أخبار كفر الشيخ اليوم... وزير التعليم العالي والمحافظ يفتتحان مباني الجامعة الأهلية الجديدة بالمحافظة    بيراميدز يهزم قاسم باشا التركي وديًا بهدف مروان حمدي في معسكر الإعداد الخارجي    مسؤول إيراني: نتبادل بعض الرسائل مع أمريكا عبر الوسطاء    حدث في 8 ساعات| موعد ذروة الموجة شديدة الحرارة.. وإيقاف سعاد صالح بسبب "الحشيش"    إعلام عبري: مقتل جندي وإصابة اثنين في انفجار عبوة ناسفة بغزة    ‬محافظ المنيا يضع حجر الأساس لمبادرة "بيوت الخير" لتأهيل 500 منزل    سميرة عبد العزيز بعد تكريمها في المهرجان القومي للمسرح : الفن كل حياتي    الحكم بحبس أنوسة كوتة 3 أشهر في واقعة هجوم النمر على عامل سيرك طنطا    البحوث الإسلامية ردًا على سعاد صالح: الحشيش من المواد المخدرة المذهبة للعقل والمحرمة    هل تجنب أذى الأقارب يعني قطيعة الأرحام؟.. أزهري يوضح    ماحكم شراء السيارة بالتقسيط عن طريق البنك؟.. أمين الفتوى يجيب    احذر- الأكل حتى الشبع يهدد صحتك    إعلام إسرائيلي عن مصادر: الوسطاء يضغطون على حماس لتخفيف مواقفها    الثاني على الجمهورية بالأزهر: أتمنى دراسة العلوم الشرعية.. فيديو    استشهاد 10 فلسطينيين بنيران الاحتلال الإسرائيلي شمال غزة    وكيل زراعة سوهاج يتفقد الجمعيات الزراعية في البلينا ويستجيب لشكاوى المزارعين    وفاء عامر بعد شائعة تجارة الأعضاء: اخترت الصمت    الكشف على 394 مواطنًا خلال قافلة طبية بشمال سيناء    ضبط سائق ميكروباص يسير عكس الاتجاه بصحراوي الإسكندرية    مواعيد القطارات على خط القاهرة - الإسكندرية والعكس    ترامب: سأطلب من كمبوديا وتايلاند وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب    حماة الوطن: الإخوان جماعة مشبوهة فى عداء مع الوطن وأنصارها ملوثو العقول    «سينما يوليو».. شاهد على تأسيس الجمهورية الأولى    الكشف على 394 مواطنًا وإجراء 10 عمليات جراحية في اليوم الأول لقافلة شمال سيناء    بنك الأهلى فاروس يقترب من إغلاق إصدارين للصكوك ب8 مليارات جنيه فى الاستثمار الطبى والإنشاءات    كلمتهم واحدة.. أبراج «عنيدة» لا تتراجع عن رأيها أبدًا    مصر تستورد 391 ألف طن من الذرة وفول الصويا لدعم احتياجات السوق المحلية    الأهلي يعلن إعارة يوسف عبد الحفيظ إلى فاركو    محمد شريف: شارة قيادة الأهلي تاريخ ومسؤولية    عقوبة الإيقاف في الدوري الأمريكي تثير غضب ميسي    وزير الشباب: تتويج محمد زكريا وأمينة عرفي بلقبي بطولة العالم للاسكواش يؤكد التفوق المصري العالمي    تعرف على موعد الصمت الدعائي لانتخابات مجلس الشيوخ 2025    تقرير فلسطيني: إسرائيل تسيطر على 84% من المياه بالضفة    انتقال أسامة فيصل إلى الأهلي.. أحمد ياسر يكشف    محافظ البحيرة: 8 سيارات لتوفير المياه في المناطق المتضررة بكفر الدوار    غدا آخر موعد للتقديم.. توافر 200 فرصة عمل في الأردن (تفاصيل)    بيراميدز يقترب من حسم صفقة البرازيلي إيفرتون دا سيلفا مقابل 3 ملايين يورو (خاص)    إخلاء سبيل زوجة والد الأطفال الستة المتوفيين بدلجا بالمنيا    أحمد حسن كوكا يقترب من الاتفاق السعودي في صفقة انتقال حر    وزير الأوقاف يحيل مخالفات إلى التحقيق العاجل ويوجه بتشديد الرقابة    الدفاع المدني في غزة يحذر من توقف مركباته التي تعمل في التدخلات الإنسانية    بعد إصابة 34 شخصًا.. تحقيقات لكشف ملابسات حريق مخزن أقمشة وإسفنج بقرية 30 يونيو بشمال سيناء    جامعة الأزهر تقرر إيقاف سعاد صالح لحين انتهاء التحقيق معها بعد فتوى الحشيش    "القومي للطفولة" يشيد بقرار محافظ الجيزة بحظر اسكوتر الأطفال    سميرة عبد العزيز في ضيافة المهرجان القومي للمسرح    الإنجيلية تعرب عند تقديرها لدور مصر لدعم القضية الفلسطينية    مصر تدعم أوغندا لإنقاذ بحيراتها من قبضة ورد النيل.. ومنحة ب 3 ملايين دولار    انخفاض سعر الدواجن المجمدة ل 110 جنيهات للكيلو بدلا من 125 جنيها بالمجمعات الاستهلاكية.. وطرح السكر ب30 جنيها.. وشريف فاروق يفتتح غدا فرع جديد لمبادرة أسواق اليوم الواحد بالجمالية    إصابة سيدة في انهيار منزل قديم بقرية قرقارص في أسيوط    الصحة تدعم البحيرة بأحدث تقنيات القسطرة القلبية ب46 مليون جنيه    تنفيذاً لقرار مجلس الوزراء.. تحرير 154 مخالفة عدم الالتزام بغلق المحلات في مواعيدها    رسميًا إعلان نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 بنسبة 53.99% (رابط بوابة الأزهر الإلكترونية)    مقتل 4 أشخاص في روسيا وأوكرانيا مع استمرار الهجمات الجوية بين الدولتين    وزير الإسكان يتابع مشروع إنشاء القوس الغربي لمحور اللواء عمر سليمان بالإسكندرية    وزير الثقافة ناعيًا الفنان اللبناني زياد الرحباني: رحيل قامة فنية أثرت الوجدان العربي    سعر الخضار والفواكه اليوم السبت 26-7-2025 بالمنوفية.. البصل يبدأ من 10 جنيهات    دعاء الفجر.. اللهم إنا نسألك فى فجر هذا اليوم أن تيسر لنا أمورنا وتشرح صدورنا    بعد «أزمة الحشيش».. 4 تصريحات ل سعاد صالح أثارت الجدل منها «رؤية المخطوبة»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو خالد:اعتذرت عن منصب وزير الشباب و مبارك طلب مني الهجوم علي الإخوان

أجرت الشرق الأوسط حوارا مع الداعية الإسلامي عمرو خالد و كان نص الحوار كالتالي :

في بيته بضاحية الشيخ زايد في مدينة السادس من أكتوبر بمحافظة الجيزة بمصر، الذي آثر أن يسميه «بيت الحمد»، قلب الدكتور عمرو خالد صفحات مهمة من تجربته في الدعوة الدينية، ورؤيته لها كقوة دفع لتنمية المجتمع والحياة، لافتا إلى أن رؤيته لا تنطلق من «الإيمان لأجل الإيمان، بل تربطه بالتنمية، وتعتبره جسرا لها».
وبرر الداعية الإسلامي الشهير تعففه من أن يضع اسمه كما هو المعتاد على لافتة بوابة بيته قائلا: «كيف لا يكون بيتا للحمد وقد نالني ما نالني من إيذاء وإبعاد قسري وتحجيم تام لكل النشاطات الدعوية والتنموية منذ عام 2002 على يد النظام السابق وحتى قيام ثورة 25 يناير (كانون الثاني). وعلى الرغم من كل هذا كان فضل الله علي كبيرا، فهو يستحق الحمد آناء الليل وأطراف النهار».
وحكى عمرو في حوار مع «الشرق الأوسط» عن اللحظات الصعبة القاسية التي عاناها من جراء هذا الإبعاد القسري في عهد مبارك عن وطنه مصر، وكيف أصبح في منفى اختياري قضاه متنقلا ما بين بيروت ولندن. لكنه مع ذلك رفض التعليق عما قيل عن تلقيه تهديدا صريحا بالقتل هو وأفراد أسرته إذا ما أصر على البقاء في مصر في تلك الفترة.
وروى عمرو خالد واقعة منعه من تصوير حلقة عن قصة سيدنا موسى وفرعون مصر في برنامجه المعروف «قصص القرآن» خوفا من أن تحمل إسقاطا سياسيا على الرئيس المصري السابق ونظامه! كما تحدث عن علاقته بجماعة الإخوان المسلمين، وأسباب انشقاقه عنهم ورؤيته لتوجهاتهم السياسية الراهنة، مؤكدا أن نظام مبارك حاول أن يستغل هذا الانشقاق في عقد صفقة معه للهجوم على «الإخوان» مقابل أن ترفع الدولة يدها عنه، لكنه رفض الاستجابة لذلك.
وتطرق الحوار إلى رأيه في الأوضاع الحالية في مصر ومستقبلها ما بعد ثورة 25 يناير، وحكاية رفضه أخيرا تولي منصب وزير الشباب الذي عرض عليه في وزارة الفريق أحمد شفيق الثانية بعد تنحي مبارك، كما تحدث عما يتردد عن عزمه الترشح للانتخابات الرئاسية، وتكوينه حزبا سياسيا جديدا. وكذلك تجربته الحالية التي تتبلور في مشروع قومي تنموي كبير، يرى أن من شأنه أن يقدم دورا إيجابيا مختلفا للمجتمع. وهنا نص الحوار..
* هل صحيح ما يتردد حاليا عن أنك تؤسس لحزب سياسي كبير يحمل اسم «مصر المستقبل»، وأنه سيكون خطوة على طريق ترشحك للرئاسة؟
- لن أشارك في أي عمل سياسي في الفترة الحالية لأنني أركز تماما على العمل المدني في المرحلة المقبلة فقط، ولن أكون مؤسسا ولا مديرا ولا موجها ولا فعالا في أي من الأحزاب السياسية في الفترة المقبلة، أما ترشحي للرئاسة فهو مجرد ترشيحات من الشباب على «الفيس بوك»، ولكني لم أعلن ذلك.
* هل هذا الرفض يعد خوفا من بعض القوى السياسية على الساحة؟
- المجتمع المدني في المرحلة الحالية هزيل للغاية، وقد يكون أحد أهم الأسباب لإنقاذ البلد هو تنمية المجتمع وحل مشكلاته الأساسية، ما بين تعليم وصحة وثقافة وإنتاج حقيقي، والحكومة لن تستطيع أن تتكفل بكل ذلك بمفردها لهذا أتغاضى في الفترة الحالية عن أي عمل حزبي أو سياسي من أجل هذا الهدف، وقد تنسجم الأمور في المستقبل وأدخل في العمل السياسي ولكن ليس في المرحلة الحالية.
* ما أهم الأحزاب والمناصب السياسية التي عرضت عليك في الفترة الماضية ورفضتها بسبب هذا المبدأ؟
- كل أحزاب مصر بلا مبالغة عرضت علي الانضمام إلى عضويتها، والبعض طلب مني تأسيس حزب، ومن ثم الاندماج في كيانات أكبر، كما عرض علي أيضا منصب وزير الشباب ما بعد الثورة واعتذرت.
* تتحدث عن مجتمع مدني يموج بالكثير من المتغيرات في الفترة الحالية قد تكون من النقيض إلى النقيض، فكيف تقيم ما يجري بعد مضي 9 أشهر على الثورة؟
- ما حدث للمصريين لم يكن أمرا بسيطا، فقد جمدوا ووضعوا في «الفريزر» على مدار 30 عاما، وجرفت العقول النابغة بمصر كما تجرف الأرض الزراعية، ولم يكن ذلك على مستوى السياسة فقط، بل في كل مجالات العلم والإبداع، بل إن العمل المدني أيضا كان غير مرغوب فيه. لقد حرم المصريون من النضج المجتمعي، وللأسف غياب هذا النضج لن يسمح بنجاح التجربة إلا بعد مضي بعض الوقت عليها.
* هل هذا يعني أننا لا نصلح للديمقراطية؟
- غير صحيح، الأمور لا تقيم هكذا، إما تجربة سياسية ناضجة 100 في المائة أو فاشلة تماما، نحن نصلح للديمقراطية؛ والدليل أن الثورة تحققت بهذا الشكل السلمي، لكن ما بعد الثورة يحتاج إلى وقت، لأن الماضي لا يسمح لنا الآن بوجود نضج كامل للرموز والمؤسسات والأحزاب والهيئات. ومن مكتسبات الثورة الحقيقية هو فك قيود ذلك الماضي.
* ألا تتطلب هذه المرحلة دورا واضحا للدين باعتباره ركيزة أساسية في تكوين وجدان المجتمع؟
- بالطبع، يجب التوعية بقيمة العمل والإنتاج والعمل، والدين ركيزة أساسية في هذه التوعية، وعلى خطباء الدين وأئمة المساجد إعادة توجيه محتوى الخطاب الديني في الفترة المقبلة وفقا لهذه المتطلبات.
* عطفا على ما سبق، ما الذي ستقدمه كداعية ديني له شعبية جارفة في أوساط الشباب؟
- لقد حددت خطة هادفة على مرحلتين؛ مرحلة تنمية المجتمع المدني من خلال العمل التطوعي في المشاريع التنموية والخيرية ليكون ذراعا مساعدة للحكومة في هذه المرحلة، ثم مرحلة الدعوة إلى الانضباط الأخلاقي وإيقاظ الرقيب الذاتي بداخل كل منا تحت شعار «أنت مسؤول عن بلدك».
* هل تعتقد أن إعادة فرض حالة الطوارئ تعد بديلا لحالة الانفلات التي نعيشها في هذه المرحلة؟
- حالة الطوارئ ليست أبدا البديل الصحيح لأي أمة، بل الحل هو إعادة تربية شعب على الانضباط الأخلاقي والالتزام بداية من سن المدرسة.
* الاختلاف الفقهي والديني والسياسي يفرض نفسه على الساحة حاليا، ومن خلال هذا الاختلاف يحاول الجميع حشد أكبر المكاسب.. إلى أي مدى يمثل هذا الاختلاف خطرا حقيقيا؟
- الكل الآن يبحث عن أطول مسافة أرض يصل إليها لكي يحقق أكبر المكاسب، وطبيعي أن يسعى الجميع، بكافة التوجهات، إلى ذلك بعد 30 عاما، من كونهم لا يملكون شيئا إلى أن يكون كل شيء متاحا أمامهم بعد أن فتحت كل الأبواب المغلقة، وهذا ما يحدث الآن على مستوى التيارات الإسلامية والليبراليين وجمعيات المجتمع المدني ومرشحي الرئاسة، ولكن الخطر الحقيقي هو الاحتكار والاتجاه إلى الطائفية ورفض الآخر على اختلافه وتخوينه.. فالإمام الشافعي، رحمه الله، قال: «رأيي صواب يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب»، وهذا جوهر التعايش الذي يجب أن يعيه الجميع للخروج بأمان من المرحلة الراهنة.
* جماعة الإخوان المسلمين تمثل ظاهريا قوة سياسية واضحة، لكنها من الداخل تعاني من انشقاقات كبيرة طالت العديد من كوادرها.. كيف ترى الإشكالية الحقيقية لدى «الإخوان» وقد كنت واحدا منهم؟
- يجب أن نحترم أن الإخوان المسلمين تعرضوا إلى مواجهات شديدة مع النظام السابق وضحوا تضحيات كبيرة، ومن حقهم اليوم أن يخرجوا إلى النور ويتحركوا بقوة لتحقيق أهدافهم بالشكل الشرعي الصحيح، لكن أعتقد أن هناك 5 إشكاليات حقيقية تواجههم هي: كيف سيتعاملون مع الشباب في الجماعة، «الإخوان» ما بين الحزب والجماعة، ما بين الانفتاح والانغلاق، ما بين الضغوط والقمع والحرية، ما بين الأبواب المغلقة وكل الأبواب المفتوحة، وهذه ليست اختيارات سهلة، فهي تحتاج إلى حكمة وترقب لأنها متغيرات كبيرة تفرضها عليهم المرحلة الراهنة وستظهر نتائجها في خلال ال3 سنوات المقبلة.
* ماذا كان لب الاختلاف الفكري بينك وبينهم مع أن النظام السابق كان يحسبك عليهم؟
- توجيه الشباب إلى أين. هو لب الاختلاف، هل إلى الصراع ووجود مؤامرة على الإسلام، أم إلى التنمية والإنتاج والعمل؟ فكان اختياري هو الثاني، وجاءت بعد ذلك فكرة «صناع الحياة» التي تدعو إلى مفهوم جديد للتدين، هو أن تكون متدينا يعني أن تتجه إلى العمل والإنتاج في مجتمعك، وأن تقبل الشراكة والانفتاح على الكثير من التيارات المجتمعية، وأنه ليس بالضرورة أن تنتمي إلى تيار معين من التيارات الإسلامية، التي تختلف في طريقة اختياراتها وعرضها لفكرة التدين.. بل يمكن القول إن طريقة التفكير هذه لم تكن موجودة من الأساس عن التيارات الإسلامية.
* لكن هذا التوجه جعل البعض يتهمك باختلاق نوع جديد من التدين..
- إنني أدعو إلى تدين يوجه الشباب إلى البناء، فالإيمان من أجل الإيمان قد يقود إلى المخاطر، لكن الإيمان من أجل التنمية بلا شك يقود إلى مصلحة الوطن، ولهذا كان شعار «صناع الحياة» هو «التنمية بالإيمان».. أي أن الإيمان دافع للتنمية.
* هناك خوف، خصوصا لدى النخبة، وبخاصة من السياسيين والمثقفين، من الانتشار الكبير للتيارات السلفية ما بعد ثورة 25 يناير، بات مقلقا، كيف ترى ذلك، وهل سيظل هذا الخوف طويلا؟
- هذا وضع طبيعي، بعد أن أصبحت الساحة في مصر الآن مفتوحة بحرية للجميع، والفيصل في مواجهة هذا القلق أو الخوف هو الناس، فهم قادرون على الفرز الصحيح، وما نمر به حاليا سيحقق قدرة الناس على الاختيار.
* هل تتوقع أن تفرض عليك الظروف في مرحلة ما أن تدخل في صراع سياسي مع أي تيار ديني كمحاولة لاستقطاب أكبر عدد من الشباب؟
- بطبيعتي لست تصادميا ولا أدخل في صراعات مع أحد، والدليل أنني لم أدخل في صراع مع النظام السابق على الرغم من كل ما كاله إلي من ظلم، وأعتقد أن أحد أسباب قبولي عند الناس على اختلاف طوائفهم، أني في الوسط.
* هل ينتابك القلق من بزوغ نجوم جدد للدعوة في أوساط الشباب كمعز مسعود ومصطفى حسني، وهل تلقي هذه المنافسة عليك عبئا إضافيا بضرورة التجديد في الخطاب الديني الموجه للشباب تحديدا؟
- هذا أمر صحي، ومطلوب تماما لأن في المجتمع العربي والمصري الشباب هو القاعدة الأكثر اتساعا، وبالتالي إذا أردنا أن نوصل فكرة وسطية، فسوف نحتاج إلى أعداد كبيرة من الدعاة التنويريين، والذين على الساحة منهم ناجحون في هذا وتجمعني بهم صلات رائعة.
* ما أصعب فترة عشتها في ظل مطاردة النظام السابق لك؟
- عام 2010 اشتد الضغط علي كثيرا من النظام السابق وغلقت الأبواب في وجهي في كل اتجاه، وبات إيصال رسالتي إلى الناس أمرا شديد الصعوبة، ومنع فريق برنامج «صناع الحياة» من العمل تماما في مصر. وأذكر أني عندما كنت أقوم بالحج العام الماضي كانت دعوتي الأساسية «اللهم اجعلها سنة فتح» في عرفات، وكنت أتعجب من إلحاحي على هذه الدعوة، ولي في رحلة الحج آيات، منها أني رزقت بابني الأول بعد 10 سنوات كاملة بدعوة في الحج، وفتحت لي أبواب الدعوة وأنا شاب صغير بدعوة في الحج حينما قلت «اللهم بلغ صوتي إلى الآفاق واجعلني أبلغ سنة النبي».
* تردد أن اضطهاد النظام السابق لك كان له علاقة برواية تخص ارتداء زوجة علاء مبارك للحجاب ومحاربة سوزان لها، وذلك عقب حضورها دروسك الدينية واتجاه علاء نفسه لاعتزال العمل العام..
- هذه الرواية ليس لدي عليها أي دليل، لكنها قد تكون أحد الأعراض إذا ما كانت صحيحة، لكن الخوف الحقيقي من النظام السابق تجاهي كان من تزايد شعبيتي بين الشباب وقدرة برنامج «صناع الحياة» على تحريك مجتمع مدني بهذا الحشد.
* أشيع أن صفقة ما عرضت عليك من شخصية بارزة في الحزب الوطني طلبت منك الانضمام للحزب ولقاء جمال مبارك تمهيدا لتأييدك له في عملية التوريث مقابل دعمك ورفع يد النظام عنك..
- لم يحدث.. النظام السابق لم يكن يتعامل مع الآخرين بهذا القدر من التواصل حتى وإن كان ذلك في مصلحته، فإحدى إشكاليات النظام السابق وصوله إلى درجة كبيرة من التكبر والعناد، وسلوكه النفسي جعله لا يرى إلا نفسه ولا يعترف بأحد من حوله، ولم يكن ليقبل أن يتفاوض مع أحد مثلي يصر على إيصال رسالته ونجاحها حتى لو أجبر على الخروج من مصر.
* هل طُلب منك مهاجمة الإخوان المسلمين والوقوف ضدهم أمام الرأي العام في إطار صفقة أخرى بينك وبين النظام السابق؟
- نعم حدث ورفضت رفضا قاطعا لأن أخلاقي لا تسمح لي بالدخول في صراع مع أي طرف، بما في ذلك رموز النظام السابق، وقد طلب مني أثناء فترة إبعادي من مصر أن أهاجمهم (الإخوان) في إحدى القنوات العربية لبرنامج لبناني شهير، لكنني لم أفعلها.
* هل رفض هذه الصفقة كان سببا رئيسيا في وقف مشروع «إنسان» التابع لحملة «صناع الحياة» الذي كان يعمل على مساعدة 35 ألف أسرة فقيرة داخل مصر؟
- لم يعلن لنا أحد عن أسباب وقف المشروع على الرغم من نجاحه في 200 قرية وذهبنا به إلى اليمن والسودان والجزائر ونجح نجاحا كبيرا.
* لماذا حوربت حملة «صناع الحياة» بهذه القوة؟
- لقد تأسست هذه الحملة عام 2004 واخترنا أن لا نكون جمعية دينية أو سياسية أو خيرية تجمع أموالا للفقراء، بل جمعية تنموية تعمل على تنمية المجتمع، واخترنا 4 مجالات (صحة، وتعليم، واقتصاد، وسلوك مجتمع) ومع ذلك كان النظام يرانا نعمل ضده.
* هل تعرضت بعدها لتهديدات مباشرة بالقتل لك ولأفراد أسرتك في ظل هذا الإصرار على عدم الانصياع لرغبتهم، كما تردد آنذاك؟
- (صمت عمرو خالد لثوان ثم قال): لا تعليق!
* هل صحيح أن منع تصوير حلقة عن سيدنا موسى من التصوير في مصر كان خوفا من الإسقاط السياسي على نظام مبارك؟
- (رد ضاحكا): نعم، ولقد تعجبت كثيرا، الله سبحانه وتعالى جاء بقصة سيدنا موسى في القرآن الكريم، وأنا كنت أقدم برنامجا بعنوان «قصص الأنبياء» وحكيت كل قصصهم وطبيعي أن تأتي حلقة عن سيدنا موسى، فمنعت من تصويرها، وقد كان شيئا غريبا جدا، ومورست ضغوط كبيرة لكي لا أحكي قصة سيدنا موسى تحديدا، ومنع التصوير في مصر بالفعل، على الرغم من أن الكثير من الأحداث مكانها الحقيقي هنا، وعرضنا القصة بشكل راق جدا ليس فيها أي إسقاط سياسي على أحد.
* إلى أي مدى ترى أن نظام الرئيس السابق مبارك ظلمك، خصوصا خلال فترة ال7 سنوات التي استبعدت فيها من مصر؟
- لا يمكنني الحديث الآن عن تفاصيل فترة حكم مبارك وما تعرضت له من إيذاء وظلم لأن ما تمر به مصر الآن لا يحتمل المزايدات أو الظهور بمظهر المتشفي، ولقد طلب مني كثيرا أن أتحدث عن هذه الفترة، لكني أرفض هذا حاليا، وقد يأتي الوقت يوما ما وأسرد ذلك في مذكراتي الشخصية مثلا.
* لكنك شبهت عهد مبارك بعصر البرامكة، وقد كان لهم منزلة عالية واستحوذوا على الكثير من المناصب في الدولة العباسية وتعاظم نفوذهم في عهد هارون الرشيد، إلى أن سجن قائدهم وانتهت أسطورتهم نهاية مأساوية وصودرت ممتلكاتهم وأموالهم..
- كان هذا التشبيه في إطار قصة رويتها في إحدى الندوات للأمهات اللاتي تعرضن إلى ظلم كبير في العهد الماضي، فوجهت لهن رسالة أن قائد البرامكة عندما سجن هو وابنه، قال له ابنه: أترى ماذا حدث لنا الآن بعد أن كنا في عز كبير، فرد عليه الأب: يا بني لعل هذا بدعوة أم في ظلمة الليل غفلنا عنها ولم يغفل الله عنها. فدعوة المظلوم لا ترد. وكان الغرض من القصة أن تكون خطابا إيمانيا للتحذير من الظلم بكل أنواعه، وليس إسقاطا سياسيا فقط.
* ما هي الحملات القومية التي ستعيد من خلالها تنمية المجتمع المدني في مصر ما بعد الثورة؟
- هناك مشروعان قوميان سنقوم بهما، أحدهما في مجال الصحة بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية وسيكون حملة توعية لمكافحة المخدرات في المدارس والجامعات، وهناك مشروع يتبع التعليم وهو محو أمية 17 مليون مصري خلال ال7 سنوات المقبلة لتكون أول تجربة نجاح في الدول العربية بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم واليونيسكو، بعد أن صنفت مصر - بكل أسف - كواحدة من أسوأ 9 دول في العالم في الأمية، وقد تطوع في الحملة حتى اليوم 12 ألف شاب وفتاة، وقد بدأ المشروع في 8 محافظات وهذا هو صحيح الدين، أن تذهب بالتدين إلى التنمية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.