"أيوه قتلناه عشان كان طماع وبيحب نفسه وبس.. واخد المسروقات وهرب.. بس إحنا عرفنا مكانه وخطفناه وولعنا فى جسمه فى الصحراء.. وسبناه يموت ومشينا"، كانت هذه الكلمات للمتهم بقتل صديقه بكرداسة. وأضاف المتهم "طارق.ى" 21 سنة عامل، فى اعترفاته لضباط المباحث، كنا مجموعة من الأشخاص لا نجد قوت يومنا، نعمل ك"فواعلية" ونجلس فى بيوتنا أياما بدون عمل، بسبب الأحداث السياسية التى تمر بها البلاد، حيث إن المصانع توقفت وعجلة الإنتاج لم تدور وأصحاب الشركات أنهوا عقود العمال، وأصبح مصير الجميع الشارع، وبعد أيام من التفكير توصلنا إلى حل للخروج من الأزمة، التى بدأت تحاصرنا نحن مجموعة الأشخاص، وقررنا أن نمتهن السرقة، نعم قررنا أن نكون "لصوص" فهى مهنة سهلة لا تتطلب مجهوداً كبيراً، بالإضافة إلى أن المهمة تنتهى فى لحظات معدودات والعائد يكون آلاف الجنيهات. "سرقنا عشرات المنازل وبدأت الأموال تعرف طريقها إلينا المتهم يواصل اعترافاته وكنا نعقد اجتماعات أسبوعية مثل المسئولين تماما لتحديد المنازل والمحلات التى نسرقها على مدار الأسبوع، فكنا نعمل جدول بالمسروقات، وكنا نترك الأموال والمجوهرات لدى "إسلام" حتى نقسمها فيما بعد". وتابع المتهم، بعد انتهاء الأسبوع نجتمع مساء كل جمعة فى أحد المنازل ونقسم المسروقات قبل العشاء وسهرة حتى منتصف الليل، وكنا لا نختلف أبدا فكل شخص مقتنع بنصيبه ودوره فى الجريمة. وعن يوم الحادث، قال المتهم، اتفقنا على سرقة منزل مقاول وتسللنا إلى منزله ليلا واستولينا على 10 آلاف جنيه كانت موجودة بالمنزل، وهربنا بها، وتركنا الأموال لدى "إسلام" كالعادة وتفرقنا بعد ذلك، ثم اتصلنا به فى نهاية الأسبوع وطلبنا منه الحضور بجميع المسروقات لاقتسامها، لكنه ماطلنا ولم يحضر، وكررنا الاتصال به، فأكد لنا أنه استولى على المسروقات وهرب، فغلى الدم فى عروقنا وقررنا الانتقام منه، وتوصلنا برفقة شخص آخر إلى مكان وجود "إسلام"، وذهبنا إليه بسيارة ميكروباص ووقفنا على أول الشارع، وطلبنا منه الخروج إلينا، بعدما أكدنا له، أننا تغاضينا عن أفعاله، وبالفعل حضر إلينا وركب معنا الميكروباص وتوجهنا به الى الصحراء، حيث لا يوجد أحد إلا نحن وهو فقط، ثم مارسنا عليه جميع ألوان التعذيب بسبب خيانته، فجردناه تماما من ملابسه ثم سكبنا عليه مياه نار، ولم نرحم توسلاته أو دموعه، فحاول استعطافنا بشتى الصور لكننا لم نستجب له، وسكبنا عليه البنزين، وكان يجرى هنا وهناك فى الصحراء قبل إشعال النيران به وسط ضحكاتنا، ثم أسرعنا خلفه وأشعلنا النار بجثته، وحملناه داخل السيارة وألقيناه فى الشارع. وكان المقدم عطية نجم الدين رئيس مباحث مركز شرطة كرداسة قد تلقى بلاغا من الأهالى بالعثور على جثة مواطن مقتولا، فانتقل العميد خالد عميش مفتش مباحث شمال الجيزة إلى مكان الواقعة، وتبين أن الجثة لشخص مجهول فى العقد الثالث من العمر مصاب بكسر بالجمجمة وآثار حروق، وأن الجثة ملقاة بناحية كمبرة دائرة مركز شرطة كرداسة، ودلت التحريات الأولية إلى أن الجثة لشاب يدعى "إسلام.ر" 20 سنة عامل، وتوصلت التحريات إلى أنه يمتهن السرقة، وأن زملاءه وراء ارتكاب الجريمة، فتم إعداد حملة أمنية والقبض على المتهمين واعترفوا بارتكابهم للواقعة بمساعدة شخص آخر كانوا قد سرقوا منزله، وتعاون معهم للانتقام من القتيل الذى هرب بالمسروقات، وأحال اللواء كمال الدالى مدير أمن الجيزة المتهمين للنيابة التى باشرت التحقيقات.