محمد المصرى, محمد طنطاوى 07/ 06 / 2012 6:36 صباح لم ننسي الأسباب الخفيه التي إستُبعد بسببها اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامه السابق والتي جعلت البعض ينظر إليها علي أنها مسرحية من إنتاج "العسكر" وأبطالها كل من "عمر سليمان" و "أحمد شفيق" وأخذ دور " الكومبارس " باقي مرشحي الرئاسة ، والتي لم تكن مقنعه إلي حد كبير لجمهور الشارع المصري المتابع للأحداث السياسية التي تمر بها البلاد في الوقت الراهن. نستطلع وبصورة موجزه الأسباب التي جعلت شخص بحجم وقيمة اللواء عمر سليمان خارج السباق الرئاسي والذي جاء صادماً ومحيراً في ذات الوقت لكل من تابع الجدل الدائر حول دخول "سليمان" للسباق مصحوباً بضجة إعلامية كبيرة ، وخروجه من نفس السباق في هدوء تام. لم يكن منطقياً علي الإطلاق أن يكون سبب إستبعاد شخص " داهية " كاللواء عمر سليمان بسبب نقص 31 توكيل من محافظة أسيوط والتي لم تقدمها حملته الإنتخابية في الوقت المحدد لتقديم توكيلات المرشحين للجنة العليا لإنتخابات الرئاسة ، فقد وضح جلياً للجميع أن المجلس العسكري قد مرّر سليمان من أجل إستبعاد القوة الضاربة المكونه من المرشحين " خيرت الشاطر " و " حازم صلاح أبو إسماعيل " اللذان شكلا خطراً داهما علي المجلس العسكري بحكم أنهما في وقت قصير قد إستطاعا جمع غالبية أطياف الشعب حولهما ، فاستخدم المجلس العسكري المرشح عمر سليمان ككارت يتقبل من خلاله الجميع الإطاحه بهذان المرشحان مقابل إستبعاده من السباق الرئاسي. وهو مانجح فيه المجلس العسكري فعلا ، فقد هدأ الرأي العام بالرغم من إستبعاد الشاطر وأبو إسماعيل ووضعوا إستبعادهم في كفة مقابلة لكفة إستبعاد سليمان من الرئاسة ، وبدي للقوي السياسة أنه " مافيش حد أحسن من حد " و " وزي ماخرج أبو إسماعيل والشاطر خرج كمان عمر سليمان ". ولكن لم تفهم القوي السياسية لعبة المجلس العسكري لتمرير مرشح آخر ثارت حوله أقاويل كثيره بأنه صاحب موقعة الجمل الشهيرة ، فقد دخل الفريق أحمد شفيق رغماً عن أنف الجميع ورغماً عن محاولات البرلمان لسحبه من السباق الرئاسي عن طريق قانون شابه الكثير من الجدل حول مدي دستوريته ، وهو ما إستطاع أن يقوم شفيق بتأجيل هذا الجدل لحين إشعار آخر يعيد فيها المجلس العسكري حساباته من جديد من أجل إعادة ورقته الرابحه مره أخري وتنظيم صفوفه من أجل إعادة مرشحه الأساسي " عمر سليمان " إلي السباق مره أخري. وفي وقت الحديث عن مدي دستورية قانون العزل السياسي .. تفرغ مرشحوا الثورة المتمثلون في " صباحي وأبو الفتوح وخالد علي " في التركيز علي كيفية إستقطاب الجماهير حولهم وهو ما ساعد مرشح الإخوان ومرشح المجلس العسكري في أن يعدّوا العدة من أجل معركة قد تحدث بينهما بحكم ما ستقوله الصناديق في نهاية المطاف ، وهو بالفعل ما حدث فقد تفتت أصوات مرشحوا الثورة وحصل كل منهم علي أصوات لم تمكنه من دخول جولة الإعاده وبات أنصار الثورة في حيرة من أمرهم مابين مطرقة الإخوان وسندان الفلول ، وأصبح لزاماً علي القوي السياسية المفاضلة بين إختيارين أحلاهما " مُر ". وفي الوقت الذي تفرغ فيه الخاسرون إلي دعوة الشعب للنزول في مظاهرات مناهضة لشفيق بحجة تزوير الإنتخابات و عدم قانونية وجوده في السباق الرئاسي بداعي مطلب تطبيق قانون العزل ، فقد إستطاعت هذه المطالب أن توجّه الناخبين إلي عدم إنتخاب شفيق في جولة الإعاده وهو ما شكَل خطراً حول حظوظ شفيق بالفوز برئاسة الجمهورية وأصبح مرسي هو واجهة الثورة وهو من سيحقق أهدافها. وبالنظر إلي حظوظ شفيق التي تأثرت بعد محاكمة مبارك وبعد المطالب التي رفعها مايقرب من 9 مليون صوت أعطوا مرشحي الثورة ثقتهم ، بدأ شفيق بتوجيه إتهامات قد تكون حقيقية بحكم ما وراءه من أسطول مخابرات وأجهزة أمنية - بأن الإخوان هم من وراء قتل المتظاهرين في جمعة الغضب وأنهم وراء فتح السجون وأثارة الفوضي بل وأنهم من تسببوا في موقعة الجمل ، وهذه هي لعبة شفيق التي صبر طويلا من أجل إستخدامها في الوقت المناسب لإضعاف جماعة الإخوان المسلمين قبل أن يطبق قانون العزل عليه بشكل فعلي ، وهو السيناريو الذي وضعه المجلس العسكري وخطط له من أجل إلقاء ورقته الرابحه علي أرض الواقع المتمثله في المرشح الأقوي " عمر سليمان ". ويتضح في نهاية المشهد أن العسكر الذي طالما أراد ألا يتنازل عن حكم البلاد الذي ظل فيه مايقرب من 60 عاماً ، فقد إستخدم سيناريو كان يحتاج من أجل فرضه علي أرض الواقع أن يطبقه علي ثلاث مراحل نلخصها في الآتي : - المرحلة الأولي من خطة العسكر : نجح من خلالها في إقصاء كل من خيرت الشاطر وحازم صلاح أبو إسماعيل بدفع عمر سليمان وسحبه مرة أخري بسبب نقص 31 توكيلا فقط ! - المرحلة الثانية من خطة العسكر : وهي المرحلة التي بات نجاحها وشيكاً والتي إستخدم فيها العسكر مرشحهم أحمد شفيق من أجل تشويه صورة مرشحي الثورة وجماعة الإخوان ، وسيكون شفيق قد نجح في دوره بإبعاد هؤلاء المرشحين بشكل غير مباشر من السباق الرئاسي وتكتمل هذه المرحلة بإبعاد أحمد شفيق بقانون العزل السياسي الذي أقره مجلس الشعب ومرره المجلس العسكري لإستخدامه في الوقت المناسب. - المرحلة الثالثة من خطة العسكر : وهي مرحلة الرجوع إلي المربع " صفر " والتي يصبح فيها عمر سليمان الرئيس " البطل " الذي جاء لإنتشال البلاد من أيدي العابثين بها ، ويصبح أبطال الثورة الحقيقيون في خبر " كان " و تعود الجماعه مرة أخري إلي " محظورة " والثوار يستمرون لغز وفزورة ، وسيبقى الهتاف الثورى من اجل دم الشهداء "يسقط يسقط حكم العسكر" ولكم في النهاية الحكم والتعليق ...