الهدوء يخيم على المكان.. لا حديث ولا همسات.. الكل يسمع بإنصات منذ بداية جلسة النهاية للمخلوع، وملامح الخوف تظهر على الوجوه.. البراءة تعنى ثورة جديدة.. والإعدام غير منتظر»، كانت هذه اللحظات الفارقة التى قضاها عم حسين صاحب مقهى السعادة، بحى العجوزة، أمس، بين مرتادى المقهى الذين زاد عددهم على غير المعتاد فى الساعات الأولى من الصباح. «يا جماعة أرجوكم اللى مش هايعجبه الحكم أى ما كان يعارضه برة القهوة أنا مش عاوز خراب، هانتقبل الحكم أى ما كان وأمرنا لله»، يقول عم حسين لرواد المقهى وهو يجهز وصله التليفزيون لضبط القناة التى تبث المحاكمة مباشرة، فى محاولة منه لتهيئة الجميع لتقبل الحكم ليس لشىء سوى الحفاظ على المقهى خوفا من انفعال أى من المرتادين. قبيل بدء الجلسة بلحظات توافد السائرون فى الشوارع المحيطة للمقهى لمتابعة النطق بالحكم بينما خلت معظم الشوارع من المارة، وأغلقت معظم المحال التجارية، وبدأت التوقعات وسط امتعاض البعض من تاريخ الرئيس المخلوع مبارك، فيقول جمال السيد، عامل 35 سنة لا يمكن أن نبرئه من الخيانة العظمى للشعب المصرى بعد موافقته على تصدير الغاز لإسرائيل، لكن عبدالله متولى، موظف بمصلحة الضرائب 48 سنة، يرد «استحالة يا جماعة يأخذ حكم الإعدام لأنه عدى 80 سنة ولو اتسجن هايفضل برضه فى المستشفى الأبها ومش هايدخل الزنزانة». تنتهى التوقعات مع بدء الجلسة، الكل يتابع فى صمت، فيتعالى التكبير والتصفيق عقب نطق القاضى بالحكم على مبارك والعادلى بالسجن المؤبد، لكن سرعان ما تهدأ فرحتهم عقب النطق بالبراءة لمساعدى العادلى، وانقضاء الدعوى عن جمال وعلاء مبارك وحسين سالم لتبدو ملامح الغضب بين الشباب المتابعين للمحاكمة. «يا جماعة أنا كنت فى ميدان التحرير.. ازاى مش لاقيين دليل إن الداخلية اللى قتلت المتظاهرين؟، ازاى حسن عبدالرحمن اللى عذب الناس فى أمن الدولة وانتهك حرمتهم ياخد براءة؟، والأمن المركزى اللى كان بينفذ أوامرهم فى المتظاهرين فى التحرير بأوامر أحمد رمزى.. إزاى يطلع براءة؟» ينتقد على الغريب الحكم مهددا برجوع المتظاهرين إلى التحرير، و«لن نهدأ حتى تطهير البلاد».