قراءتى للقاء اليوم من الوارد أن تصيب أو تخطئ، لأننى أتحدث باسم وبعقل اثنين من أفضل المدربين فى العالم، الأول هو ديل بوسكى بطل العالم الحالى، والآخر برانديللى المدرب الذى غير وجه الكرة الإيطالية بشكل وأسلوب راق بهر العالم.. المباراة النهائية لها أسلوب خاص لكل مدرب، فمجرد الوصول إلى النهائى يعنى أنك فعلا الأفضل من كل الجوانب. أحيانا يدخل فيها عامل الحظ، وفى تصورى الشخصى الفريقان يستحقان أن يكونا طرفى النهائى من حيث الشكل والمضمون والأسلوب والاستفادة من كل العناصر المتاحة، من قبل كل مدير فنى للمنتخب المتأهل لاقتناص الأميرة الأوروبية. إيطاليا حتى الآن برانديللى محتار، هل يعود إلى 3-5-2 والعودة إلى ثلاثى دفاعى قوى وممتاز ومنسجم ومتقدم للوسط لوقف الإسبان من البداية، قبل الدخول فى منطقة الخطورة مع اعتماد المدافع الأيمن كورقة زائدة فى الملعب تتحرك فى الجانب الأيمن أولا كنواحٍ هجومية، يستغل فيها دخول إنيستا إلى العمق وعدم الاهتمام بالدفاع، وأيضا خماسى وسط متراصين مع بعض كأسنان المشط، كما يطلق عليها كرويا متلاحمين قريبين يجيدون الضغط من على الدائرة والتوزيع السريع فى القلب لرأسى الحربة، بالإضافة إلى قمة التقارب فى الخطوط خصوصا الوسط والدفاع حتى لا يعطى إسبانيا ميزة من مميزاتهم، وفيها أيضا ميزة معينة وهى العودة البسيطة لبيرلو، ولو على الأقل مترين للخلف لصانع اللعب والتمرير للاعبين، الأول كاسانو يتمتع بمهارة عالية، والثانى أصبح حاليا أحد أفضل اللاعبين فى أوروبا ووصل سعره إلى 50 مليون يورو.. ماريو بالوتيللى.. وفى عقل برانديللى طريقة أو أسلوب آخر أشاد به كل العالم مؤخرا فى النواحى الهجومية، التى أذهلت المتابعين وهى غير معتادة على الفكر الإيطالى فى النواحى الهجومية.. 4-3-1-2 وهى طريقة فيها تحرر كبير جدا لطرفى الملعب هجوميا ودفاعيا، وأيضا ثلاثى الوسط يتحملون كل نقاط المباراة فى التحول من الدفاع إلى الهجوم والعكس وأيضا اعتماد أحد لاعبى الخط الأمامى كوسط ملعب، لتتحول إلى 4-4-1-1 بمعنى يكون هناك أكثر من تسعة لاعبين فى الوسط الدفاعى للتحكم فى رتم اللقاء، مع الاعتماد أن هناك رأسى حربة يلعبان على الضغط الأمامى على الرباعى الدفاعى، وأيضا فيها جانب تأمينى من البداية على طرفى الملعب من الوسط حتى لا يترك الفرصة المنافس اللعب على الأطراف وخلق مشكلات لقلبى الدفاع.. وأعتقد أن برانديللى نجح بالتدرج بالمستوى إلى أعلى، وبالتحديد هو أفضل فريق بداية من دور الثمانية بجانب البرتغال، والدليل على ذلك بعض الأرقام التى توضح مدى قوة وجماعية وعزيمة الطليان، والتغير العالى فى فكر لاعب الكرة هجوميا أكثر منها دفاعيا: أولا إيطاليا المعدل التهديفى زاد بشكل كبير بعد بداية الدور الأول من قبل رأسى الحربة، وهذه كانت مشكلة سابقة للطليان كانت هناك أزمة ثقة للمهاجمين. ثانيا الفريق تطور كثيرا على المستوى الدفاعى بثلاثى اليوفى القوى أصحاب الانسجام الأعلى فى البطولة، من خلال ثلاثة لقاءات هدف واحد، وهذه أهم نقاط المنتخب الإيطالى، فإذا أردت أن تحقق لقبا لا بد أن تمتلك خط دفاع قويا، والدليل على هذا مانشينى مع المان سيتى أقوى خط دفاع، وأنطونيو كوينتى مع اليوفى أقوى خط دفاع فى أوروبا، هذه هى عقلية الطليان ولكن تم تطويرها من قبل براندلى بشكل هجومى هرمى قاعدته من فوق ورأسه من الخلف، ولكنها متعددة لمواهب بيرلو، مونتليفو، دى دروسى، وأيضا ماركيزيو، وبذلك الطليان مختلفون فى المباريات الأخيرة.. إيطاليا تحتاج إلى درجة تركيز عال، تحتاج إلى هدف من بداية اللقاء حتى يتخلى الإسبان عن قوتهم الذهنية. ثالثا الضغط على الخط الأخير قلبى الدفاع حتى لا يتم التمرير الكثير الذى من الممكن أن يرهق الطليان ذهنيا. رابعا غلق العمق آجلا أم عاجلا، حتى لا يستفيد الإسبان من أخطر سلاح لديهم، إسبانيا أول شىء يفكر فيه ديل بوسكى حاليا، هو ليس الفريق المنافس ولا قوته ولا عزيمته، ولكن هى غياب لاعب مثل دافيد سيلفا، هو ليس فى أفضل مستواه ولكنه لاعب يجيد تنفيذ نفس الماكنيزم الخاص بالتحضير والتمرير والمحطة فى أجزاء كثيرة جدا، خصوصا عندما يكون معطلا فله ترس آخر من تروس الماكينات الإسبانية، التى تدور طوال 90 دقيقة دون توقف، والسبب معروف وهو المهارة فى اللمسة الواحدة، التى يتقنها بشكل رائع الطريقة الكاتالونية، وأعتقد أن البديل متوافر ولكن ليس بنفس الأسلوب الانتظار والتحكم وامتلاك الكرة، وهذا ما يطلبه ديل بوسكى فى معظم مبارياته، وفى اعتقادى هناك ثلاثة تبديلات الأول هو بيدرو والثانى هو فيرناندو توريس مع وجود فابريجاس وأيضا هناك ورقة ممتازة لم تشترك حتى الآن هو خوان ماتا ممكن أن يكون هو مفاجأة اللقاء.. ديل بوسكى لديه فلسفة فى التعامل مع الخط الأمامى الوحيد فى العالم الذى لعب دون رأس حربة عدا برشلونة، ولكن الأخير لديها ليونيل ميسى ولذلك هو الوحيد الذى يلعب بستة لاعبين لديهم إمكانيات دفاعية وهجومية بأكثر من 6 لاعبين فى مربع صغير جدا لا يتعدى 20 مترا أمام خط الدفاع، يساعدهم على ذلك مهارة التحكم واللمسة الواحدة، والتحرك بشكل مستمر وتوسيع وتضييق الملعب حسبما يرى لاعبو الوسط، الضغط على حارس المرمى التحضير إذا أرادوا، كلها معطيات تجعلك تشعر أن إسبانيا قادرة على إحراز هدف فى أى وقت. آخر ما ذكرته كان أولا، أما ثانيا فهى 1-4-1-4، وأعتقد أنها فشلت كثيرا، أما الضغط البرتغالى أرانا الإسبان كأنهم نشاز فى الملعب على عكس العادة النغم والتناغم وانسيابية عالية جدا، ولذلك تم تعديله فى آخر الشوط الثانى، ولذلك أعتقد أن ديل بوسكى سيلعب على الوجود المكثف فى الوسط والهجوم والضغط على بيرلو، ودى روسى وماركيزيو، أعتقد أنهم الشغل الشاغل لديل بوسكى مؤخرا، ثالثا إسبانيا تأثرت كثيرا فى الفترة الأخيرة وتحديدا فى آخر ثلاثة لقاءات فى النواحى الهجومية، والسبب التعديل فى الأسلوب للمدرب أثر على القوة الهجومية، والدليل أن إسبانيا أحرزت هدفين فى آخر لقاءاتها.. إسبانيا المطلوب منها اللعب على الجبهة اليسرى أكثر لإيطاليا، وأعتقد أن هذا هو فكر الإسبان، ثانيا تهدئة رتم المباراة لصالح الفريق، كمجموعة، ثالثا رقابة بيرلو وعدم إعطائه الفرصة للتحرك والتمويل، رابعا لا بد من التحكم فى الكرة لأكثر وقت ممكن حتى يرهق الطليان نفسيا وذهنيا. التشكيل المتوقع: إيطاليا: 4-3-1-2 بوفون لحراسة المرمى، كلينى وبونتوتشى وبارزليا وبارزلتى لخط الدفاع، دى روسى وبيرلو وماركزيو ومونتليفو لخط الوسط، بالوتيللى وكاسانو لخط الهجوم. إسبانيا: 4-6 كاسياس لحراسة المرمى،جوردى ألبا وراموس وبيكيه وأربيلوا لخط الدفاع، بوسكتس وألونسو وهيرنانديز وإنيستا وفابريجاس وخوان ماتا لخط الهجوم.