الطفلان العروسان أحمد وتمارا في شهر العسل بغزة ستكون شاهد الصور فى بيتٍ صغير وغرف ضيقة وبين أسرته المكونة من خمسة أفراد يعيش الطفل أحمد عماد صبح (15عام ) وزوجته تمارة صبح (14 عام ) ، يلهوعلى دراجة والده النارية ولم يستطع أن يصل الأرض بقدميه نظراً لصغر حجمه وتحاول زوجته أن تسنده للصعود عليها . أحمد الذي لم يتجاوز فقط سوي 15 عام يروي فى لقاء خاص مع دنيا الوطن المراحل الأولي ما قبل زواجه حيث يقول : " بدأت الفكرة برغبة والدي بزواجي لاسيما وأن والدتى تعانى من أمراض عدة ويريد أن يزوجني لكي تفرح بي، وبدأت بالبحث لي عن عروسة تناسب سنى ووضعنا الإجتماعي حيث تقدمت لخطبة أحدى الفتيات فى بيت لاهيا ولكن لم يكن هناك نصيب وبعدها بأيام عرض عمي ( والد تمارة ) أن يزوجه إبنته تمارة التى تبلغ من العمر 15 عام فكانت الموافقة بشكل سريع وفعلياً تم الزواج . ويواصل الطفل البرىء أحمد قوله بعد موافقتنا جميعاً جلسا والدى ووالدها وإتفقا أن يكون المهر شىء بسيط وان يكتبوا ذلك فى عقد الزواج وأن يلتزم والد أحمد بدفع المهر فيما بعد وقيمته ( 1000دينار ). ويقول أحمد رغم سنى الصغير إلا أنني كنت أرغب بالزواج لآننى أشعر بأني على قدرٍ من المسؤولية واعلم جيداً عن حجم المسؤولية الملقاة على كاهلي وبالرغم من كل هذا إلا أن الزواج تم بحمد الله وعمت الفرحة على العائلة رغم أنها كانت منقوصة بسبب الضائقة المالية والوضع الإقتصادي السىء التى نعيشه . أما العروس تمارة إستقبلت فريق دنيا الوطن بإبتسامة واضحة قالت " أننى سعيدة بزفافى على أحمد وأننا لسنا أطفال وإنه رجلٌ لآينقصه شئ سوى عمل يوفر من خلاله قوت يومنا ، ونحن سعداء مع بعضنا البعض وإننى أشعر بالإرتياح الشديد لزواجي أحمد الذي سيكون والداً لآبنائى . تمارة التى تبلغ من العمر 14 عام قالت بصريح العبارة أن فرحي لم يكن مثلما حلمت ولم أرتدى الفستان الذى كنت أتمناه ولم أحصل على غرفة نوم كما كنت مخططة مستقبلياً ولكن (لآيوجد باليد حيلة ) أحمد شاب جدع وهو يعمل على دابته منذ الصغر ولا يستطيع أن يقدم كل ما أتمناه ولكن الله سيكون معنا وأننا منذ زواجنا حتى الان ونحن سعداء بجانب بعضنا البعض ونأمل أن نكون دائماً هكذا . والدة أحمد كانت مؤيدة بشكل كبير لزواج إبنها أحمد وتقول لدنيا الوطن أن فكرة زواج أحمد كانت قائمة منذ شهور ولكن لضيق الحال تم تأجيلها لهذا الوقت وتقول " أن الفرح والزفة والمهر وكل ما يلزم دُبر بشكل سريع جداً وأننى قمت بإستلاف مبلغ من المال لعمل الكوافير وتأجير البدلة وقمت أنا ونساء المنطقة بعمل فرح (على قد الحال ) وقاموا شباب المنطقة وأبناء عم العريس بزفاف أحمد والحمد لله على كل شىء الأمور كانت على مايرام ولكن كل ما نحتاجه الأن أن يتغير وضعنا المادي وأن يتم توفير عمل لأحمد وشقيقه الأكبر محمد . فى سياق الموضوع تقول إم أحمد أن زواج إبنها قانوني وأن الزواج تم على سنة الله ورسوله ولا توجد مشكلة فى ذلك وأن أبناء عمه الإثنين تزوجوا فى نفس السن ولم يكن هناك إستنكار أو غيره من مؤسسات حقوق الإنسان. وتواصل ام احمد حديثها ممازحة مراسل دنيا الوطن " فى حال أنجب أحمد طفلة سوف نسميها (دنيا) ، وإن كان طفل ولد سوف نطلق عليه اسمه (وطن) ليبقى لدنيا الوطن إسماً فى المنزل . أما والد العريس أحمد يقول لدنيا الوطن وهو مبتسماً زوجت أبنائى الإثنين وأنا الان مرتاح جداً لهذه الزواج وبإستطاعتى الإطمئنان عليهم بعد ذلك فى حال حدث لي مكروه لوقدر الله وقال فى حضور أشقائه الإثنين ( والد العروس وعمها ) أن والد العروس مديون له بالمهر المتفق عليه وحين تنفك الضائقة المالية قليلاً سوف يسد ذلك المبلغ ولو تقسيطاً لآن ذلك حق معترف . من جانبه عبر نشطاء حقوق إنسان بغزة عن إستغرابهم لزواج أحمد وتمارا وإعتبروه إهانة للطفولة وطالبوا بنص قانون جديد يمنع زواج الاطفال من هم دون سن ال18 بدلاً عن القانون الفلسطيني المستند إلى القانون العثماني بزواج الفتاة التي تبلغ 14 سنة والشاب البالغ 15 أو تطبيق قانون الزواج المطبق فى الضفة الغربية ، وطالبوا المجلس التشريعي بأخذ إجراءات فعلية من أجل تغير قانون عام 1954م أو توكيل المهام لهيئة القضاء الشرعى لتغير القانون وتنظيم حالات الزواج والطلاق فى فلسطين . يذكر أن دنيا الوطن كانت أول من أثارت موضوع زواج أحمد وتمارا لتتناقله بعدها كافة وسائل الاعلام المحلية والدولية .. التقرير المنشور في دنيا الوطن واثار اهتمام وسائل الاعلام .. أن تتلقى دعوة لحضور فرح فى غزة فهذا أمرٌ عادي، ولكن أن تتلقى إتصالاً مفاده دعوة لحضور حفل زفاف أحمد صبح 15 عام على إبنة عمه تمارا 14 عام فهذا خارج عن المألوف، هذا ماحدث فى " سكنة أصلان " شمال قطاع غزة فى مدينة بيت لاهيا . تبدأ الحكاية بزواج أحمد من إبنة عمه التى تقطن بجوار منزله، حيث عزم الأبوين الشقيقين عماد صبح وفارس صبح تزويج أبنائهم لبعضهم البعض (تمارا وأحمد ) الذى لم يتجاوزا سن ال16 ولا يمتلكان لبطاقة الهوية، فالزفة والفرح والصمدة لم يختلف كثيراً عن أي فرح فلسطيني فنساء المنطقة باشروا بمراسم الفرح داخل منزل أحمد والملاصق تماماً لمنزل زوجته "تمارا "، ولم يختلف الأمر كثيراً فى سهرة الشباب فشباب المنطقة أبدو ما بوسعهم لإفراح العريس أحمد ووالده عماد. أبو أحمد "والد العريس " يقول إن زواج إبنه أحمد لم يكن منافياً للقانون ولا للدين ولو كان كذلك لما كتب الكتاب وتزوجان، ويواصل قوله : إن أحمد يعمل مع شقيقه منذ الصغر على دابته فى نقل المواد الزراعية ومساعدة المزارعين فى بيت لآهيا وهو بإستطاعته الزواج رغم الوضع الإقتصادي الصعب الذى أعيشه أنا وعائلتي ولكن قمنا ببيع الدابة التى بحوزتى وأكملنا ما تبقى من الإحتياجات من خلال المساعدين من بعض الأقارب وأهل الخير وتزوجان بإمكانيات بسيطة جداً . بدوره قال الشيخ الدكتور حسن الجوجو رئيس المجلس الأعلى للقضاء الشرعي إن عقد قران هذا جرى وفقاً للقانون المطبق في الضفة الغربية وقطاع غزة، الصادر عام 1993 ، أن العريس أحمد عماد افريج صبح وتاريخ ميلاده 15/2/1998 أصبح عمره 15 عاماً وسبع شهور وبلغ السن القانوني بشهر ، فيما أبنت عمه "تمارا فارس افريج صبح" وتاريخ ميلادها 12/1/1999 وتبلغ من العمر 14 عاماً وثمانية شهور و 6 أيام وبلغت السن القانوني بشهر و6 أيام، وزواجهم قانوني وشرعي ورغم صغر سنهم إلا أننا حاولنا نصيحة الوالدين والزوجين أن سنهم صغير وقوبلنا بالإصرار من الطرفين فزوجناهم على بركة الله وسنة نبيه المصطفي وقال الجوجو رغم عدم حصول العروسان على بطاقة هوية فهذا لا يؤثر على زواجهما ويتم تثبيت الزواج من خلال شهادة الميلاد وموافقة والديهما . ويسمح القانون الفلسطيني المستند إلى القانون العثماني بزواج الفتاة التي تبلغ 15 سنة والشاب البالغ 15 سنة ونصف العام. من جانبه هاجم خليل أبو شمالة مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان في غزة القضاء الفلسطيني مشككاً في وجود قضاء شرعي وذلك لشعوره بالتقزز حسب وصفه من زواج طفلين في شمال غزة بطريقة شرعية وقال أبو شمالة إن هذه الجريمة لا يمكن إستيعابها متحدياً القضاء الفلسطيني في تعليقاته على صفحته على الفيس بوك التى نشر من خلالها أبو شمالة هجومه على القضاء الشرعي وفيما يلي نص المنشور الذي نشره أبو شمالة على صفحته على الفيس بوك " في غزة كارثة كبرى حدثت تقشعر لها الأبدان وتثير الغثيان ، كيف يقبل قاضي شرعي ان يزوج طفلين في الرابعة عشر والثالثة عشر ، من هو هذا القاضي الذي سمح لنفسه ان يفسر الدين والشرع بمنتهى الغباء ؟؟؟ وماذا عن هيئة القضاء الشرعي الذين شاركوا هذا القاضي ذبح طفلة وخداع طفل على هذا النحو. ان اي جريمة يمكن استيعابها ولكن هذه الجريمة البشعة المقززة تجعلني اشك بوجود مشايخ اصلا وقضاة شرعيين ، ولا أتشرف ان أقابل احد منهم ولا أضع يدي في يد اي منهم. عليكم اللعنة يا اجهل بني البشر أما للفيس بوك فكان نصيب الأسد من التعليق على هذا الزواج ما بين مؤيد ومعارض فمنهم من وجد لهم مبرر أن الزواج هو السترة للحياة وتكميلاً لدين الإسلامي الحنيف ومنهم من رفض هذه الزواج لآنها إنتهاكاً للدين والقانون حسب وصفهم .