظرك يجب أن يبدأ به مرسى؟
- أظن أن مشروع توشكى هو الأخطر على الإطلاق رغم أن كلامى من الممكن أن يغضب الدكتور كمال الجنزورى، الذى ترك الساحل السيناوى بموارده وتوجه إلى توشكى، والتى يتكلف زراعة الفدان فيها 5 أضعاف ما كان سيستهلكه الساحل.
◄◄ بالحديث عن الدكتور كمال الجنزورى ما هو تقييمك لأداء حكومته؟
- الجنزورى صعبان علىّ جدا فهو يعمل فى ظروف غير مسبوقة، وتحمل الأذى والتطاول ولكنه غلب المصلحة العامة على جميع الأمور الشخصية، وتحمل فى صبر ما لم يتحمله أحد فكمال الجنزورى كتر ألف خيره شاف أيام عمره ما شافها فى ال6 شهور الماضية.
◄◄ وما هو تقييمك لعصام شرف؟
- كمال الجنزورى محارب أما عصام شرف فهو دبلوماسى سياسى مهذب رقيق وراقى وكان يناسب مرحلة ما بعد الثورة والتى كانت تحتاج إلى رئيس وزراء حالم ثورى.
ولكن السيدة التى تعتبر المرأة الحديدة فى حكومات ما بعد الثورة هى الوزيرة السفيرة فايزة أبوالنجا، التى أرسلت لها قبلة فهى سيدة ونموذج لن يتكرر لديها شجاعة وقوة، وتواجه الأزمات بجدية ولم تفر من المعركة بل وأثبتت نجاحها بالفعل.
◄◄ ولكن فايزة أبوالنجا عليها مأخذ أنها كانت من سيدات سوزان مبارك؟
- لم يحدث إطلاقا فهى لم تكن من أدوات سوزان مبارك ولم تشترك معها فى الفساد وهذه شهادة حق يجب أن قولها، فالسفيرة فايزة أبوالنجا تعمل لكفاءتها وقدراتها على المواجهة وليس كل من كان يعمل أيام مبارك كان مشاركا فى الفساد، وفساد رأس النظام أجبر الناس على التعامل معه والعمل لخدمة البلاد بأى صورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.