تباينت ردود فعل عدد من قياديى الإخوان السابقين والحاليين حول خطاب الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى؛ وبينما اعتبرت قيادات إخوانية سابقة أن «مرسى» أخطأ عندما قصر جهاد مصر على جهاد الإخوان فقط بذكره لفترة العشرينيات من القرن الماضى، وأن نزعته الإخوانية بدت واضحة فى خطابه، رأت قيادات حالية بالجماعة أن «مرسى» لم يذكر الإخوان نهائياً فى خطابه. قال سيف الإسلام البنا، عضو شورى الإخوان، ونجل الإمام حسن البنا، مؤسس الجماعة، إن الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى كان يقصد والده، والشهيد عبدالقادر عودة، فى حديثه عن شهداء الدعوة فى العشرينيات، والشيخ سيد قطب، فى فترة الستينيات، الذى أعدمه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وأوضح: «الخطاب ليس فيه دليل على أن مصر ستكون دولة دينية». ورأى الدكتور ثروت الخرباوى، القيادى السابق بجماعة الإخوان، أن انتماء مرسى الإخوانى غلب على الخطاب، بتحدثه عن جهاد الشعب المصرى فى العشرينات، إشارة منه إلى جهاد الإخوان، وقال: «لم يكن موفقاً فى هذه الجزئية؛ لأن الشعب كله جاهد؛ فلم يذكر ثورة 19، أو جهاد المصريين فيها، وكأن تاريخ مصر الحديث اقتصر على جهاد الإخوان فقط، وذكر تاريخ الجماعة بدءاً من العشرينات ثم الثلاثينات والأربعينات، وصولاً إلى الستينات، وما أدراك ما الستينات، واضطهاد الإخوان فى عهد عبدالناصر». وأضاف: «ظهر فى خطابه وكأنه يتحدث لجماعة الإخوان، على الرغم من حرصه فى خطابه على توضيح أنه يتحدث لكل الفئات، فإن نزعته الإخوانية غلبته، وكأن جهاد مصر كله تلخص فى جهاد الإخوان، الذى كان من أجل مشروعهم وليس لمصلحة مصر»، وأشار إلى توقف «مرسى» فى خطابه عند عبارة «كونوا إخواناً» ثم قوله: «مصريين»، وأوضح أن تلك العبارة موجودة فى خطب المشاهير من الإخوان فيقولون «كونوا إخواناً مسلمين»، ما يعنى أنهم يسيرون على درب «الجماعة» منذ البداية. وقال إن الخطاب كان عفوياً، وسعى مرسى فيه إلى توضيح أنه رئيس لكل المصريين، فوزّع عبارات الشكر على طوائف الشعب، مسلمين ومسيحيين، وأضاف: «لم يخلُ الخطاب من لمحة تحدٍّ للمجلس العسكرى، ورسالة شديدة اللهجة، فيما يتعلق بالصلاحيات والمحكمة الدستورية العليا التى قضت بحل البرلمان عندما ذكر مجلس الشعب والنواب مرتين، وتأكيده أن الشعب من يعطى الصلاحيات». وأشار إلى أن «مرسى» حاول أن يخرج من نطاق الرئيس الموظف إلى الرئيس الزعيم لأنه يرى أن هذه الصورة تعطيه قوة فى مواجهة «العسكر» لذلك كان خطابه حماسياً خالياً من الأفكار. ورأى هيثم أبوخليل، القيادى الإخوانى السابق، أن مرسى يلزمه الوقت حتى يخرج من خلفيته الإسلامية والتزام بالجماعة، وطالبه بالأفعال مثل الإفراج عن المعتقلين عسكرياً، وإلغاء الإعلان الدستورى المكمل، والحصول على كامل صلاحياته. وقال المهندس على عبدالفتاح، القيادى بجماعة الإخوان: «الخطاب تبنى أهداف الثورة بتأكيده على أن الشرعية للشعب وليست لأية مؤسسة أخرى»، واستبعد حدوث صدام بين الرئيس والمجلس العسكرى بعد الخطاب؛ لأنه واعٍ ويعرف جيداً ما يقوله، حسب قوله. واعترض على ما اعتبره البعض أن خطاب «مرسى» تحدث فيه عن دعوة الإخوان، قائلاً: «لم يذكر أسماء؛ فضلاً عن أن فترة العشرينات تضمنت وجود حزب الوفد وليس نشأة جماعة الإخوان فقط»، وأضاف أن ذكره «كونوا إخواناً» مستمدة من القرآن الكريم، وليس كما يقال إن «إخواناً» يقصد بهم «الإخوان المسلمين».