رفعت فياض يكتب: نصيحتي لكل الناجحين في الثانوية العامة.. لا تلتحق بأي كلية استخسارًا للمجموع أو على غير رغبتك    على رأسها البتكوين، انخفاض أسعار العملات المشفرة اليوم الجمعة    الديكتاتور!    أخبار الرياضة اليوم: الأهلي يكتسح البنزرتي التونسي بخماسية.. الزمالك يسقط بهدف أمام وادي دجلة.. أحمد عبد القادر يرفض عرضا أجنبيا جديدا لهذا السبب    فوت ميركاتو: سعود عبد الحميد إلى تولوز الفرنسي    البدري يتصدر.. أهلي طرابلس ينتصر في بداية مرحلة سداسي تتويج الدوري الليبي وخسارة كهربا    "ناصر" يلحق بأبنائه الستة بالمنيا.. وقبر العائلة يُفتح للمرة السابعة في 14 يومًا    فيديو وصور- الجمهور يحاصر أمير كرارة وهنا الزاهد بالعرض الخاص لفيلم "الشاطر" في دبي    وزير الخارجية يفتتح مصنع «سيلتال» المصري لإنتاج الأجهزة الكهربائية في السنغال    محافظ قنا يزور أديرة نقادة استعدادًا لانطلاق مهرجان الحرف التراثية    خارجية فلسطين تثمن دور مصر الداعم لحقوق الشعب الفلسطينى    «الخطيب هو إللي عمل كدة».. نقاش حاد على الهواء بين إكرامي وأحمد سليمان    التحالف الوطني: جاهزون لاستئناف قوافل دعم الأشقاء في غزة فور عودة حركة المعابر لطبيعتها    زيلينسكي: أوكرانيا بحاجة إلى مزيد من التمويل لمواصلة الحرب ضد روسيا    وزير الأوقاف: الحشيش حرام كحرمة الخمر سواء بسواء.. والادعاء بحِلِّه خطأ فادح    يسرى جبر: حديث السقاية يكشف عن تكريم المرأة وإثبات حقها فى التصرف ببيتها    وكيل وزارة الصحة بالإسكندرية يتابع جهود الفرق الطبية باحتفالات العيد القومي    علاقة التوتر بارتفاع ضغط الدم وتأثيره على صحة القلب    لدمج ذوي الهمم في سوق العمل| فرص جديدة بمنشآت القطاع الخاص في الإسكندرية    أحمد سعد ل علياء بسيوني: «كل سنة وانتي فاكهة حياتي» | شاهد    الشيوخ اختبار الأحزاب    «الجوز» ومرض السكري.. وجبة مثالية بفوائد عديدة    حدث في 8ساعات| دخول 161 شاحنة مساعدات لقطاع غزة.. وموعد انكسار الموجة شديدة الحرارة    بالأسماء.. إصابة 8 عمال زراعيين في انقلاب سيارة على صحراوي البحيرة    عالم أزهري: خمس فرص ثمينة لا تعوض ونصائح للشباب لبناء المستقبل    ترامب: لم نركز على اتفاقية تجارية مع كندا    ضبط مواد غذائية غير صالحة وسجائر مجهولة ودقيق مهرب بالإسكندرية    برلماني: الدولة المصرية تُدرك التحديات التي تواجهها وتتعامل معها بحكمة    رددها الآن.. أفضل أدعية لاستقبال شهر صفر 1447 هجريًا    ترامب: أُفضل الدولار القوي رغم فوائد انخفاضه لقطاع التصنيع    أنوشكا: تخوفت من فارق السن مع كريم فهمي في «وتقابل حبيب» (فيديو)    «ابتدينا» لعمرو دياب يواصل اكتساح منصات الموسيقى العربية    أسعار حديد التسليح مساء اليوم الجمعة 25 يوليو 2025    «كونغرس العربية والصناعات الإبداعية» يعقد فعالياته في أبوظبي    مهرجان البحرين السينمائي يكشف عن هويته الجديدة ويستعد لدورة خامسة تحت شعار قصص عظيمة    معهد بحوث تكنولوجيا الأغذية يواصل جهودة لدعم التصنيع الغذائي في مصر    جيسوس يوجه رسالة إلى جماهير النصر    الجيش اللبناني يُشارك في إخماد حرائق بقبرص    نيابة باب شرقي تطلب تحريات اتهام شخص بهتك عرض طفل في الإسكندرية    ثلاثي وادي دجلة إلى نصف نهائي بطولة العالم لناشئي الاسكواش    وزير الاستثمار والتجارة الخارجية يلتقي مسؤولي 4 شركات يابانية لاستعراض مشروعاتها وخططها الاستثمارية بالسوق المصري    برنامج تأهيلي مكثف لنجم الهلال السعودي    محافظ الجيزة يوجه بضبط «الاسكوتر الكهربائي للأطفال» من الشوارع    عامل يقتل زوجته ويدفنها خلف المنزل تحت طبقة أسمنتية بالبحيرة    نائب وزير الخارجية الإيراني: أجرينا نقاشا جادا وصريحا ومفصلا مع "الترويكا الأوروبية"    باستقبال حافل من الأهالي: علماء الأوقاف يفتتحون مسجدين بالفيوم    «100 يوم صحة» تقدّم 14.5 مليون خدمة طبية مجانية خلال 9 أيام    أسعار الأرز في الأسواق اليوم الجمعة 25-7-2025    شرطة النقل تضبط 1411 قضية متنوعة في 24 ساعة    الحكومية والأهلية والخاصة.. قائمة الجامعات والمعاهد المعتمدة في مصر    بعض الليالي تترك أثرا.. إليسا تعلق على حفلها في موسم جدة 2025    واشنطن تدعو إلى وقف فوري للاشتباكات بين تايلاند وكمبوديا    إزالة 196 حالة تعدٍ على أراضي أملاك الدولة بأسوان خلال 20 يومًا - صور    متحف الفن المعاصر بجامعة حلوان يستعد لاستقبال الزوار    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    شديد الحرارة والعظمى 44.. حالة الطقس في السعودية اليوم الجمعة    لا ترضى بسهولة وتجد دائمًا ما يزعجها.. 3 أبراج كثيرة الشكوى    فلكيا.. مولد المولد النبوي الشريف 2025 في مصر و3 أيام إجازة رسمية للموظفين (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اخر اخبار مصر النهاردة : عمرو خالد : أتمنى ألا يكون ل«مرشد الاخوان» دور في حكم مصر
نشر في أخبار النهاردة يوم 09 - 06 - 2012

قال الدكتور عمرو خالد، الداعية الإسلامى، إنه بادر إلى تأسيس حزب «مصر المستقبل» بعد قراءة نتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التى أدرك منها أن الأشخاص المخلصين والأفكار الرائعة وحدهما لا يكفيان لتحقيق النجاح فى مصر، وأنه لا بد من كيان مؤسسى قوى يبدأ من القاعدة فى القرى والنجوع إلى أن يصل بالتدريج إلى القمة.. وأوضح، فى حديث خاص ل«الوطن»، أن تجربته السياسية الجديدة منفصلة تماماً عن «صناع الحياة»، وطالب الجميع بقبول نتيجة صندوق الانتخابات فى جولة الإعادة سواء أتت بالدكتور محمد مرسى، مرشح حزب الحرية والعدالة، رئيساً لمصر أو بالفريق أحمد شفيق..
عن حزب «مصر المستقبل» الذى أعلن د. عمرو خالد بدء تأسيسه، وفكرة ربط الدين والدعوة بالسياسة، والوضع السياسى الراهن يدور الحوار التالى..
* فى البداية أعلنت عن تأسيس حزب سياسى جديد هو «مصر المستقبل» مع أن السياسة كانت ضمن اللاءات التى ترفض الدخول فيها!
- بعد الثورة هناك تغيرات كثيرة حدثت فى مصر، لكن سبق أن قلت إنه من الوارد أن أؤسس حزباً سياسياً، إلا أننى رفضت أن أنشئه بعد الثورة مباشرة، حتى لا أظهر فى صورة المتكالب أو المتلهف على السلطة، وحتى لا أدخل فى صراع سياسى لا أريده، كما لا أريد أن أقدم نفسى بهذه الطريقة، وما فعلته هو الانتظار حتى انتهاء توزيع المناصب والأدوار كلها، دون أن أطمع فى شىء، كما أن غايتى أن أبدأ من القاعدة من أسفل، عبر عمل تنموى على الأرض يمتد فى جميع المحافظات والمراكز والقرى، أريد أن أبدأ من حيث انتهى الآخرون.
* إذن فتوقيت الإعلان عن تأسيس الحزب له دلالة مقصودة!
- نعم، التوقيت له عدة دلالات، وليس فقط التجرد من الحصول على أى منصب، خصوصاً أن نتيجة المرحلة الأولى من الانتخابات الرئاسية أكدت حقيقة أن الأشخاص المخلصين والأفكار المميزة وحدهما لا يكفيان لتحقيق النجاح فى البلد، ومن استطاع أن يصل إلى مرحلة الإعادة من لديه كيان مؤسسى قوى ممتد، بالتالى رأيت أنه لا بد من مؤسسة حزبية قوية ممتدة سياسياً، وقادرة على استيعاب ملايين الحيارى التائهين فى مصر، ممن لا يريدون الانتماء إلى هذا الاتجاه أو ذاك، ويبحثون عن طريق ثالث، وأغلبهم شباب ونساء يتطلعون إلى بارقة أمل نحو المستقبل تأخذهم من حالة الإحباط التى يشعرون بها بعد عام ونصف العام من الثورة.
* هل تعنى أن هناك شباباً يريدون خدمة البلد لكنهم لا يجدون مكاناً فى المشهد الحالى؟
- بالتأكيد، فهناك فجوة كبيرة، والكثير من الشباب يريد أن يقدم الكثير لمصر، لكنه لا يعرف الطريق لتحقيق ذلك، كما لا يجد له مكاناً على الساحة، من هنا أردت أن أملأ تلك الفجوة فى هذا التوقيت، حتى لا يتملك الإحباط نفوس الشباب.
* وما الفكرة الأساسية القائم عليها الحزب الجديد؟
- الحزب قائم على فكرة التنمية الممتدة فى المحافظات، بمعنى أننى لا أريد أن أدخل الآن فى سياسة كلامية من عينة هل الدولة دينية أم مدنية، وإنما شغلى الشاغل ثلاث قضايا رئيسية؛ هى: إقامة مشروعات تنموية فى المحافظات والصعيد، وتعميق مشاعر الانتماء للوطن وليس لتيار أو جهة، والقضية الثالثة المعنى بها حزب «مصر المستقبل» هى تمكين الشباب وإتاحة الفرصة أمامهم بعد أن يتراجع الكبار خطوة؛ لذلك لن أكون رئيساً للحزب الجديد، حتى أترك الفرصة للشباب، وسأظل وكيلاً للمؤسسين، وعندما يصل عدد الأعضاء إلى 50 أو مائة ألف، سيجرى انتخاب رئيس للحزب.
* هل كانت فكرة هذا العمل السياسى المؤسسى تخطر لك على بال قبل ثورة يناير؟
- قبل الثورة، مجرد فكرة العمل المدنى كانت بعيدة عنى، بل إننى كنت ممنوعاً من الوجود فى بلدى، ومستبعد خارج مصر منذ عام 2002 وحتى 2005 لا أدخله، وبعد هذا العام وإلى أن قامت الثورة كنت أدخل مصر كزائر خفيف الظل غير مرحَّب به، ولم يكن باستطاعتى أن ألتقى شباب «صناع الحياة»، ولم يتمكنوا هم من ممارسة أنشطتهم بشكل حر؛ لذلك أقول: إن شباب «صناع الحياة»، البالغ عددهم حتى الآن مائة ألف، أبطال؛ لأنهم ظلوا أحياء، واستعادوا توازنهم بمنتهى القوة، وبدأوا مشروعات كبيرة بعد الثورة، مما يعنى أنهم من معدن وطنى نفيس.
* شباب «صناع الحياة»، هل سيندمجون فى الحزب الجديد لتكون فكرة «مصر المستقبل» امتداداً لكيان موجود بالفعل على الأرض؟
- ككيان، الأمر مرفوض، و«صناع الحياة» أنفسهم يرفضون ذلك، لكن من يريد منهم الانضمام للحزب بشكل فردى أهلاً وسهلاً، ونحن لا نتعامل داخل صناع الحياة وفق التزامات الحزب الذى نسعى لتأسيسه.. واحتراماً لرغبة الشباب وحفاظاً على الطابع الاجتماعى التنموى البعيد عن السياسية، كان لا بد من الفصل بين الحزب ومجموعة شباب «صناع الحياة»، لكنى بشكل عام أرى أنه لا بد من ذراع سياسية قوية تحمل فكرة التنمية وتستهدف فى عضويتها أكثر من نصف مليون مصرى من جميع المحافظات.
* وهل كان هناك تواصل بينكم وبين رموز سياسية مصرية قبل إطلاق الحزب الجديد لأخذ الرأى والمشورة، أو حتى دعوتهم للانضمام؟
- نحن بالفعل على تواصل مستمر مع الرموز المصرية، مثل الدكتور محمد البرادعى، وتحدثنا معه عن فكرة هذا الحزب وعلى أن يكون هناك تنسيق بين «مصر المستقبل» وحزب «الدستور» الذى أعلن عن تأسيسه مؤخراً، وأنا أعرض على كثير من الرموز المصرية الأمر من منطلق المشاركة فى فكرة التنمية، ومنهم حمدين صباحى، والدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، نحن نضع أيدينا فى أيدى الجميع.
* عند الإعلان عن تأسيس أى حزب جديد تبرز فكرة التمويل ومصادره.. هل تستخدم علاقاتك الخارجية ببعض الدول العربية لتمويل الحزب ومشروعاته التنموية؟
- لدينا نموذج «صناع الحياة» فيما يتعلق بقضية التمويل، وهناك مشروعات كثيرة قمنا بها، وكانت تحتاج إلى الملايين مثل مشروع محو الأمية فى السنة الأولى وتكلف 30 مليون جنيه، والمشروعات الصغيرة 70 مليون جنيه، وسوف نستخدم نفس النموذج والآلية فى تمويل مشروعات «مصر المستقبل» التنموية، بمشاركة عدد من الشركات التى ترعى مثل هذه الأفكار، كما أن الأمر يتوقف على طبيعة المشروع، ومن ثم يجرى تحديد من يموله، وفى اللحظة التى أضع فيها القواعد الأساسية وأهداف المشروع أعى جيداً من يمكنه توفير التمويل سواء من الداخل أو الخارج، وفى الوقت نفسه أدرك علاقة التمويل بالوطن وضرورة الحفاظ عليه.
* قلت إنك لست متلهفاً على السلطة.. هل يعنى هذا أنك ترى السلطة مقبلة إليك؟
- السلطة ستأتى لو أن هناك نجاحاً حقيقياً على الأرض، والوصول إليها له طريقان: إما الصراع السياسى، وهو ما أرفضه، وإما النزول إلى القرى ثم المراكز فالمحافظات، على أن يكون التدرج منطقياً له جذور، والتنمية الحقيقية المتدرجة لا تضعنا فى مشهد المتنازع على السلطة، حتى إن كان هذا الصراع جزءاً من العمل السياسى، إلا أننى أريد العمل بشكل مختلف.
* وما المعوقات التى يمكن أن تصطدم بها عند إرساء قواعد الحزب فى القرى والنجوع؟
- كيان «صناع الحياة» نشأ فى ظروف أمنية لن تشهد مصر مثيلاً لها، أو أسوأ منها فى ال10 سنوات المقبلة، وحتى بعد الثورة كانت هناك معوقات، لكننا فى ظل الظروف القاسية استطعنا أن نصل إلى 60 ألف فصل فى مشروع محو الأمية، وفى الحزب سنعتمد على الشباب المتعلم داخل كل قرية، وعلى تفاعله مع البسطاء، ليقوم بدوره الحقيقى، نريد إزالة الفجوة بين الشعبين الموجودين: شعب يتمتع بكل الحقوق من تعليم وصحة وغيرهما، وآخر لم يحصل على شىء، وهو الغالبية ممن يطمحون إلى عيش كريم، إذا نجحنا فى أن نزيل هذه الفجوة بمجهود الشباب، مسلمين ومسيحيين، أولادا وبنات، فسيكون هذا أكبر نجاح ليس للحزب وإنما لمصر كلها.
* هل ستعتمد على الصدقات والإعانات وتوزيع السلع التموينية كما يفعل البعض الآن فى ظل حالة الفقر التى يعيشها البسطاء؟
- سأعتمد على التنمية، ليس توزيع صدقات؛ فالحل ليس فى توزيع الصدقات، بل على العكس توزيع الصدقات يزيد المشكلة ويعلِّم الناس انتظار الإعانات، بينما نحن نتحدث عن أفكار جديدة، والعمل التنموى نمارسه منذ سنوات ونحقق فيه نجاحات كبيرة.
* ما دمت ناجحاً فى العمل التنموى.. ألم يكفِك «صناع الحياة»؟
- لا بد من ذراع سياسية قوية تحمى فكرة التنمية، وتأكدت من ذلك بعد قراءتى لنتيجة الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية؛ فالنتيجة جاءت لتؤكد أن من ليس له كيان سياسى قوى ويمتلك فكرة رائعة لن يصل إلى شىء، من هنا جاءت فكرة تأسيس أول حزب سياسى يرتكز على التنمية ويهتم بها ويمنحها كل جهده ووقته.
* قلت إن هناك اتصالات جرت بالأمس من قبل مصريين فى الخارج يريدون الانضمام إلى الحزب.. ماذا عنها؟
- تلقيت مكالمات من مصريين فى دول مختلفة وتحدثوا معى، وحتى الآن هناك 10 آلاف شاب وفتاة انضموا للحزب، ووقعوا استمارات العضوية، وهم فى مرحلة عمرية بين 30 و40 سنة، وهناك شخصيات مؤثرة فى العملية التنموية فى تاريخ مصر بادرت بالانتماء للحزب، لكنى لن أعلن عنها الآن، كما أرحب بانضمام رجال الأعمال ما دام الهدف هو بناء مجتمع تنموى من جذوره، وليس الوصول إلى السلطة من خلال المال.
* وهل ستترك العمل الدعوى من أجل التفرغ للعمل السياسى؟
- لن أتفرغ للعمل السياسى فقط، ورسالتى الأخلاقية والدعوية مستمرة، وأنا مُصر عليها، وسوف أحافظ عليها وعلى دروسى ولقاءاتى المسجدية، دون خلط المقدس بالعمل السياسى، ولن أستخدم المقدس أبداً فى العمل السياسى، كما لن أتحدث عن الأخلاق من أجل التوجيه السياسى، فهذا لا يصح، ومظلة «صناع الحياة» بعيدة عن العمل السياسى، ولشباب «صناع الحياة» دين فى رقبتى، فهم ضحوا معى سنوات طويلة.
* لكن ألا ترى أن أزمة مصر فى الفترة الأخيرة كانت خلط المقدس بما هو سياسى؟
- بالطبع هذه أزمة مصر، ومن أكبر المخاطر خلط المقدس بالاختيارات السياسية الحزبية، ولا يصح أن نقول مثلا إنك سوف تدخل الجنة إذا انتخبت فلانا، أو إنك آثم إن لم تنتخبه، فهنا يكون الاختيار على أساس الدين، وهو ليس معياراً للكفاءة ويضر بالوطن وبالمقدس معاً؛ لأن الاختيارات تتغير، وتثبت نجاحها وفشلها، وعندما تلبسها بالدين فإن هذا يعنى أن الدين فشل فى حالة إخفاقها، وبناء عليه ستختار غير الأصلح لمجرد الثواب والعقاب، وهذا شر يضر بالدين وبالمقدس. وإذا أخذنا الإسلام إلى تجربتنا السياسية محاولين إلصاقه بها ففى حالة فشلها يمكن أن يقول البعض إن الإسلام فشل، والإسلام أعظم من ذلك.
* معنى ذلك أنه لن يأتى يوم وأنت جالس فى المسجد تدعو الشباب إلى تأييد أو دعم حزب «مصر المستقبل»؟
- هذا مستحيل، وأذكر هنا أن عمر بن الخطاب كان يخطب الجمعة، وعندما أراد سؤال الناس فى أمر يتعلق بالاختيارات السياسية نزل خطوتين من على المنبر حتى يكون وسط الناس، وقال لهم: ماذا تقولون لو ملت برأسى إلى الدنيا هكذا؟ فقالوا له: لو ملت برأسك إلى الدنيا هكذا، لفعلنا بسيوفنا هكذا.
* ما المرجعية التى يقوم عليها حزب «مصر المستقبل»؟
- «مصر المستقبل» حزب مصرى انتماؤه للوطن، مسلمين ومسيحيين، وهدفه التنمية، ومرجعيته مدنية.
* قلت لو أننا متلهفون على السلطة لاتخذنا إجراءات كثيرة ولقبلنا اختيارات مختلفة.. ما تلك الاختيارات؟
- كنا قد أسسنا هذا الحزب منذ عام ونصف العام، وكان هذا فى مقدورنا، والناس كانت ستهرول وتأتى، لكن المشهد لم يكن ليحقق الهدف المطلوب؛ لأن هدفنا كان بداية العمل من القاعدة، فى حين يهرول الجميع نحو قطف الثمرة فى القمة.
* ما المدة الزمنية المتوقعة حتى يصل الحزب إلى السلطة وحكم البلاد؟
- لا أعلم.. ويمكن لذلك أن يتحقق من خلال العمل التنموى الجاد فى جميع محافظات مصر، واكتساب مؤيدين للحزب بشكل مستمر.
* هل كنت تتوقع أن يأتى اليوم الذى تختار فيه بين محمد مرسى وأحمد شفيق رئيساً لمصر؟
- أنا خارج المشهد الحالى، لكنى سأصوت فى جولة الإعادة، وما أريد تأكيده هو أن هناك أحداثاً لم أشارك فى صنعها أدت إلى المشهد الحالى، لكنى أعمل الآن على صنع مشهد المستقبل، وبمنتهى الوضوح أياً من كان الطرف الذى سيحكم مصر، فإن المشاكل الرهيبة اقتصاديا وسياسيا تجعل أمامه معضلة كبيرة فى ال4 سنوات المقبلة. وأرى أن «الشيلة تقيلة»، خاصة ما يتعلق بالجانب الاقتصادى، وفى ظل الأوضاع الاقتصادية والسياسية المتراجعة سيكتشف الرئيس الذى سيحكم مصر أنه لم ينل جزءاً من الكعكة، وإنما يحمل حقيبة متفجرات معبأة بالبطالة والأزمات الاقتصادية والمطالب الفئوية.
* كيف ترى من يهدد بثورة ثانية إذا وصل الفريق أحمد شفيق إلى الحكم؟
- علينا أن نقبل بنتيجة الصناديق أياً من كان الرئيس القادم، ويجب أن نحترم نتيجة الصندوق سواء أكان الفائز فى الإعادة هو الدكتور محمد مرسى أم الفريق أحمد شفيق، وعلينا أن نبدأ العمل فى بناء مصر من جديد لأننا توقفنا منذ عامين.
* بشكل واضح، هل صعود مرسى يعنى حكم المرشد ودخول ما هو مقدس فيما هو سياسى؟
- أعتقد أن جماعة الإخوان المسلمين شديدة الوعى فيما يتعلق بعدم خلط المقدس بالسياسى، ومن الممكن أن تقع أخطاء من بعض الناس، لكن أتمنى ألا يكون لمرشد الجماعة دور فى حكم مصر على الإطلاق، على أن يكون الالتزام بالدولة المدنية، خصوصاً أن الجماعة صرحت أكثر من مرة بأن مصر دولة مدنية، إذا حدث العكس فإنهم بذلك يخالفون ما وعدوا به.
* التخوف الذى يقلق البعض هو أن تأتى جماعة لتسيطر على مقدرات مصر من حكومة ورئاسة وبرلمان ودستور ومن ثم يحكمون البلاد طويلاً من جديد..
- لن يحدث، ولن يستطيع أحد أن يصادر حلم المصريين بعد الثورة فى حرية الاختيار وحق كتابة دستور جديد يمثل الجميع، لن يستطيع أحد الاستبداد بالسلطة.
* فى ضوء ذلك، كيف يمكن فهم حالة الاستقطاب الدينى فى انتخابات الرئاسة؟
- هذا موقف انتخابى له أسبابه ومبرراته وتعقيداته، وسينتهى عقب الانتخابات، وملف الوحدة الوطنية لا يزال بخير حتى الآن.
* لا يزال حلم دولة الخلافة يراود البعض ممن اقتربوا من حكم مصر.. هل يمكن أن تعود تلك الدولة؟
- ما أعرفه أن الصحابى الجليل عمر بن الخطاب كان رجل اقتصاد عظيماً، واستطاع أن يبنى حضارة إسلامية على اقتصاد قوى وتعايش، وهذا ما أقدمه من خلال برنامجى فى رمضان المقبل بعنوان «عمر بن الخطاب صانع حضارة فى 10 سنوات ظلت ألف عام»؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- وضع البذور، ومن أسس الحضارة هو عمر، وإذا كان بناء الحضارة هو الثابت، فإن شكل الدولة يختلف بما يناسب كل زمان ومكان، المهم ليس دولة الخلافة، وإنما بناء الحضارة.
* بعد صعود تيارات دينية بعينها ظهرت عبارة بما «لا يخالف شرع الله»، وبدأ استخدامها فى كثير من المواقف السياسية.. هل يجوز هذا؟
- عبارة «بما لا يخالف شرع الله» أصيلة فى كل ما هو مقدس، ولا يجوز استخدامها فى الخيارات الحزبية، التى وفقاً لها يجرى اختيار شخص أو رفض آخر.
* هل يمكن لجماعة أياً ما كانت قدراتها وإمكاناتها أن تبتلع دولة؟
- لن تستطيع أى جماعة أن تبتلع الدولة المصرية؛ لأن مصر أكبر من الجميع.
* هل سنراك فى القدس قريبا كما سبقك إلى هناك كل من مفتى مصر والداعية الشيخ على الجفرى؟
- لم أفكر فى هذا الأمر، وفى الوقت نفسه لا أعلم الدوافع وراء زيارة الدكتور على جمعة إلى القدس، ولم أجلس معه، لكن لا بد أن نفهم الأسباب والأهداف من الزيارات، وأؤكد أن علاقتى بالدكتور المفتى وثيقة.
* كيف ترى الانتقادات التى وُجهت إليك بعد زيارتك الأخيرة للكنيسة لتهنئة الأقباط بعيدهم؟
- زُرت الكنيسة وسوف أزورها، وسأمد يدى دائماً لإخواننا الأقباط، ويجمعنى بهم احترام وود، ونتشارك فى أعمال كثيرة، وأذكر أن «صناع الحياة» ليسوا مسلمين فقط، فمنهم أقباط، ومن أسهموا فى نجاح مشروع «العلم قوة» وفصول محو الأمية فى محافظة بنى سويف هم شباب «صناع الحياة» الأقباط.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.