الحداد: من حق الناس الاشتياق لديكتاتورية مألوفة لديهم.. ولكن مظاهرات رابعة أكثر عددا من المعارضة

قال د. عصام الحداد مساعد الرئيس للعلاقات الخارجية والتعاون الدولي، إن من أسس وجود الديمقراطية هو أن الناس تختلف، وخلال الأشهر القليلة الماضية، شهدت مصر حوارا ونقاشات حول أول رئيس منتخب بحرية في تاريخ البلاد.
وأكد الحداد في بيان بالانجليزية مساء اليوم السبت بشأن المظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا ومظاهرات 30 يونيو الداعية لها المعارضة غدا: أنه اليوم يبدو أن الحوار تطور وقد دخل مرحلة جديدة، وبغض النظر عن كيفية تطور الحوار ، ففي الواقع أنه من الواضح أن لدينا ثلاثة مشاهد مختلفة جدا في مصر اليوم.
وأوضح أن المشهد الأول: هو اثنين من المظاهرات الشعبية إحداهما في رابعة العدوية وهو أحد الميادين الكبرى في القاهرة، وهي مؤيدة للرئيس وداعمة له، والأخرى في ميدان التحرير، وهي تعارض الرئيس وبغض النظر عن التباين الكبير في الأعداد حيث أن رابعة العدوية الأعداد فيها أكبر بشكل لافت، إلا أن المظاهرات في الجانبين كانت سلمية وهذا هو ما نأمل أن نراه وأقسمنا على حمايته.
وقال إن المشهد الثاني كان مختلفا بشكل كبير وهو في المنصورة والبحيرة والأسكندرية بالأمس وعدة مناطق أخرى اليوم السبت، حيث هاجمت عصابات مسلحة منزل أحد قادة جماعة الإخوان المسلمين ومكتب للجماعة وآخر لحزب الحرية والعدالة، كما هوجم أفراد منتمين لجماعة الإخوان المسلمين بأسلحة آلية وبنادق نتج عنها إصابة المئات ووفاة 7 أشخاص على الأقل، وهذه أحداث لا مكان لها في الديمقراطية، وندعو قادة المظاهرات والداعين لها لإدانة هذه الأفعال العنيفة.
وقال االحداد إنه في الأسكندرية بدأت الاشتباكات من أفراد مسلحين كانوا ضمن مظاهرة معارضة للرئيس حيث قتل شخص أمريكي في الأسكندرية خلال تصويره للأحداث من قبل هذه العصابات المسلحة، ومقتل هذا الطالب الأمريكي جاء لكونه بما التقطه من صور شاهدا على هؤلاء المجرمين الذين يدعون الانتماء للثوار.
وأشار: إلى أنه أيضا هناك صحفية نرويجية تم التحرش بها في ميدان التحرير وهي حادثة ضمن 7 حوادث تحرش أخرى ذكرتها منظمات حقوقية، ووقعت جميعها في مناطق محيطة بميدان التحرير، وتدل هذا الأفعال الإجرامية على أن الحشود الموجود بالتحرير خارجة عن السيطرة، ونتقدم بخالص تعازينا لأهالي ضحايا العنف في تلك المظاهرات.
ووأوضح: أنه مع وجود تظاهرات جديدة تلوح في الأفق – يقصد تظاهرات غدا الأحد 30 يونيو- من الواجب على المتظاهرين السلميين أن يفصلوا أنفسهم بشكل واضح عن البلطجية الذين يستخدمونهم كغطاء لهم، ومن الأهمية أيضا أن يبتعد الداعون لهذه المظاهرات عن لغة العنف.
وقال الحداد إن : المشهد الثالث الذي يدعو للتأمل لم يكن عنيفا ولكنه مؤسف حيث أن بعض قادة التظاهرات التي شهدتها البلاد مؤخرا رغم أنه من رموز ثورة 25 يناير 2011 فقد تم طردهم من ميدان التحرير، وهذا باعتراف تلك الشخصيات – حسب قول البيان- وذلك حينما اعترضوا على رفع صور مبارك حينما اعترضوا على رفع صور مبارك في ميدان التحرير.
وختم البيان بالقول إنه لاشك أنه من حق الناس أن تشتاق إلى ديكتاتورية مألوفة وتعودوا عليها - يقصد نظام مبارك- ولكننا يجب أن نكون واضحين في هذا الخصوص بأن هؤلاء لا يمثلون جموع الشعب المصري الذين توحدوا في ميدان التحرير منذ عامين ونصف ، فلا أحد يستطيع إعادة عقارب الساعة إلى الوراء.