اخبار مصر قال الدكتور عصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولى، إن من أسس وجود الديمقراطية هو أن الناس تختلف، وخلال الأشهر القليلة الماضية شهدت مصر حواراً ونقاشات حول أول رئيس منتخب بحرية فى تاريخ البلاد. وأكد الحداد فى بيان بالإنجليزية نُشِرَ على "الفيس بوك" مساء اليوم السبت، بشأن المظاهرات التى شهدتها البلاد مؤخراً ومظاهرات 30 يونيو الداعية لها المعارضة غداً: أنه اليوم يبدو أن الحوار تطور وقد دخل مرحلة جديدة، وبغض النظر عن كيفية تطور الحوار، ففى الواقع أنه من الواضح أن لدينا ثلاثة مشاهد مختلفة جداً فى مصر اليوم. وأوضح أن المشهد الأول: هو اثنتان من المظاهرات الشعبية إحداهما فى رابعة العدوية، وهو أحد الميادين الكبرى فى القاهرة، وهى مؤيدة للرئيس وداعمة له، والأخرى فى ميدان التحرير، وهى تعارض الرئيس وبغض النظر عن التباين الكبير فى الأعداد، حيث إن رابعة العدوية الأعداد فيها أكبر بشكل لافت، إلا أن المظاهرات فى الجانبين كانت سلمية وهذا هو ما نأمل أن نراه وأقسمنا على حمايته. وقال: إن المشهد الثانى كان مختلفاً بشكل كبير وهو فى المنصورة والبحيرة والإسكندرية بالأمس وعدة مناطق أخرى السبت، حيث هاجمت عصابات مسلحة منزل أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين ومكتباً للجماعة وآخر لحزب الحرية والعدالة، كما هوجم أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين بأسلحة آلية وبنادق نتج عنها إصابة المئات ووفاة 7 أشخاص على الأقل، وهذه أحداث لا مكان لها فى الديمقراطية، وندعو قادة المظاهرات والداعين لها لإدانة هذه الأفعال العنيفة. وقال الحداد: إنه فى الإسكندرية بدأت الاشتباكات من أفراد مسلحين كانوا ضمن مظاهرة معارضة للرئيس، حيث قتل شخص أمريكى فى الإسكندرية خلال تصويره للأحداث من قبل هذه العصابات المسلحة، ومقتل هذا الطالب الأمريكى جاء لكونه بما التقطه من صور شاهداً على هؤلاء المجرمين الذين يدعون الانتماء للثوار. وأشار إلى أنه أيضاً هناك صحفية نرويجية تم التحرش بها فى ميدان التحرير وهى حادثة ضمن 7 حوادث تحرش أخرى ذكرتها منظمات حقوقية، ووقعت جميعها فى مناطق محيطة بميدان التحرير، وتدل هذه الأفعال الإجرامية على أن الحشود الموجود بالتحرير خارجة عن السيطرة، ونتقدم بخالص تعازينا لأهالى ضحايا العنف فى تلك المظاهرات. وأوضح أنه مع وجود تظاهرات جديدة تلوح فى الأفق – يقصد تظاهرات الأحد 30 يونيو من الواجب على المتظاهرين السلميين أن يفصلوا أنفسهم بشكل واضح عن البلطجية الذين يستخدمونهم كغطاء لهم، ومن الأهمية أيضا أن يبتعد الداعون لهذه المظاهرات عن لغة العنف. وقال الحداد: المشهد الثالث الذى يدعو للتأمل لم يكن عنيفاً ولكنه مؤسف حيث إن بعض الشباب من قادة التظاهرات، التى شهدتها البلاد مؤخرًا رغم أنهم من رموز ثورة 25 يناير 2011 فقد تم طردهم من ميدان التحرير، وهذا باعتراف تلك الشخصيات – حسب قول البيان- وذلك حينما اعترضوا على رفع صور مبارك فى ميدان التحرير. وختم البيان بالقول إنه لاشك أن من حق الناس أن تشتاق إلى ديكتاتورية مألوفة لديهم، ولكننا يجب أن نكون واضحين فى هذا الخصوص بأن هؤلاء لا يمثلون جموع الشعب المصرى الذين توحدوا فى ميدان التحرير منذ عامين ونصف العام، فلا أحد يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.