قالت وزارة الداخلية السعودية: إن الشرطة اعتقلت رجل دين شيعيًا بارزًا مطلوبًا بتهمة "إثارة الفتنة" بالمنطقة الشرقية بالمملكة في وقت متأخر من مساء الأحد بعد أن أصابته بالنار في الساق خلال تبادل لإطلاق النار. وقال ناشطون: إن أنباء اعتقال الشيخ نمر النمر أدت إلى إندلاع مظاهرات في منطقة القطيف التي تقطنها أغلبية من الشيعة في المنطقة الشرقية، التي كانت بؤرة احتجاجات تزعم تعرض الشيعة للتمييز، وحيث ينظر إلى رجل الدين على أنه من الراديكاليين البارزين. وذكر ناشطون شيعة ومواقع على الإنترنت أن شخصين على الأقل قتلا في الاحتجاجات، ولكن لم يرد تأكيد مستقل لذلك، ولم يتسن الاتصال على الفور بمتحدث باسم الحكومة للتعليق. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن متحدث باسم وزارة الداخلية قوله إنه عندما "حاول المذكور ومن معه مقاومة رجال الأمن ومبادرته لهم بإطلاق النار والاصطدام بإحدى الدوريات الأمنية أثناء محاولته الهرب، فقد تم التعامل معه بما يقتضيه الموقف والرد عليه بالمثل والقبض عليه بعد إصابته في فخده". وقال المتحدث إنه تم نقل نمر إلى المستشفى. وأضاف أنه متهم بإثارة الفتنة. وقال توفيق السيف وهو زعيم محلي شيعي إن أنباء اعتقال نمر أثارت احتجاجات في قرية العوامية بمنطقة القطيف. وقال ناشط في عوامية إنه شاهد مسيرة احتجاجية لآلاف الأشخاص وأنه رأى 20 مصابًا في اشتباك مع شرطة مكافحة الشغب. ونشر ناشطون من المنطقة الشرقية التي يتركز فيها الشيعة صورًا على الإنترنت للشيخ نمر في عربة. وكانت عليه ملاءة بيضاء بها بقع من الدماء. وقال محمد النمر، شقيق الشيخ نمر: إن الشرطة اعتقلت رجل الدين اثناء عودته بسيارته من مزرعة إلى منزله في القطيف. وأضاف أن الشرطة أخذته من سيارته وشوهدت بقع دماء قرب السيارة. وقال محمد: إن شقيقه كان مطلوبًا من قبل وزارة الداخلية منذ شهرين بسبب آرائه السياسية. وتابع أنه تبنى في الأشهر الأخيرة كثيرًا من قضايا الشيعة وعبر عن آرائه بشأنها مطالبا بحقوقهم. وذكر محمد النمر أن الشيخ نمر احتجز من قبل عدة أيام عامي 2004 و2006. وطبقا لبرقيتين دبلوماسيتين نشرهما موقع ويكيليكس فقد وصف دبلوماسي امريكي التقى مع النمر في أغسطس اب عام 2008 بأنه شخصية من الدرجة الثانية في الحياة السياسية الشيعية ولكنه شخص كانت شعبيته آخذة في التزايد. وقالت البرقيتان إنه ألقى خطبة في يناير 2008 دعت إلى إنشاء"جبهة معارضة ورعة". ويشكو الشيعة في السعودية من التمييز. ويقولون إنهم يواجهون صعوبات كبيرة في الحصول على وظائف حكومية أو أماكن بالجامعات وأن مناطقهم تعاني من ضعف الاستثمارات وأن دور عبادتهم غالبا ما يتم إغلاقها، وتنفي الحكومة الاتهامات بالتمييز.