في كرة القدم نجوم كُثر، جميعهم تميزوا داخل الملعب، لكن من هذا الذي تحمله الجماهير على الأعناق، تلك الأمور تتخطى حاجز الفوز والخسارة. إنه ارتباط نفسي بين المشجع واللاعب، أحداث كونت صورة ذهنية لدى المشجع وضعت نجمه في صورة معينة، أبدا لن يتخلى عنها. محمد أبو تريكة كان دائما في الموعد حينما احتاجه الأهلي ومنتخب مصر في المباريات الحاسمة، وحينما تطور الأمر لعلاقة إنسانية.. قدم الماجيكو النموذج الأقرب لقلب محبيه حتى لو كان "خطأ" كونه لاعبا محترفا. في بطولة أمم أفريقيا 2008 التي أقيمت في غانا، سجل أبو تريكة الهدف الثاني للمنتخب المصري، ثم رفع قميصه ليكشف عن قميصه الذي كتب عليه "تعاطفا مع غزة"، وكان وقتها الحصار الإسرائيلي للقطاع الفلسطيني على أشده، خطف أبو تريكة القلوب وبات حديث العالم. عقب مباراة المصري البورسعيدي والأهلي التي شهدت مقتل 72 من مشجعي الفريق الأحمر، وإبان عودة الفريق للقاهرة عبر مطار ألماظة، كان المشير محمد حسين طنطاوي في استقبال الفريق، أبو تريكة حمل المشير المسؤولية ورفض مصافحته، فبات بطلا من وجهة نظر الألتراس. أصر الاتحاد المصري لكرة القدم على إقامة مباراة السوبر بين الأهلي وإنبي مطلع الموسم الماضي، رفض الألتراس إقامة المباراة قبل القصاص لزملائهم، تضامن أبو تريكة معهم بشكل مفاجئ ورفض خوض المباراة ليثير عاصفة من الجدل، أغضبت زملائه منه، لكنها استكملت بناء صورته كبطل عند جماهير الأهلي والألتراس بالذات. وافق الأهلي على إعارة محمد أبو تريكة لبني ياس الإماراتي، فإذا بالماجيكو يختار الرقم 72 لارتداءه في إشارة لعدد شهداء الأهلي، كان ذلك التصرف هو الجوهرة التي زينت تاج أبو تريكة، ووضعته أميرا على قلوب الجميع. في النهاية, حتى تفهم الفارق بين نجم ونجم آخر، محمد بركات صنع للأهلي الكثير في الملعب، لا يقل بأي حال عن أبو تريكة، لكن الأخير تفوق في الجماهيرية، لماذا؟.. لأنه امتلك جرأة صنع صورته لدى الجماهير خارج الملعب!!.