منذ عزل الرئيس السابق محمد مرسى والإسلاميون لا يكفون عن التظاهر ضد الحكومة الجديدة، حتى تحولت البلاد إلى صراع دائم بين ما يحاولون استعادة سيطرتهم على الحكم وهم الإسلاميون، وبين من يريدون بسط حالة من الهدوء على البلاد على أمل تحسين الأوضاع المعيشية التى تأثرت بشدة منذ ثورة 25 يناير 2011. وفى هذا السياق، قالت مجلة الايكونوميست البريطانية إن مصر تشهد حالة من الصراع لاستعادة الهدوء، ففى الوقت الذى يواصل فيه مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسى الاحتججات لإعادة إلى حكم البلاد، قرر الجيش مع مؤيديه المدنيين عودة البلاد إلى مسار الحكم المدنى ولكن بدون الإسلاميين. وفى تحليل جديد اعتبرت المجلة البريطانية أن الإبقاء على وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم هو ترضية للإسلاميين حيث عينه الرئيس السابق. ووصفت ايكونوميست الحكومة الجديدة التى ضمت ثلاث وزيرات من النساء، واثنين من الأقباط، بأنها «أكثر شمولا من الحكومات السابقة». ونقلت المجلة عن الخبير شئون القوات المسلحة المصرية فى الكلية البحرية بكاليفورنيا، روبرت سبرينجبورج قوله إن الوزراء الجدد هم «نخبة السياسة المصرية»، أو هم «كريمة الكريمة على حد وصفه». وأوضحت المجلة أن رفض الإخوان للحكومة الجديدة واعتراضات حزب النور عليها ستجعلها فى مهمة شاقة لعودة البلاد إلى الحكم المدنى وإنقاذ الاقتصاد. وعلى الرغم من اعتماد الجيش على كراهية أغلبية المصريين للإخوان المسلمين، إلا أنه إذا لم يستطع الجيش استرداد الهودء وإدارة الاقتصاد بصورة جيدة، فإن «الشعب المصرى قد ينقلب ضده بسرعة». وتحت عنوان الإسلاميون المحبطون يتحدون أمام النظام الجديد، قالت صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية إن الأحزاب الإسلامية، الذين كانوا رافضين لسياسات الرئيس العزول اتحدوا مع الإخوان مطالبين بعودته إلى الحكم وإسقاط النظام الجديد فى إشارة إلى الحركة السلفية. وتابعت الصحيفة أن نائب رئيس حزب الإصلاح السلفى خالد منصور تحول من معارض لسياسات مرسى، حيث اتهم الرئيس السابق بالفشل فى تحقيق مطالب الثورة، وبتعيين الإخوان فى مناصب كبيرة بالدولة، كان فى المظاهرات المؤيدة للرئيس العزول فى رابعة العدوية، معللا تواجده أنه مازال معارضا لمرسى ولكنه يتظاهر لأنه ضد «الانقلاب». وأوضحت الصحيفة أن الفصائل الإسلامية كانت بينهم خلافات على مدى العام ونصف العام عندما كانوا فى الحكم، ولكن الإجماع على الاطاحة بمرسى عمل على توحيد معسكر الإسلاميين، وذلك قبل إجراء الانتخابات المقررة العام المقبل. وأضافت فاينانشال تايمز أن حزب النور الحزب الإسلامى الوحيد الذى تبنى إطاحة مرسى يحاول الآن مجتهدا استرداد مصداقيته بين الإسلاميين، حيث انتقد قرار الرئيس المؤقت عدلى منصور بتعيين لجنة غير منتخبة من القضاة لكتابة الدستور. ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس حزب النور للشئون السياسية، بسام الزرقا، قوله «يمارس علينا ضغطا من قبل الشارع. فالمشكلة هى أن كل فرد شعاره الآن «من ليس معى فهو ضدى» فمصر فى حالة استقطاب ومنقسمة إلى كتلتين ونخشى ألا تتم عملية المصالحة بالسرعة التى نرغب فيها، ومن ثم ينتهى بنا الحال إلى أن يكون هناك رئيسان ودستوران. فكل فريق متمسك بمطالبه». الشروق